الحكومة الايطالية برئاسة ليتا تؤدي اليمين الدستورية

الحكومة الايطالية برئاسة ليتا تؤدي اليمين الدستورية
الأحد ٢٨ أبريل ٢٠١٣ - ٠٧:٣١ بتوقيت غرينتش

ادت الحكومة الايطالية الجديدة برئاسة انريكو ليتا، المسيحي الديموقراطي، اليمين الدستورية الاحد في قصر كيرينالي في روما في مراسم احتفالية عكرها حادث اطلاق اعيرة نارية من قبل شخص "يائس" على رجال الدرك امام مقر الحكومة الذي يبعد كلم واحد عن المكان.

وكان ليتا، المنتمي الى الحزب الديموقراطي، اول من اقسم الولاء على الدستور ثم تبعه وزراؤه ال21 وبينهم سبع نساء (وهو عدد قياسي في ايطاليا).

واستغرقت المراسم نحو نصف الساعة تحت القبة المذهبة للقصر الرئاسي. لكن في منتصف هذه المراسم اي حوالي الساعة 9:40  ت غ قام رجل باطلاق عدة اعيرة نارية على رجال الدرك المتمركزين امام قصر كيجي، مقر الحكومة الذي يبعد كلم واحد عن قصر الرئاسة.

واصيب احد الدركيين اصابة خطيرة في العمود الفقري واخر في ساقيه كما اصيبت سيدة حامل كانت مارة في المكان بجروح طفيفة نتجت عن شظية. واصيب مطلق النار الذي طرحته الشرطة ارضا على الفور بكدمات طفيفة.

وروى فاليرو اروسي وهو فني تلفزيون كان في جادة كورسو السياحية في وسط روما حيث وقع الحادث "بدأ الناس يصابون بالهلع. فقد بدا وكانه انفجار. اخذ الناس يركضون في كل مكان وسقطت شابة من الدراجة الهوائية التي كانت تقودها".

وتحدث وزير الداخلية الجديد انجلينو الفانو زعيم حزب سيلفيو برلسكوني عن "عمل معزول" مشيرا الى ان مطلق النار وهو رجل في التاسعة والاربعين من اقليم كالابريا "اعلن عزمه على الانتحار لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب نفاد الذخيرة من مسدسه".

واشار مدعي روما بييرفييلبو لافياني عن "رجل يعاني من الكثير من المشاكل، فقد عمله وفقد كل شيء واضطر للعودة الى العيش مع اهله" في كالابريا.

واكد انه كان يريد اولا "اطلاق النار على سياسيين لكن بعد ان ادرك انه لا يستطيع ذلك اطلق النار على رجال الدرك".

ومن قبيل الاحتياط اعلن الوزير الفانو تعزيز مراقبة "الاهداف المهددة" وخاصة مقر مجلس النواب حيث سيتوجه رئيس الوزراء الجديد انريكو ليتا بعد ظهر الاثنين لالقاء اول خطاب سياسي له.

وسعى وزير البنى التحتية الجديد موريسيو لوبي (يمين) الى الطمانة معتبرا انه "لا توجد اي صلة بين هذا الحادث وبين اداء الحكومة اليمين الدستورية".

وقال بريتي في اعترافاته، التي نشرتها وكالة الانباء الايطالية، "كنت اريد القيام بعمل لافت في يوم مهم لكنني لا احمل ضغينة لاحد على وجه التحديد".

واستنادا لوسائل الاعلام فقد بريتي عمله في كالابريا (جنوب) بعد ان انفصل عن زوجته التي بقيت مع ابنهما البالغ العاشرة في بيمونتي (شمال). ويبدو انه بدد مدخرات الاسرة على العاب القمار عبر الفيديو والماكينات.

واتهم زعيم رابطة الشمال ورئيس اقليم لومبارديا روبرتو ماروني حركة "خمس نجوم" للفنان الكوميدي السابق بيبي غريلو بتاجيج الغضب على الطبقة السياسية وقال "البعض يشيع ان رجال السياسة هم السبب في كل المصائب".  

الا ان غريلو ادان تصرف بريتي وقال ان "حركة خمس نجوم ضد العنف بشكل مطلق. و«عنفنا» الوحيد هو جمع تواقيع على عرائض واجراء استفتاءات".

وبعد حادث اطلاق النار استمرت المراسم مع التبادل التقليدي لجرس مجلس الوزراء بين حكومتي ماريو مونتي وانريكو ليتا.

واثارت الحكومة الجديدة الكثير من الامال لطابعها التجديدي غير المسبوق كونها مؤلفة من تحالف بين العدوين الابديين اليسار واليمين مع متوسط عمر منخفض (53 عاما اي اقل بعشر سنوات عن حكومة مونتي) ووجود نسائي قوي (سبع وزيرات من 21 وزيرا).

فهذه الحكومة التي ولدت بعد مازق سياسي استمر شهرين جاءت ثمرة اتفاق حكيم مع تسعة وزراء من الحزب الديموقراطي، الحزب الرئيسي في اليسار الوسط، وخمسة من حزب برلوسكوني اليميني وثلاثة من الوسط واربعة تكنوقراط.

وتحت عنوان "العودة الى الواقع" كتب ماسيمو فرنكو في مقالة افتتاحية في صحيفة كورييري ديلا سيرا "انها اول محاولة واضحة للتهدئة في ايطاليا" مع تشكيل "ائتلاف غير مسبوق تماما يمحو 20 عاما من العداوات" بين اليمين واليسار.

ويجمع المعلقون على القول مع الرئيس جورجيو نابوليتانو "انها الحكومة الوحيدة الممكنة" بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في 24 و25 شباط/ فبراير وحصل فيها الوسط اليسار على الغالبية المطلقة في مجلس النواب، لكن ليس في مجلس الشيوخ الذي تتقاسمه ثلاث كتل شبه متساوية (اليسار، اليمين البرلوسكوني والمعارضون للاحزاب في حركة خمسة نجوم).

ورفض اندريا ريكاردي الوزير المنتهية ولايته في حكومة ماريو مونتي انتقاد حركة خمسة نجوم التي ترى ان الحكومة منبثقة عن "الاعيب" وتمنى في حديث لكورييري ديلا سيرا "العمر الطويل" لحكومة ليتا من اجل "اعادة تشغيل ماكينة الديمقراطية الايطالية".

وبرأيه "فان المأساة الكبرى للاسابيع الاخيرة تمثلت في انعدام التواصل في برلمان مجمد لانه ثلاثي الاقطاب". وقال "واخيرا تعلو مصلحة البلاد على الخصومات وعلى الاحزاب والالاعيب الشخصية"، مشيرا الى "الضرورة الاقتصادية الكبرى ومسالة العمل وافقار الايطاليين".

وثمة ميزة اخرى مهمة لدى "فريق ليتا" وهو ان متوسط عمر الوزراء هو 53 عاما، اي 10 سنوات اقل من حكومة مونتي.
 

تصنيف :
كلمات دليلية :