قنصل سوداني: الهجوم على كردفان دوافعه سياسية

الإثنين ٢٩ أبريل ٢٠١٣ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم) ‏29‏/04‏/2013 – أكد القنصل العام للسفارة السودانية في بيروت سمير بابتوت أن هجوم "الجبهة الثورية" على شمال كردفان دوافعه سياسية لكسب اوراق في المفاوضات مع الحكومة. واشار الى وجود دور إسرائيلي في استهداف السودان ودعم الحركات المتمردة.

وقال بابتوت في حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية مساء الاحد إن دوافع هذا الهجوم سياسية في المقام الأول لكسب أوراق التفاوض في المفاوضات بين الحكومة السودانية وبين ما يسمى بالجبهة الثورية وقطاع الشمال تحديدا في الحركة الشعبية.

وأضاف: المفاوضات كانت الجمعة الماضية في أديس أبابا، والحكومة ذهبت الى المفاوضات بقلب مفتوح للحوار للوصول لكل القضايا العالقة مع قطاع الشمال التي تحتل بعض المناطق في جنوب كردفان وجزء بسيط في النيل الأزرق، وطلبت الحكومة في المفاوضات وقف إطلاق النار كبداية للمفاوضات وحسن النوايا، وبعدها مناقشة كل المسارات الأخرى التي كان يطالب بها قطاع الشمال بالحركة الشعبية.

وتابع: عندما تم تعليق التفاوض حتى شهر مايو، حصل الهجوم الغادر على مدينة ام روابة في اليوم الثاني مباشرة، ورغم أنه لم يكن هجوما بإمكانيات وقدرات عسكرية وانسحبوا خلال ساعات فقط من ام روابة، ولكنه كان طريقة لايصال رسائل سياسية بأنهم موجودون على الأرض ولكسب التفاوض في الجولة القادمة.

وأوضح بابتوت أن منطقة ام روابة لم يكن فيها جيش وليس لها علاقة حتى بولاية جنوب كردفان الدائر فيها النزاع مع متمردي الحركة الشعبية الذين كانوا سابقا جزء من الجيش الشعبي للحركة الشعبية، مبينا أنهم إنسحبوا بعد ان نهبوا ممتلكات المواطنين وبعض البنوك، وليست لديهم القدرة العسكرية للتقدم الى الخرطوم أو غيرها.

وأشار الى أن الدور الإسرائيلي واضح جدا للعيان في استهداف السودان ودعم حركات التمرد لجنوب السودان منذ استقلال السودان عام 1956، وأن هناك تأكيدات مختلفة ومتواترة ومعروفة، قائلا إن قائد اول حركة تمرد (انيانيا) في جنوب السودان جوزيف لاغو اعلن عن الدعم اللوجستي الذي كان يأتيهم من الكيان الاسرائيلي أثناء تمردهم في بداية الخمسينات والستينات.

واضاف: حتى وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي الأسبق في احدى المحاضرات في تل ابيب في 2008 كان يتكلم عن استهدافه السودان، وأن استراتيجية الكيان الاسرائيلي هي ان سودان ضعيف ومجزأ وهش خير من سودان قوي وموحد وفاعل، لان السودان إذا استغل امكاناته في ظل استقرار سياسي سيكون دولة يعمل لها ألف حساب، خاصة وانه يمثل العمق الاستراتيجي لمصر.

كما اشار بابتوت الى تدخلات الكيان الإسرائيلي في دارفور ودعم حركات التمرد في جنوب السودان لاستمرار الازمات، والزيارات الى الجنوب للحيلولة دون اي تقارب بين السودان وجنوبه والعمل على تصدير الازمات، مبينا ان أحد حركات التمرد التي هاجمت ام روابة فيها فصيل يدعى فصيل عبد الواحد نور، لديه مكتب في تل ابيب.

وكان الجيش السوداني قد أعلن سيطرته على الاوضاع بمدينة "أم روابة" بولاية شمال كردفان، بعد الاعتداء الذي تعرضت له من مسلحي "الجبهة الثورية"، صباح السبت.

وهاجم مسلحو الجبهة الثورية المتمردة بالسودان مناطق أم روابة والسميح والله كريم بشمال كردفان غرب العاصمة الخرطوم، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المواطنين وعناصر الشرطة.

وأكد والي شمال كردفان وقوع الهجوم وقال إن المهاجمين دمروا برجا للاتصالات ومحطة كهرباء، واعتبر الوالي أن الهجوم هدفه سياسي للتأثير على المفاوضات الجارية حاليا بين الحكومة وقطاع الشمال.

AM – 29 – 19:25