اهداف صفقة الاسلحة الاميركية الثلاثية

اهداف صفقة الاسلحة الاميركية الثلاثية
الجمعة ٢٤ مايو ٢٠١٣ - ٠٨:٠٤ بتوقيت غرينتش

صفقة الأسلحة الأميركية المشتركة لكل من الكيان الإسرائيلي والسعودية والإمارات التي تقدر بعشرة مليارات دولار جاءت بمثابة رسالة تهديد لإيران كما قال تشاك هيغل وزير الدفاع الأميركي خلال زيارته الأخيرة لفلسطين المحتلة . ولكن إذا كانت فعلا هي رسالة تهديد فلماذا تدخل واشنطن ضمنها السعودية والإمارات وما الغايات الحقيقية من ذلك ؟ وهل تحضر أميركا لحرب على إيران بمشاركة سعودية إماراتية ؟ أسئلة طرحت في الساحتين السياسية والإعلامية العربية .

تقرير ... قال مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة في طريقها لإتمام صفقة سلاح كبرى بقيمة 10 مليارات دولار، من شانها تعزيز قدرات دولتين عربيتين حليفتين لها، مع الحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل.

الصفقة العسكرية الضخمة الجديدة والدعم المقدم لإسرائيل كانت من بين الأشياء التي واجهت هيغل خلال البحث الدقيق الذي قام به جمهوريون في الولايات المتحدة لرؤية ما إذا كان يدعم إسرائيل بشكل كافي، فالمقصود من صفقة الأسلحة الجديدة هو زيادة التفوق العسكري الإسرائيلي على الدول المجاورة في المنطقة.

صفقة الأسلحة الأميركية ليست إلا للحفاظ على تفوق الكيان الإسرائيلي عسكريا ونوعيا بالشرق الأوسط كما تقول صحيفة "واشنطن بوست" القريبة من مركز القرار الأميركي موضحة أن الولايات المتحدة تسعى أيضا إلى تحسين الدفاعات الإماراتية والسعودية فى مواجهة خطر إيران. وتابعت قائلة إن الكيان الإسرائيلي كان يحبط فى الماضي بعض مبيعات الأسلحة الأميركية إلى السعودية ولكنه في هذه الصفقة لم يعترض .

مراقبون يرون أنه إذا كان موقف الكيان الصهيوني من الصفقة السعودية الأميركية يكشف عن مدى التنسيق بين آل سعود وإسرائيل التي وافقت سابقاً على تزود السعودية بأسلحة بلغت قيمتها مليارات الدولارات، فإن هذه الصفقة الجديدة تؤكد مرة أخرى أن الغرب حول السعودي إلى أداة لتمويل مصانع الأسلحة في الغرب والولايات المتحدة، لا سيما مع اشتداد الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية ستكون مخرجاً نسبياً لتحريك آلة الاقتصاد الغربي.

بداية هو الاقتصاد الأميركي المترنح، وبالتالي أميركا حتى تجبي أموال من العرب لها عدة طرف في هذا الموضوع منها إجبارهم على وضع أموالهم في المصارف الأميركية ونسيان هذه الحسابات تبقى حسابات دفترية، والثاني هي جباية هذه الأموال عبر صفقات وهمية من الأسلحة، تعقد العقود، وتبرم العقود ولكن تسليم الأسلحة "وهذه الصفقة من ضمنها".. وهذه الصفقة بالنسبة للعرب في الشق المتعلق بالعرب هو ضمن هذا الإطار.
هل واشنطن تستعد للحرب على إيران بصفقات سلاح لحلفائها ؟
سؤال طرح في الصحافة العربية بقوة بعد الكشف عن الصفقة الثلاثية استنادا إلى ما أكده مسؤول كبير بالإدارة الأميركية من أن الصفقة توفر شبكة أكبر من تنسيق الأصول العسكرية في جميع أنحاء المنطقة للتعامل مع الحالات الطارئة والمخاطر الأمنية الأخرى إلى جانب إيران تشمل الحرب المحتملة على سورية
ومن أن الجنود الأميركيين يدربون حاليا الطيارين الاسرائيليين جنبا إلى جنب مع نظرائهم من السعودية والإمارات
هي حقيقة صفقتين، صفقة عربية بسبع مليارات، وصفقة لإسرائيل بثلاث مليارات، وسبع المليارات العربية تمول الثلاث مليارات الإسرائيلية، لأن إسرائيل لن تدفع للخزينة الأميركية قرشاً واحداً..."ثمن الصفقة لن تدفعها إسرائيل؟"... إسرائيل لن تدفع ثمن الأسلحة التي ستعطى لها سواء كانت أسلحة متعلقة بصواريخ أرض جو، أو طائرات تزويد الطائرات بالجو أو أو.. الخ. كل ذلك لن يدفع من الخزينة الإسرائيلية قرشاً واحداً.
كل هذه الأشياء هل نحن نشتريها أم أن الأميركيين يعطوننا إياها هدية؟
سندفع ثمنها بأموال الأميركيين مثلما نفعل دائماً...
تعاون الكيان الإسرائيلي مع بعض الدول العربية لم يعد سرا وهو تعاون ليس موجها فقط ضد إيران كما هو حاصل حاليا بل هو تعاون قديم باعتراف مسؤولين سياسيين وإعلاميين إسرائيليين.
وهل هناك تعاون بين البلدين؟؟
علاقتنا مع السعودية جيدة ونأمل المزيد، العلاقات السلمية بين السعودية وإسرائيل موجودة، وأجيب على السائل نعم، لدينا مصالح مشتركة مع السعودية في الاقتصاد والسياسة الإقليمية وغيرها.
إنها سلطة عقدت منذ أول عهدها حلفاً مع الأميركيين، هذا يعني أننا نحن وهم نشكل أقوى حلف للأميركيين في المنطقة، وهذا ما تعتمد عليه السلطة السعودية ولا مكان للحديث هناك عن الربيع العربي.
إن اليوم أيضاً تصل أقدام يهودية إلى هناك، وهي إما لأطباء إسرائيليين يعالجون العائلة المالكة أو لعلماء أحدهم جلس هنا.
صحيح هناك أكثر من ذلك كان هناك اجتماع سري بين رئيس الحكومة السابق أولمرت ومندوبين عن العائلة المالكة السعودية في عمان، حول مسألة المبادرة السعودية المشهورة، كل دبلوماسي إسرائيلي سيقول لك إنه في واشنطن المندوب الإسرائيلي ليس مقصياً في نظر المندوب السعودي، ويجلسون ويتحدثون معاً لكن خارج إطار السجل الرسمي. الأمراء والأحفاد الأمراء لعائلة ابن سعود يبدون براغماتيين جداً وودودين جداً.
في إطار حمى التسلح السعودي تحتل المملكة مكانة متقدمة في العالم من حيث الإنفاق على التسلح لمن ومن أجل ماذا؟.. تتم هذه الصفقات وتكدس هذه الأسلحة. آل سعود لم يطلقوا ولا حتى طلقة واحدة ضد أحد أعداء الأمتين العربية والإسلامية، إنها أسلحة لقمع المظاهرات السلمية المطالبة بالعدالة الاجتماعية ورفع البؤس والفقر.
س: بالعودة إليك أستاذ حسين رمال ما تفسيرك أن تجمع صفقة الأسلحة الأميركية الكيان الإسرائيلي إلى جانب السعودية والإمارات هل من هدف برأيك؟
ج: هذا الأمر ليس أمراً جديداً الدول الثلاث هي دول أحلاف للولايات المتحدة الأميركية هذه الدول تقوم بوظائف مختلفة ولكن تجمع على هدف واحد وهي تأمين المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الأميركية ومعها إسرائيل في المنطقة. وبالتالي هناك أعمال استخباراتية منذ عشرات السنين في المنطقة تشي بأن إيران دولة صاعدة ربما تأكل المنطقة برمتها على غرار ما حصل مع الكويت إبان غزو الجانب العراقي للكويت. وبالتالي هذه الخيفة وهذه الخشية التي زرعها الأميركيون في عقول العربان في هذا المجال دفعت الدول العربية التي تنخرط بشكل أو بآخر مع الولايات المتحدة الأميركية إلى تعزيز هذا الحضور الأميركي وبالتالي تعزيز القواعد الأميركية في المنطقة، هذا الأمر شكل بالنسبة لأحلاف الولايات المتحدة الأميركي أمراً ثقافياً مغايراً لواقع الأمم المتحدة وميثاقها ومبادئها، مما عزز فرضية أن إيران سوف تقوم بضرب القواعد الأميركية في المنطقة لأنها تحت مرمى الصواريخ الإيرانية.
س: هل ترى أن رسالة التهديد لإيران التي توجهها هذه الصفقة الثلاثية هي رسالة جادة وماذا تعني أن تكون السعودية والإمارات من ضمنها، باختصار لو سمحت؟
ج: ما من شك أن أحلاف الولايات المتحدة الأميركية وأميركا وإسرائيل دائماً يخططون ويدرسون ويرسمون كيف يتم الاعتداء على إيران من خلال الاعتداء الخارجي أو من خلال التفجير الداخلي من خلال عملاء الولايات المتحدة الأميركية وبتمويل عربي وغربي في هذا المجال. نحن أمام إشكالية هي أن إيران دولة صاعدة وذات سيادة وبالتالي تتعاطى بشكل مستقل على مستوى القرار السياسي وبالتالي إيران لا تملك أي أسهم مع أجهزة دوائر القرار العالمي مما يعيق عملها السياسي والعسكري في المنطقة، هي إيران منتج إيراني على مستوى القرار السياسي وإن كان على مستوى القرار العسكري، نحن أمام مرحلة جديدة تشهدها إيران من أجل بناء منظومة سياسية وعسكرية واقتصادية وأمنية في المنطقة من أجل تعزيز دور المنطقة من خلال دول ناهضة وتستنهض الشعوب والهمم من أجل أن تكون هذه الدول ذات صمخية واحدة في المنطقة من أجل تعزيز الدور الاستراتيجي لوحدة الشعوب وتطلعاتها وعلى رأسها القضية الفلسطينية في هذا المجال.