ما هذا العداء العربي الصهيوني ضد حزب الله

ما هذا العداء العربي الصهيوني ضد حزب الله
الإثنين ٢٧ مايو ٢٠١٣ - ٠٨:١٥ بتوقيت غرينتش

لو بذل العرب نصف جهدهم الذي يبذلونه اليوم ضد سوريا لعزلها وضربها وفرض عقوبات عليها بالتنسيق مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة ودول العالم، لو فرضوا نصف هذا العداء ضد إسرائيل لما كان هنالك دولة إسرائيل، ولما كان هنالك شعب فلسطيني لاجىء مهجّر، يكتوي بنار اللجوء بمخيمات التعاسة وإسرائيل تبني مستوطناتها وتسيطر على المنطقة وتفرض إرادتها.

قد يكون هنالك منطق عند بعض العرب أن سوريا أصبحت فارسية، ومن يصدّق أن الأمويين والعروبة ودمشق أصبحت فارسية، باستثناء التنسيق العسكري والتحالف بين سوريا وإيران من الندّ إلى الندّ، دون أن تكون سوريا تراعي ما يطلبه الخليجيون السعوديون والقطريون وغيرهم.


ومن يكون رئيس وزراء قطر إلا شيمون بيريز آخر، ومن يكون رئيس وزراء قطر إلا موشي شاريت وموشي دايان وبن غوريون آخر.
هذا الرئيس الوزراء لقطر الذي سعى كونه رئيس اللجنة المسؤولة عن سوريا لطرد سوريا من الجامعة العربية، وفرض عقوبات عليها وسحب السفراء وقطع العلاقات معها، أين كان هذا الصهيوني رئيس وزراء قطر عندما هاجمت "إسرائيل" جنوب لبنان وارتكبت المجازر، وماذا فعلت قطر سنة 1994، عندما ارتكبت "إسرائيل" مجزرة قانا وقتلت 300 مدني في قصف مدفعي أدانته الأمم المتحدة، وأدانه العالم كله، فيما قطر تفرجت ولم تتكلم، واستعملت الولايات المتحدة حق النقض الفيتو لمنع إدانة "إسرائيل" على قتل 400 مدني لبناني أكثريتهم نساء وأطفال في مخيم قانا الذي لجأوا إليه إثر القصف وهو تابع للأمم المتحدة.


لو يذكر الصهيوني رئيس وزراء قطر تلك الحادثة ويتذكر جيداً، فان "إسرائيل" قالت إن الخطأ مدفعي، وكيف يحصل خطأ مدفعي من أكثر من 60 قذيفة مدفعية على موقع الأمم المتحدة و"إسرائيل" تعرف كل المواقع في الجنوب وجهازها المدفعي المرتبط بجهاز كمبيوتر إلكتروني يأخذ الصور من الأقمار الاصطناعية ويصور، لكن جريمة "إسرائيل" بررها الصهيوني رئيس وزراء قطر، التي هي قطر معقل الصهيونية هي والجزيرة وكل وسائلها تستعملها ضد العرب.


تبرعت قطر لإسرائيل بمليار ونصف مليار دولار بطريقة غير شرعية، من خلال بيع النفط والغاز القطري لإسرائيل دون ثمن ولم يُعلن عن الصفقة، بل كشفت الصفقة مجلة أميركية هي مجلة "الشؤون الخارجية "، وقالت إن قطر أعطت "إسرائيل" مليار و500 مليون دولار غازاً، مقابل أن يقوم الموساد بحماية النظام القطري ومنع أي عمل ضده من القاعدة أو من الأصوليين أو من أي تنظيم إسلامي، وقام الموساد برفض العلاقة بين الأصولية التفكيرية الإسلامية مع قطر كي لا يحصل أي حادث، والدليل أن كل الدول العربية تعرضت لضربات القاعدة باستثناء قطر التي لم يحصل فيها إلا حادث قام به مهندس مصري فردي وتم كشفه بعد 10 دقائق، لأن الموساد يريد تنفيذ اتفاق صفقة المليار و500 مليون دولار.


أما عندما قصفت "إسرائيل" الضاحية ودمرت الجنوب والضاحية فمن أجل أن تظهر قطر نوعاً من الحياء العربي الذي لم يعد موجوداً عندها، قدمت 300 مليون دولار للمقاومة مقابل 5 مرات أضعاف المبلغ الذي قدمته لإسرائيل. وجاؤوا واحتفلوا بأمير قطر في الضاحية وفي الجنوب وهو عميل صهيوني معروف بكل أعماله هو وقطر، وكيف قطر تنسق مع "إسرائيل"، وهي أول من أقام مكتب تطبيع بينها وبين "إسرائيل"، وأقامت علاقات ديبلوماسية وتطبيعية مع الإسرائيليين.
 

ثم ماذا نقول عن فصل رئيس وزراء قطر في نهاريا في شمال فلسطين المحتلة التي احتلتها "إسرائيل" وقام رئيس وزراء قطر بقبول قطعة أرض بقيت مسجلة للدولة الإسرائيلية، لكن المبنى عليها مسجل باسمه كي لا تكون الأرض إلا إسرائيلية، وبنى قصره في نهاريا ويمضي شهر أو شهرين في السنة في هذا القصر، حيث يعقد اجتماعاته مع المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والصهيونية العالمية، لضرب العالم العربي.


ثم ما هذا العداء العربي ضد حزب الله على معركة القصير، ولماذا لم نرَ العرب يدفعون كل شيء ويطالبون بعقوبات ضد "إسرائيل"، عندما تقوم "إسرائيل" بشنّ حرب 12 تموز 2006 ضد لبنان، وتقتل المدنيين وتدمّر الجسور، وتضرب كل مراكز البنية التحتية في لبنان، وتضرب مطار بيروت ومرفأ بيروت، والأماكن الحيوية التي تربط بيروت بالبقاع، وتربط بيروت بشمال لبنان، وكل ذلك لأن لنا 40 أسيراً في "إسرائيل"، بينما نحن خطفنا أسيرين إسرائيليين، فقامت القيامة وهاجمت "إسرائيل" لبنان ودمرته بالقصف الجوي، ومع ذلك لم نرَ هذا الصهيوني رئيس وزراء قطر يقوم بأي عمل ضد "إسرائيل"، بينما الدول الأوروبية هاجمت "إسرائيل" على عملها الوحشي.
 

وإذا كنا ننظر إلى معركة القصير والتكفيريين والأصوليين الذين يهاجمون الجيش السوري ويشكلون خنجراً في ظهر المقاومة في البقاع والهرمل، ونرى ردة فعل العرب الصهيونيين الذين أصبحوا هم في عداد "إسرائيل" وفي جامعة عربية طردوا منها سوريا وكأنهم بموقف آخر أدخلوا "إسرائيل" إلى الجامعة العربية عبر رئيس وزراء قطر وعبر الموقف الذي أخذوه ضد سوريا، وكأنهم لا يريدون الانتقام إلا من سوريا، أما "إسرائيل" فكل أعمالها وقتلها للشهيد عماد مغنية، وقتلها لضباط ووضع سيارات وقصفها لمركز دير الزور، وقصفها لقتل العميد محمد سليمان على شاطىء البحر، فإن كل ذلك لا يروق أهل قطر وأهل العربية الصهيونية، وهم لا يتحدثون عن غارات "إسرائيل" وعن أعمال إسرائيل.
 

هم عند الذاهب والآتي يقولون لماذا لا تحرر سوريا الجولان قبل القصير، وكأن سوريا لديها الإمكانات التي تعطيها أميركا لإسرائيل بمليارات ومليارات الدولارات وأحدث الأسلحة، فيما سوريا تبيع مواسم الشمندر والبطاطا والخضار عندها، كي تشتري أسلحة من روسيا وبالكاد روسيا تلبّيها بالأسلحة الحديثة القادرة على منع "إسرائيل" من الاعتداء على سوريا.


طلب العرب اصلاحاً في سوريا، وطالبوا بأن لا يكون حزب البعث هو الحزب الحاكم فتم ذلك، طلبوا تغيير دستور فحصل تغيير دستور وقد لا يكون تغيير الدستور هو المثالي، لكن المبدأ تم تطبيقه وتغير الدستور، والآن يطرحون على سوريا التفاوض مع المعارضة وسوريا تعلن أنها موافقة على مفاوضة المعارضة، ومع ذلك لا يقبل العرب بشيء إلا إدانة سوريا ومحاصرتها وطرد سفرائها ومنع أي عمل اقتصادي لصالح سوريا كي تسقط اقتصاديا ولولا إيران وروسيا والصين والسودان لكانت سوريا وقعت في تهلكة كبرى، ولولا لبنان الشعب الذي هبّ بقسم كبير منه لمساعدة سوريا في محنتها تقوم الدول العربية بالضغط على طرف هو 14 آذار ليكون مع "إسرائيل" ضد سوريا، ولسحب الشرعية عن المقاومة التي هي أساس الغطاء الحقيقي للمقاومة على الصعيد الدولي والسياسي. ولكن أين هم كلهم هؤلاء الأقزام من سوريا الرافضة للخضوع لإسرائيل.


المطلوب أن تخضع سوريا لإسرائيل، المطلوب أن تتنازل سوريا عن الجولان، المطلوب أن تقبل سوريا باللاجئين الفلسطينيين على أرضها، المطلوب أن تضغط سوريا على لبنان ليقبل اللاجئين على أرضه، المطلوب أن تقوم سوريا بالاعتراف بإسرائيل وتوقيع اتفاقية بينها وبين "إسرائيل" قبل الاتفاق بين الفلسطينيين وسوريا، وعندها تحصل سوريا على ما تريد.


لقد قالها شيمون بيريز، بالفم الملآن، وقال : لماذا سوريا تنتظر اتفاق مع الفلسطينيين، نحن لن نتفق مع الفلسطينيين، وإذا وافقت سوريا على اتفاق معنا دون الفلسطينيين، فإننا سنتساهل إلى أقصى الحدود، وقد نجعل الجولان منطقة حرة بيننا وبين سوريا، وقد نعطي سوريا جزءاً من بحيرة طبريا، لكن المهم أن تقبل سوريا التنازل عن مبدأ أنها لا تفاوض "إسرائيل" وتقدم التنازلات قبل حل المسألة الفسلطينية.


ماذا قال إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي لقد صرح قائلا انه: إذا وافقت سوريا على بدء مفاوضات مع "إسرائيل" قبل المفاوضات الفلسطينية ولم تربط اتفاقها مع "إسرائيل" بالاتفاق مع الفلسطينيين وتجعل حالها دولة مستقلة عن المسألة الفلسطينية فإنها ستحصل على ما تريد.
 

المهم أن يوافق الرئيس حافظ الأسد – رحمه الله – ومن ثم أن يوافق الرئيس بشار الأسد، على الاتفاق مع "إسرائيل" من دون البحث بموضوع الفلسطينين، وأن لا يقولوا لنا كما قالوا في كل اجتماعاتهم أن بوابة الحل معكم هي فلسطين، إذا اتفقتم مع الفلسطينيين تصبح المفاوضات أسهل، أما طالما أنكم تضطهدون الفلسطينيين ولا تحلون القضايا مع فلسطين، فإن سوريا لن توقع أي اتفاق مع "إسرائيل" وطالما سوريا لا توقع أي اتفاق مع "إسرائيل" فإن العداء الصهيوني لها أكبر مما يوصف، وان الدول العربية الصهيونية التي ترتبط بإسرائيل وبأميركا هي دول مارقة تريد إخضاع سوريا لإسرائيل كي تتنازل عن المسألة الفلسطينية.


المشكلة الحقيقية ليست القصير، والمشكلة الحقيقية ليست إصلاح أو غيره، فكل الدول العربية ديكتاتورية، هذا محمد مرسي رئيس مصر وصل أمس بانتخابات ديموقراطية وفرض دستور ديكتاتوري، هذا المسؤول الليبي وصل أمس وألغى كل شيء ديموقراطي وفرض نظام ديكتاتوري، هذه الدول الخليجية كلها مشايخ وأمراء وملوك ولا أحد يتحدث عن الديموقراطية.

 

هذه الدول العربية كلها باستثناء لبنان، كلها دول ديموقراطية فلماذا لا تقوم القيامة عليها، هل أحد يجادل أمير قطر، هل يسأل إنسان لماذا في قطر مجلس نواب، هل يسأل أحد لماذا لا يقدم رئيس حكومة قطر الطلب بالثقة أمام مجلس نواب قطري، أم أن في قطر ليس موجود مجلس نواب، كل قطر وأموالها وملياراتها بإمرة أمير وشخص واحد، وزوجته الشيخة موزة تصرف موازنة دولتين في السنة، حيث تم تخصيص 17 مليار دولار لها كموازنة لتصرفها كما تريد، من أصل 322 مليار دولار هي موازنة قطر، وفي قطر ليس هنالك إلا العاصمة الدوحة يجري البناء فيها، بينما القبائل تنتشر في الصحراء ولا يتم صرف قرش واحد عليها، مع ذلك فإن موازنة 322 مليار دولار موازنة قطر لا تساعد فيها مليار دولار واحد الشعب الفلسطيني الفقير.

 

بينما في سوريا يدخل الفلسطيني دون إذن، ويحق له العمل، ويحق له السكن، ويحق له شراء المنازل، وتسجيل ذلك باسمه، بينما في لبنان ممنوع من ذلك، ممنوع على الفلسطيني أن يحصل على إجازة عمل في لبنان، أما في قطر فلا يمكنه الدخول إلا بعد أخذ إجازة تأشيرة دخول إلى قطر مثله مثل أي أجنبي بعيد، لأن الأوروبيين يدخلون إلى قطر دون تأشيرة دخول، ثم أن الفلسطيني لا يحق له أن يتملك في قطر، ولا يحق له أن يشتري منزلاً أو بيتا، أو أن يكون له ورقة عمل كي يعمل فيها مثل بقية العمال ما لم يدخله قطري ويوقعه على اسمه كالعبيد.
 

بينما في سوريا المواطن الفلسطيني يشتري منزل ويحصل على إجازة عمل ويدخل دون تأشيرة دخول، ورغم كل الأحداث التي حصلت في سوريا منذ سنتين وحتى الآن، لم تتغير السياسة السورية، فكل عربي مسموح له بالدخول إلى سوريا من دون تأشيرة دخول أي من دون الحصول على فيزا.


هؤلاء الذين يقفون اليوم ضد حزب الله في القصير هم صهيونيون، هم عملاء، هم أذناب الصهيونية، وسوريا رغم كل شيء، ستبقى قلعة، أما حزب الله فلا يطاله إلا سبحانه الله تعالى، وإرادة حزب الله هي إرادة الهية أوحى بها الرب إلى حزب الله كي يقاتل الظلم والظلام الصهيوني، كي يقاتل الوحشية الإسرائيلية، ويلقّنها الهزيمة مثلما حصل في 12 تموز 2006، وكما تخاف "إسرائيل" اليوم من حرب جديدة مع لبنان مثلما حصل في تموز، فهي لا تتجرأ على أخذ قرار واحد لضرب مركز لحزب الله داخل لبنان لأن اسرئيل تعرف أن صواريخه ستنهمر على تل أبيب وعلى حيفا وعلى نهاريا وعلى كل فلسطين المحتلة.


في الماضي كانت "إسرائيل" تربح الحرب بـ 5 ايام، كانت "إسرائيل" تربح الحرب بأسبوع، اليوم اصبحت مع حزب الله تخسر الحرب بعد 33 يوما، اليوم أصبحت "إسرائيل" تخاف من الحرب مع حزب الله، اليوم أصبح حزب الله قوة إقليمية كبرى، إن حزب الله هو شرفنا وهو عزنا وهو رافع جبين العرب ونحن مع حزب الله في لبنان وضد "إسرائيل" وضد الخنجر الذين يحاولون زرعه في القصير، والله يا حزب الله تابع مسيرتك، والله يا حزب الله إن نصرك إلهي، والله يا حزب الله أنتم الغالبون دائماً لأنكم من حزب الله، ومن يكون حزبه الله لا يخسر، ومن يكون حزبه الظلم والشيطان مثل "إسرائيل" سيخسر وسينهزم وسيتغير التاريخ، نحن معكم يا حزب الله، ليس اليوم، وليس أمس، نحن معكم للغد، نحن معكم لعشرات السنين حتى تحرير فلسطين، نحن نعرف تماماً أن الموضوع ليس تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، نحن نعرف أن نهضة إلهية اسمها حزب الله قررت قتال الظلم الإسرائيلي والشيطان الإسرائيلي وسيدوس رجال حزب الله رؤوس الصهيونية وشياطينها، وسيربحون.


بالله عليكم يا حزب الله لا تردوا على أحد ولا تسألوا عن أحد إنهم عبيد بالنسبة إليكم أنتم الأبطال وهم الجبناء، أنتم رمز الامة وهم التعيسون الهاربون إلى الزوايا، انتم رفعتم اسم العروبة، أنتم رفعتم مجدنا، أنتم رفعتم عزنا، تابعوا كذلك ولا يهمكم أحد.
وأن حزب الله هم الغالبون.

 

* شارل ايوب/ الدّيار