ملامح المرحلة الجديدة بعد العرس الانتخابي الايراني

ملامح المرحلة الجديدة بعد العرس الانتخابي الايراني
الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٣ - ٠٧:٢٦ بتوقيت غرينتش

من المتوقع ان تشهد العلاقات الايرانية المتأزمة مع الغرب بسبب الملف النووي الإيراني والعقوبات المفروضة على ايران بعض الانفراج في أعقاب فوز السيد حسن روحاني بالانتخابات الرئاسية.

وان مبادرة معظم العواصم الغربية الى تهنئة الرئيس الايراني الجديد بفوزه في الانتخابات واتخاذها بعض الخطوات التي يفهم من خلالها باستعدادها لتخفيف أو رفع الحظر الذي تفرضه على ايران، وبالمقابل نوع الخطاب السياسي الذي يتبناه رئيس الجمهورية الاسلامية المنتخب والذي يعكس رؤية انفتاحية اكثر في العلاقات الايرانية على صعيد الخارج ، خاصة مع الاطراف التي  تشهد بعض التوتر ، وهي تنتظر خطوات غربية عملية باتجاه الانفتاح لكي يتشجع الرئيس المنتخب حسن روحاني على تبني خطوات اكثر انفتاحا.

المراقبون السياسيون يتوقعون تغييرات عدة يمكن أن تشهدها الجمهورية الاسلامية في ايران على صعيد الداخل والخارج تتناسب مع متطلبات الملحمة  الجماهيرية في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، وان المتابعين لمسلكية الرئيس الايراني الجديد المعروفة بالاعتدال والانفتاح على الآخر والمرونة في تبني القضايا يدركون جيدا ان الاوضاع الايرانية ستشهد بعض التغيير بما يساعد على تكريس وحدة وتلاحم الشعب الايراني اكثر فاكثر، وان العلاقات الخارجية الايرانية ستكون باتجاه مزيد من التطوير، وازالة الفتور التي تشوب علاقات طهران مع بعض العواصم العربية والغربية ، وكذلك بما يساعد على تجاوز الاحتقانات المذهبية والطائفية التي تجتاح المنطقة والتي لا تخدم أي طرف من الأطراف سوى المتصيدين بالماء العكر وخاصة اميركا .
مع انتخاب الرئيس الايراني الجديد وفي الجولة الاولى من الانتخابات رغم كثرة المرشحين يعكس مرحلة جديدة في تاريخ الجمهورية الاسلامية الايرانية تفرض نفسها على مختلف القوى السياسية سواء داخل ايران او خارجها وتدعوها الى  مراجعة خطابها وطريقة التعاطي مع المتغير الجديد الذي لاشك يحمل بشائر العديد من التغييرات والتي تنتظر بعضها طبيعة المستجدات في الساحة لكي تفرض نفسها .
لقد كان واضحا على نبرة  الرئيس الجديد المنتخب سواء في حملته الانتخابية او في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل ايام انه سوف يتبنى سياسات الانفتاح والتهدئة والشفافية في العلاقات مع الخارج ، وتعزيز الوحدة الوطنية في تدعيم القاعدة الشعبية للنظام الاسلامي ، والتقريب بين مختلف القوى السياسية في الداخل ، هذا بعض جوانب ما تفرضه لغة الاعتدال وتبني نهج الاعتدال في السياسة ونظام الحكم .
ان التفاعل الجماهيري الكبير مع حدث الانتخابات والمشاركة الواسعة والمذهلة فيها ، تدعو وتفرض على الجميع ضرورة إعادة قراءة رسالة جمهورية ايران الاسلامية وبما يتناسب مع متغيرات العصر، ومتطلبات المشروع الحضاري في القرن الحادي والعشرين ، وبما يعكس حقيقة الاندماج بين الشعب الايراني والنظام الاسلامي الذي يعيش في ظله ، وقوة العقد الاجتماعي والعقل الجمعي التي يحظى بها الايرانيون ، بما لايسمح للتدخلات الخارجية ان تفرض نفسها ، ويجعل الشعب الايراني هو الذي يقرر دوما كيف يصوغ مستقبله ويحل مشاكله بنفسه .


عبد الجبار كريم – السويد