ماذا قال وزير خارجية لبنان للعالم عن تطورات لبنان وسوريا؟+فيديو

الخميس ٢٧ يونيو ٢٠١٣ - ٠٧:٥٣ بتوقيت غرينتش

طهران(العالم)-27/06/2013- اكد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ان ظاهرة التكفير والتطرف غريبة على لبنان ومدعومة ومدفوعة من الخارج والداخل، واشاد باداء الجيش في مواجهة الشيخ السلفي التكفيري احمد الاسير ومجموعته واعادة الامن والاستقرار الى صيدا، وشدد على استمرار لبنان في تبني سياسة النأي بالنفس تجاه الازمة السورية، داعيا الى اشراك كافة الاطراف المعنية في مؤتمر جنيف-2 وعدم وضع اي طرف شروطا مسبقة للطرف الآخر من اجل انجاحه والتوصل الى حل.

الاسير افتعل ازمة لاثبات الوجود

وقال منصور لقناة العالم الاخبارية الاربعاء: ليست المرة الاولى التي يتم فيها استهداف الجيش اللبناني من قبل زمر مسلحة، وما حصل كان متوقعا لان الذي كان يقود هذه الزمرة في صيدا (السيخ السلفي احمد الاسير) تمرد بشكل كبير على المؤسسة الحكومية ورئيس البلاد والجيش اللبناني والشعب ونسيجه، معتبرا انه اراد ان يفتعل مشكلة ليثبت تواجده على الارض.

واضاف منصور انه استفز من خلال التصريحات الكثيرة خلال اشهر طويلة الدولة والطوائف والاديان، مشيرا الى ان الدولة والجيش حاولا في البداية معالجة ذلك بالحكمة والروية خوفا من التداعيات وتجنبا لما هو اكبر، خاصة ان لبنان يشهد على الساحة الاقليمية تطورات كبيرة تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الوضع اللبناني وعلى الوضع الاقليمي كله.

وتابع وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور : لكن الامور استفحلت ولم يعد احد يتحمل ما يطلق (الاسير) من شعارات متطرفة ولم يحتمل ان يقوم هذا الشخص وزمرته بإقفال الطرقات من آن الى اخر وجمع مناصرين له واطلاق الصيحات للعلن والدعوة الى الاعمال المشينة التي تفسخ وحدة المجتمع اللبناني، وآخرها القيام بعمليات اغتيال وعمليات اجرامية، ما ادى الى سقوط اكثر من 15 شهيدا في الجيش اللبناني وجرح اكثر من نحو 40 جنديا.

الجيش عمل بواجبه الوطني في مواجهة الاسير

واوضح وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور : فما كان على الدولة الا ان تحسم امرها وما كان على الجيش الا ان يقوم بواجبه الوطني بوضع حد لهذه الزمرة والعصابة، وبالفعل تمكن من ان يفرض الامن والاستقرار في صيدا، وان يهرب زعيم هذه العصابة.

ووصف منصور الاسير بانه ليس الا ظاهرة صغيرة من الظواهر التي انتشرت في المنطقة، منوها الى ان الاحداث  في سوريا رافقتها افكار متطرفة وتصريحات مناهضة لأي شيئ يوفر الوحدة لهذه المنطقة ومجتمعاتها، مشيرا الى ان هذه الظاهرة كانت متشنجة وسلبية للغاية وتتعارض وروح المجتمع اللبناني المتسامح الذي يضم في صفوفه كل الاطياف الدينية والمذهبية والطائفية ولم يتعود على تصريحات جارحة تتطاول على رئيس البلاد والحكومة والجيش ورجال الدين، وهو امر غير مألوف ولم يشهده لبنان.

واعتبر ان الاسير استفاد من المناخ السلبي الحاصل اليوم في منطقة الجوار وبدأ يطلق تصريحاته ويجمع بعض العناصر حيث لا يشكل قوة، بل عبارة عن شيئ مبالغ فيه، منوها الى ان هناك من يدفع به للقيام بهذه الاعمال.

هناك دفع من الخارج وتغطية من الداخل للاسير

واضاف وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور : هناك تغطيات سياسية حصلت له في الداخل، ولم تكن لتنتقده على افعاله وما يطلقه من تصريحات، بل كان البعض يجد له مبررا، ولذلك فهو كبر حجمه واعتبر انه جزء من معادلة كبيرة في المنطقة ولبنان، لكنه كان هشا واثبتت التجربة ان الجيش اللبناني عندما قام بواجبه استطاع ان يضع حدا  له، وان هذا الرجل الذي حاول ان يجعل من نفسه بطلا في فترة وجد يهرب ويغادر صيدا ويلقى القبض على زمرته ويقتل من يقتل منها.

واكد منصور ان ظاهرة الاسير ليست آنية بل بدأت منذ سنتين واخذت تكبر شيئا فشيئا من خلال تجمع في مسجد تم اتخاذه وسيلة للترويج لافكاره، حيث كان يدلي بتصرحات نافرة تسيئ للاكثرية وقد ترضي اطرافا واشخاصا ومتطرفين، لكن تصريحاته وافعاله واعماله لم تكن ترضي الشعب اللبناني ولا الدولة ولا مقوماتها ولذلك كان يجب ان يوضع حد له، وبالفعل تم ذلك.

الجيش هو الضمان الاول لوحدة لبنان وطوائفه

وشدد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور على ان المؤسسة العسكرية اللبنانية  قادرة على وحدة لبنان والتصدي لظواهر مثل الاسير، معتبرا ان الجيش اللبناني يتمتع بتأييد لا مثيل له من قبل الشعب، لأن هذه المؤسسة هي الضامن الاول لاستقرار وامن وحدة وطوائف لبنان.

واوضح منصور ان هناك 18 طائفة في لبنان تعيش معا المستقبل والامل، وان الضامن الوحيد للعيش المشترك والنسيج الوطني هو الجيش، ونوه الى ان الجيش اللبناني وقف بكامله الى جانب الجيش، وان كل شهيد سقط منه هو ابن اللبنانيين جميعا.

وحذر منصور من ان تعرض الجيش لأي خلل سينعكس سلبا على مستقبل لبنان ووحدة اراضيه وشعبه.

سياسة النأي بالنفس جنبت لبنان الخسائر الاكبر

وحول سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة اللبنانية ازاء الازمة السورية ومدى صمودها وسط الحديث عن مشاركة لبنانيين في القتال الدائر بسوريا، قال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ان سياسة النأي بالنفس رغم السلبيات استطاعت ان تجنب لبنان الخسائر الاكبر.

واكد منصور ان التدخل في الشأن السوري غير مسموح، ولم يسبق للبنان منذ استقلاله ان تدخل في شؤون اي دولة عربية، ولا تريد اليوم ان تكون مقرا او ممرا لمسلحين والسلاح ضد سوريا، لكن هناك سلاح ومقاتلين دخلوا وخرجوا من والى لبنان، لكن هذا لا يعني ان الدولة اللبنانية كانت تتبنى رسميا هؤلاء.

واعتبر ان لبنان لم يتدخل ضد الحكم في سوريا، على اعتبار ان سوريا دولة عضو في الامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وحركة عدم الانحياز ولها وضعيتها وخصوصياتها، والتدخل ضدها امر غير مقبول تماما.

الرئيس سليمان لم يرفع شكوى ضد سوريا

ونفى وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ان يكون الرئيس اللبناني ميشال سليمان قد قدم شكوى ضد سوريا وقال ان هناك رسالة شخصية تم ارسالها الى الامين العام للامم المتحدة تنقل معلومات عن احداث جرت على الساحة اللبنانية وتناولتها كل وسائل الاعلام، معتبرا ان ذلك جاء تجنبا لتداعيات الازمة السورية.

واشار منصور الى ان هناك 1.2 مليون لاجئ سوري على الاراضي اللبنانية، ولم ينئ لبنان بنفسه عن استقبالهم، وعليه التزامات انسانية تجاههم، لكن على المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤوليته ازاء ذلك لان احتياجات هؤلاء تفوق امكانيات لبنان.

ونفى ان تكون السياسة اللبنانية ناجمة عن ضغوط خارجية، ولو كان ذلك لما نأت بنفسها عن الازمة السورية، مشيرا الى ان هناك من يؤيد سوريا ومن يعارضها في لبنان، لكن الدولة اللبنانية تريد ان يتحقق الامن والاستقرار في سوريا.

الحوار بين السوريين هو السبيل الوحيد للحل

واشار وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور الى ان لبنان اعتبرت منذ البداية ان ما يجري في سوريا يهدد امن المنطقة واستقرارها ويدمر سوريا وشعبها ويفتت وحدة سوريا، وان الحل السياسي هو الوحيد القادر على اخراج سوريا من ازمتها وان الحوار بين الافرقاء هو السبيل الوحيد لذلك وما زال.

التسليح والتمويل دمر سوريا واقتصادها وفتت مجتمعها

كما اشار الى ان هنالك من الدول من سلح ومول وارسل المقاتلين الذين جاءوا من اكثر من 40 دولة، واعتبر ان ذلك لم يوفر الاستقرار والامن لسوريا، بل تم تدمير سوريا واقتصادها وتفسخ شعبها، وتم من جديد اثارة الافكار المتطرفة والتكفير وافكار القتل والسحل وما الى ذلك ، وهذا لم يكن الحل.

لا نجاح لجنيف-اثنين مع الشروط المسبقة

وحول توقعاته ازاء مؤتمر جنيف اثنين وامكانية عقده ونجاحه في حل الازمة السورية، قال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور : اذا توفرت النوايا الطيبة يمكن ان ينجح، لكنه لا يمكن ان ينجح اذا ما تم فرض شروط مسبقة، ولا يمكن لفريق ان يفرض شروطا مسبقة على الفريق الاخر، مؤكدا ضروة الاخذ بالاعتبار كل الفرقاء والذهاب الى جنيف من اجل الحل.

واضاف منصور : اذا ارادت فئة ان تذهب الى جنيف وتشترط الا تحضر فئة اخرى فلا يمكن ان يتحقق النجاح، معتبرا ان الذهاب الى جنيف-اثنين يستوجب توفير مقومات النجاح المسبق له قبل الشروط المسبقة.

سياسة ايران حيال المنطقة ثابتة ومبدئية

وحول توقعاته حيال حصول تغيير في السياسة الخارجية الايرانية مع مجيئ الحكومة الجديدة قال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور : ان هناك مبادئ انتصرت على اساسها الثورة الاسلامية وسارت عليها منذ عام 1979، ولا اتصور ان الجمهورية الاسلامية ستتراجع عن هذه المبادئ والثوابت اليوم، لان التراجع يعني التغيير في هيكلية واساس الثورة.

وتابع الوزير منصور الذي التقى بالرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني : ما سمعته ولمسته من المسؤولين هنا ان ايران لا زالت على ثوابتها ومبادئها، وهذا ما يترك الارتياح في نفوس كل الشعوب المحبة للحرية والعدل والسلام.
MKH-26-21:04