مصر تحبس انفاسها

مصر تحبس انفاسها
الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠١٣ - ٠١:١٣ بتوقيت غرينتش

لم يبق سوى ساعة لانتهاء المهلة التي حددها الجيش المصري للفرقاء المصريين ، حكومة ومعارضة، للاتفاق على صيغة للخروج من الازمة التي شلت مصر بالكامل ، والا سيقوم الجيش بتقديم خارطة طريق للمستقبل.

تحذير الجيش واجه تحذيرا مضادا من قبل الرئيس المصري محمد مرسي وحلفائه الذين اكدوا تمسكهم بالشرعية رافضين تحذير الجيش والمهلة التي حددها.
ومما زاد الطين بلة ان الامور لم تتوقف عند هذا الحد ، فالجيش والحكومة ذهبا الى ابعد من ذلك عندما اعلن الرئيس مرسي و وزير الدفاع السيسي انهما على استعداد للتضحية بدمائهما من اجل استقرار البلاد ، فمرسي استرخص دمه في اخر خطاب له مساء امس الثلاثاء في مقابل الدفاع عن الشرعية فيما استرخص السيسي دمه امام الدفاع عن الوطن ضد الارهابيين والراديكاليين والحمقى .
بين هذه التهديدين يحبس الشعب المصري انفاسه في ظل اجواء مشحونة لاتسمح لاي مراقب ان يتنبأ بما قد يحدث بعد الساعة الرابعة من عصر اليوم الاربعاء ، لاسيما بعد سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى بعد خطاب الرئيس مرسي مباشرة.
توقع البعض ان يصغي  الرئيس مرسي للشعب الذي بات على بكرة ابيه  في الميادين والشوارع خلال الليالي الاربع الماضية ، لا ان يتمسك بهذا الشكل بمقولة الشرعية بينما البلاد تخطو خطوات كبيرة نحو المجهول .
ان الشعب هو مصدر الشرعية وهو الذي منحها للرئيس مرسي والان يبدو انه يريد ان يجرده منها . الرئيس مرسي وفي اول خطاب له بعد انتخابه رئيسا لمصر وامام المحتشدين في ميدان التحرير قال مامضمونه انه اكتسب شرعيته من الميادين والشعب الذي نزل الى الشوارع وليس من اي جهة اخرى ، ترى لم يقف اليوم هذا الموقف المتصلب من هذه الميادين وهذه الشوارع ؟.
اما الجيش فهو يعرف قبل غيره ان زمن الانقلابات ولى في مصر والى غير رجعه ، واذا وما  راى الشعب المصري اليوم في الجيش المنقذ من هذه الفوضى ، فأن هذه الرؤية اوجدتها الظروف الاستثنائية التي تمر بها مصر ، وهو مابدا واضحا من مواقف وتصريحات الجيش المنضبطة والمحسوبة بعناية ، كي لايشعر الشعب ان الجيش يسعى للعودة الى الحياة السياسية مستغلا الاوضاع الحالية التي تمر بها البلاد.
اخيرا ورغم صعوبة التنبوء لما قد يحدث بعد ساعة من الان بسبب ضبابية المشهد برمته ، الا ان الجميع وخاصة ممن يريدون الخير لمصر واهلها ، يراهنون على الحس الوطني العالي والشعور بالمسؤولية وقبل كل هذا وذاك الفطنة والذكاء الذي لدى الشعب المصري ، لتتجاوز مصر هذه الظروف الصعيبة وهي مرفوعة الرأس كما كانت دائما.
بقلم ماجد حاتمي