"الإخوان ألحقوا ضرراً بالغاً بعلاقة مصر الشعبية"

الخميس ١١ يوليو ٢٠١٣ - ٠٣:٤٤ بتوقيت غرينتش

القاهرة (العالم) 11/07/2013 ـ أكد عضو جبهة الانقاذ الوطني المصرية جمال فهمي أن إدارة أوباما أساءت التقدير بالإخوان المسلمين والثورة في مصر ؛ متهماً الجماعة بتشويه القضية الفلسطينية والإضرار بعلاقة مصر الشعبية.

وفي حديث لقناة العالم الإخبارية وبشأن أسباب التخبط والتناقض في الموقف الأميركي بعد أسبوع على عزل مرسي أكد جمال فهمي أن من أهم الاسباب أن مصر بلد مهم وله حساسيات لدى كل القوى الكبرى؛ مؤكداً أن: إدارة أوباما كان لها تقدير خاطىء جداً فضلاً عن انتهازيتها وطابعها الشرير لهذا التقدير ولجماعة الإخوان المسلمين.
وبين: أن الإدارة الأميركية تصورت أن جماعة الإخوان المسلمين هي القوة التي تستطيع أن تهيمن وتفرض نوعاً من الاستقرار بما يمكنها من أن تنفذ الأجندة الأميركية في المنطقة والتي تقوم على إغراق المنطقة في حروب طائفية؛ ولكنهم اكتشفوا الحقيقة فجأة.
وفيما وصف جمال فهمي الاحتجاجات التي أطاحت بمحمد مرسي على أنها "ثورة شعبية بامتياز بل ربما هي الثورة الشعبية الأكبر في تاريخ مصر" أكد على أن الساسة الأميركان: في النهاية سوف يستقرون على أنهم لايستطيعون خسارة مصر ولاأن يكملوا طريق العداء لمصر إلى ابعد مما وصلوا إليه بالفعل.
وحول سيل المليارات العربية الموعودة لمصر أوضح عضو جبهة الانقاذ الوطني المصرية أن "هناك تقاطع مصالح كرد فعل لما جرى في مصر" مشيراً بالذات إلى دول وحكومات الخليج الفارسي العربية؛ وقال إنها كانت ترى نفسها مهددة؛ وأضاف: فالسعودية كانت الداعم الأكبر لجماعة الإخوان المسلمين لكنها بدأت تتوجس الآن من أن تتهدد إذا استفحلت جماعة الإخوان واستتب لها الأمر في مصر، فربما تهدد حتى العروش القائمة الآن في الخليج.
ووصف جمال فهمي مصر عصر الإخوان ومرسي على أنها "بدت قوى شغب ليس أكثر" مضيفاً أنها لا تسعى لعلاقات إيجابية مع المنطقة سوى الأجزاء التي يحكمها جماعاتها؛ وقال: هي شوهت القضية الفلسطينية واختزلتها إلى حماس فقط وكأن حماس هي كل الشعب الفلسطيني؛ وألحقت ضرراً بالغاً بعلاقة مصر الشعبية على الأقل.
ولفت عضو جبهة الانقاذ الوطني المصرية إلى أن العامل الحاسم الرئيسي في مصر هو الوضع الداخلي على الأرض؛ وإن: العناصر الخارجية هي عناصر مساعدة وثانوية تماماً ولايمكن أن تكون لها الكلمة الأخيرة. وبين أن هناك مبالغة شديدة في تأثير العامل الخارجي على الوضع الداخلي في مصر.
وأشار إلى أن: الولايات المتحدة لم تكن تريد إزاحة مرسي ومع ذلك فالوضع الداخلي والقوى الشعبيةالداخلية هي التي أزالت مرسي دون أن تحفى بالضغوط الأميركية الهائلة والدعم الأميركي الغيرمحدود لجماعة الإخوان؛ خصوصاً بعد الهدية الخطيرة التي أهدتها جماعة الإخوان للولايات المتحدة عندما وقف مرسي ليعلن قطع العلاقات مع سوريا في مشهد طائفي قبيح.. بينما السفارة الإسرائيلية في القاهرة تلوث سماء البلاد.
وقلل من أهمية الدورين العربي والأميركي في تعقيد الأزمة في مصر؛ مؤكداً أن: مصر بلاد كبير وهو مجتمع كبير ولديه دولة عريقة؛ يصعب جداً تخيل أن تتلاعب بها أي قوة خارجية.
يذكر أن وزارة الدفاع الأميركية أعلنت أن الرئيس باراك أوباما أمر بمراجعة المعونات الأميركية إلى الحكومة المصرية، فيما بحث مسؤولون في الوزارة الأمر وقرروا المضي بالمساعدات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر ساكي إن حكم محمد مرسي لم يكن ديمقراطياً وأنه لم يعد رئيساً للبلاد، مشيرة إلى أن الديمقراطية ليست مجرد الفوز في الانتخابات. فيما أكد البيت الأبيض أنه سيستغرق وقتاً لتوصيف عملية عزل مرسي، وتقييم تعامل السلطات المصرية مع الوضع الحالي.

15:37         07/11/             FA