"مستقبل مصر المظلم"

الأحد ١٤ يوليو ٢٠١٣ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

"مستقبل مصر المظلم". بهذه العبارة عنون يوجين روبنسون في صحيفة الواشنطن بوست مقالة، اعتبر فيها أن "ما يحدث في مصر (برأيه) ليس ثورة ثانية أو "تصحيح" للثورة الأولى. بل انقلاب يُدخل الجيش في إدارة البلد بحزم، كما كان عليه الحال في العهد الاستبدادي أيام حسني مبارك".

ويعتقد الكاتب أن "الشعور السائد حيال مصر الآن يشي بأن بعض الناس لا يمكن أن يُسمَح لهم أن يحكموا أنفسهم".
ويضيف أن"مرسي حاول تشديد السيطرة المدنية على الجيش. وكان تفكيره سطحياً عندما اعتقد أن الجنرالات سوف يستسلمون بسهولة".
"وفي تأكيد على ذلك، نظّم مرسي عملية الاستيلاء على السلطة من تلقاء نفسه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عندما أصدر مرسوماً بمنح نفسه صلاحيات تنفيذية واسعة، ومنع القضاء من مراجعة أفعاله".
"لكن الاحتجاجات العارمة أجبرته على التراجع - وكمثال على ذلك، قد أزعم أن الديمقراطية تجدي".
"ثم قطع مرسي شوطاً كبيراً من خلال وضع دستور جديد، وضعت معظمه جماعة الإخوان وغيرها من الإسلاميين، قبل الناخبين".
ويرى كاتب الواشنطن بوست أن"من الواضح (بالنسبة إليه) أن مرسي أراد أن يجعل مصر أكثر تديّناً وأقل تنوعاً مما كانت عليه أيام مبارك. وقد تعرضت حقوق المسيحيين الأقباط وغيرهم من الأقليات للهجوم".
"وشكلت حكومة مرسي كابوساً بالنسبة للمصريين من الشباب والعلمانيين والطبقة المتوسطة".
"ومع ذلك، فإن فكرة أن انقلاب عسكري سيجعل كل شيئ يسير نحو الأفضل هي مجرد خيال".
"وعلى سبيل إلقاء نظرة سريعة على ما قد يكون عليه مستقبل مصر، انظروا ما الذي حدث فجر الاثنين (الماضي) خارج المقر الرئيسي للحرس الجمهوري في القاهرة، حيث يُعتقد أن مرسي موقوف".
"ومن المتوقع على نطاق واسع أن يوجّه النظام الجديد اتهامات للرئيس المعزول بجرائم غير محددة حتى الآن، وأن يُخضعه للمحاكمة".
ثم ينتهي الكاتب إلى القول إن"أولئك الذين يحتفلون (بما يسميه) الانقلاب يعتقدون أن الجيش يشاركهم قيمهم ورؤيتهم لمستقبل ديمقراطي".
"لكن الكثير من الأدلة التاريخية تشير إلى أن القيم العسكرية ربما تنبع من المصلحة الذاتية، وأن رؤية الجيش للمستقبل تشبه الماضي الاستبدادي".
"ولذلك يتعين على جموع ميدان التحرير أن تحاول إطاحة الجنرالات في المرة القادمة. ثم سنرى من هو على حق".