الديمقراطيون في مصر يتخلون عن الديمقراطية".

الديمقراطيون في مصر يتخلون عن الديمقراطية
الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠١٣ - ١٢:٢٩ بتوقيت غرينتش

"الديمقراطيون في مصر يتخلون عن الديمقراطية". تحت هذا العنوان كتب جاكسون ديل في صحيفة الواشنطن بوست الأميركية مقالاً، استهله بالسؤال:"ماذ حل بالليبراليين الشباب في مصر؟ لقد كانوا قبل 5 سنوات أكثر الحركات الواعدة في الدول العربية التي يسيطر عليها رجال أقوياء أمثال حسني مبارك".

"أما الآن فالغالبية العظمى منهم تهلل لجنرال آخر، وهو عبد الفتاح السيسي، قائد (ما يسميه الكاتب) الانقلاب،""والذي تظهر ملصقات صوره في جميع أنحاء القاهرة جنباً إلى جنب مع القائدين العسكريين السابقين جمال عبد الناصر وأنور السادات".
ويعتبر الكاتب أن ما يسميه "هذا التحول المذهل (في مصر) لم يسبق له مثيل في تاريخ الحركات المؤيدة للديمقراطية الشعبية".
"ودفاعاً عن الديمقراطيين السابقين في مصر، يمكن القول إنهم، على عكس نظرائهم في أماكن أخرى، كُتِب عليهم القتال على جبهتين:"
"ليس فقط ضد الديكتاتورية المدعومة من العسكر، بل أيضاً ضد حركة الإخوان العقائدية التي سعت إلى احتكار السلطة أيام حكم مرسي".
"وعلى الرغم من أنهم أشعلوا ثورة 2011، فقد كان الليبراليون دوماً الأضعف سواء من الجيش أو من الإخوان، وقد كانوا تحديداً أقل ثراءً وتنظيماً وانضباطاً".
ويرى الكاتب "أن الليبراليين، من دون مرشحهم الخاص، كان أمامهم خيار الانتقاء بين مرشح مدعوم من الجيش من جهة، ومحمد مرسي مدعوماً من الإخوان، فوقع خيار معظمهم على مرسي".
ويضيف "أن الليبراليين كان بإمكانهم أن ينتظروا وينظموا أنفسهم للانتخابات البرلمانية، التي كانت ستحصل في غضون بضعة أشهر، حيث أظهرت الاستطلاعات انحداراً سريعاً للإخوان".
"لكن بدلاً من ذلك، اتبعوا الطريقة السهلة للخروج واستبدلوا الطرفين".
"ومرةً جديدة، يقول الليبراليون إنهم حصلوا على وعود من شركائهم الجدد، بأن الدستور سوف يجري تعديله سريعاً، على أن يتبع ذلك إجراء انتخابات حرة وعادلة".
"ومزهوين بنجاح ثورتهم الثانية، أقنع الليبراليون أنفسهم بأن الجيش سوف يخرج من الحياة السياسية، وبأن إسلاميي مصر لن يكسبوا الانتخابات مجدداً".
"في غضون ذلك، وبصفته نائباً للرئيس، يشارك محمد البرادعي في حكومة تمسك بمئات السجناء السياسيين بمعزل عن العالم الخارجي،"
"وقد أقفلت مكتب قناة الجزيرة ووسائل الإعلام التابعة للإخوان، كما حققت معدلات مرتفعة في إطلاق النار على المحتجين العُزّل في الشوارع".