الفلسطينيون "تم جرهم" مرة اخرى للتفاوض بشروط الاحتلال

الأربعاء ٣١ يوليو ٢٠١٣ - ٠٢:٤٧ بتوقيت غرينتش

رام الله (العالم) 31/07/2013 - أكد مراقبون فلسطينيون أن تاريخ مفاوضات التسوية على مدار عشرين عاما تشير الى أن نتائجها لن تكون في مصلحتهم، وأن الفلسطيني تم جره مرة اخرى الى التفاوض بالشروط الاسرائيلية.

فالتاريخ يكتب نفسه في بعض الاحيان ولا يحتاج لأحد أن يكتبه، حيث وصل الفلسطينيون قبل اثنين وعشرين عاما الى مدريد ضمن وفد اردني فلسطيني مشترك للتفاوض مع الإسرائيليين، وإستمرت المفاوضات لأشهر في واشنطن، لكن المفاجاة كانت بإتفاق فلسطيني إسرائيلي ثنائي تم توقيعه في باحة البيت الابيض سمي بإتفاق أوسلو.

وبناء على هذا الاتفاق عادت منظمة التحرير الى الاراضي الفلسطينية بإسم السلطة الفلسطينية، وكان من المفترض أن تتنتهي المرحلة الانتقالية بعد أعوام خمس، لكن تل ابيب نقضت الميثاق وظل اتفاق اوسلو معنويا لكن على الارض عاد الاحتلال بأبشع الصور وبأقل التكاليف، واليوم يعود الفلسطينيون الى مفاوضات مع الاحتلال، يحكم عليها التاريخ السابق.

وقال أستاذ الإعلام في جامعة القدس أحمد رفيق عوض لقناة العالم الإخبارية: "التاريخ يعطينا عبرة وعظة ودرس، نحن للاسف خلال عشرين سنة كل مرة تفاوضنا انحدر الخط الى اسفل درجة أو درجتين".

في اثر اتفاق اوسلو جرت جولات متعددة من المفاوضات، من شرم الشيخ الى واي ريفر الى كامب ديفيد، لم يتم توقيع اتفاق نهائي كما اراد الفلسطينيون، وانما تنصلت تل ابيب من كافة الاستحقاقات التي كانت تلتزم بها، وبالمقابل لم تستطع راعية التسوية واشنطن ولا شركاؤها من إلزام تل أبيب لمرة واحدة، لكن الملاحظ أن الفلسطينيين دوما كانوا في جولات المفاوضات وحتى هذه المرة يستخدمون ذات الادوات.

وقال رئيس معهد مسار للدراسات نهاد أبو غوش لقناة العالم الإخبارية: "الفريق الفلسطيني يقبل بمعادلة مختلة قاومها أننا لا نأخذ في المفاوضات إلا ما يعطونا إياه، أي أنه لا حول لنا ولا قوة إلا إنتظارا لما يحنوا به علينا الأميركان والإسرائيليين".

وبعد غياب سنوات يعود الفلسطينيون ومرة اخرى يجرون الى التفاوض بشروط الاحتلال لا بشروطهم، مما يفرض عليهم ان ينتظروا ما ستمنحه لهم تل ابيب لا ما سينتزعونه منا.

وقال الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين لقناة العالم الإخبارية: عمليا "إسرائيل" نجحت خلال الفترة الماضية في جر الفلسطينيين ليس فقط الى السلام الإقتصادي بل الى الكنتونات التي حاولت ان ترسمها طيلة الفترة الماضية في شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية مع عزل القدس والأغوار وفصل الضفة الغربية بالكامل عن قطاع غزة".

ويرى مراقبون أن المفاوض الفلسطيني مازال يفتقر الى القوة التي تستطيع أن تغير المعادلة القائمة، والفلسطينيون ليسوا بحاجة الى جهد وعناء كي يدركوا ما ينتظرهم في نهاية الاشهر التسع لأن هذا المشهد تكرر وعلى مدار عشرين عاما وكانت النتيجة دوما: لا شيء للفلسطينيين واشياء للكيان الإسرائيلي.

AM – 31 – 12:04