حسين رويوران كاتب ومحلل سياسي..

يوم القدس، يوم البيعة مع القضية الفلسطينية

الجمعة ٠٢ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٢:٤٣ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 2013/8/2- اكد حسين رويوران كاتب ومحلل سياسي، ان القدس الشريف نقطة تقاطع كل الشعوب الاسلامية ولا يمكن ان تحرر الا بوحدة العالم الاسلامي، لمواجهة مشروع عالمي كبير اجتمعت كل الاطراف الغربية لدعمه، لتغييب القضية الفلسطينية، مشيراً الى ايران دعمت المقاومة الفلسطينية بكل ما تملك وتتحمل عبء هذه المسألة وتعرضت للحصار بسبب هذه القضية.

وقال رويوران في مقابلة مع قناة العالم الاخبارية اليوم الجمعة: على الامة الاسلامية ان تتوحد ضد المشروع الذي توحد حوله الغرب بأجمعه، لان لا يمكن للفلسطيني لوحده ولا الامة العربية لوحدها ان تواجه مشروع عالمي كبير اجتمعت كل الاطراف الغربية في دعمه، لان حجم الامكانات المعبئة في الطرف الآخر هي كبيرة، لهذا لا يمكن لهذه المعادلة ان تصل الى نتيجة الا اذا توحد العالم الاسلامي حول هذه القضية ودخل بكل قواه وامكانياته ليهزم المشروع الغربي وتحرير فلسطين.

ورأى ان طلائع وبشائر هذه المسألة ظهرت من خلال حرب تموز والتيار المقاوم في لبنان وكذلك حرب الفرقان والثمانية ايام التي اثبتت انه عندما يكون الاسلام هو محور التعبئة والجهاد تتغير الكثير من المعادلات.

واشار رويوران الى تصريحات مارتن انديك السفير الاميركي في الكيان الاسرائيلي آنذاك، بعد حرب تموز 2006، (ان حزب الله اصبح يشكل تهديد لوجود "اسرائيل")، وقال: هو كان يشير الى ان الشيعة اصبحت تهدد الكيان الاسرائيلي، لكن بعد الصحوات الاسلامية والثورات العربية ظهر كلام واسع في مراكز البحوث الاسرائيلية ان المحيط السني بدأ يضغط باتجاه تغيير واقع الجيواستراتيجي للمنطقة واصبح يهدد الكيان.

واعتبر ان مسألة الشيعة والسنة هي ليست نتاج المجتمعات الاسلامية لانهم عاشوا الى جنب بعضهم اكثر من 1300 سنة، وليس هناك من خلاف يدعو الى الاقتتال او التناحر، موضحاً ان ما يحدث الآن هو ليس نتاج داخلي بل هو مفروض من قبل اجندة خارجية وطبخة اسرائيلية، كما ان هناك دول وتنظيمات ومن يدّعون من موقع الافتاء وافراد وقعوا في فخ البرامج الاسرائيلية والغربية.

وقال: كان المعوّل على ثورات الشعوب العربية هو ان تأخذ موقفاً حاسماً تجاه القضية الفلسطينية وهذا ما كان واضحاً في مصر من خلال مهاجمة السفارة الاسرائيلية وتفجير انابيب الغاز من مصر الى الكيان الاسرائيلي وعملية ايلات، كلها تؤشر ان روح هذه الثورة هي معادية للكيان الغاصب ولا يمكن ان تكون الى جانبه.

واوضح، ان ما يحدث من فرقة بين المصريين الهدف منه حرف ثورتهم عن مسارها الاساسي المعادي للغرب وللكيان الاسرائيلي وايجاد ارضية لعودة عملاء اميركا بعد طردهم، حيث يحاول الغرب الآن من خلال الفتنة المذهبية اعادة انتاج هؤلاء بوجوه جديدة وديكور جديد في اكثر من دولة في المنطقة.

واكد رويوران، ان سقوط مشروع الاستكبار العالمي في المنطقة لا يمكن ان يأتي الا من خلال وعي الامة ووحدتها والعمل على استيعاب كل طاقاتها في مشروع تحرير فلسطين، مشيراً الى ان الامام الخميني عندما اعلن يوم القدس ليس كموضوع استعراضي لتخصيص يوم في السنة، وانما هو يوم البيعة مع القضية الفلسطينية، وطوال السنة ينبغي ان يكون هناك التزام حقيقي باتجاه هذه القضية.

وقال ان الجمهورية الاسلامية في ايران دعمت المقاومة الفلسطينية بكل ما تملك وتتحمل عبء هذه المسألة، موضحاً انه ليس هناك من دولة اسلامية تقدم رصاصة واحدة للمقاومة وهذا يعكس مدى النفاق القائم في الكثير من هذه الدول.

واضاف ان ايران تعرضت للحصار بسبب هذه القضية، مؤكداً، انه في كل جولات المباحثات حول الملف النووي الايراني، لا يطرح هذا الملف، بل يطرح موقف ايران تجاه الكيان الاسرائيلي، واذا ايران غيرت موقفها تجاهه فليس هناك شيء اسمه الملف النووي، مشيراً الى ان يجب ان يكون هناك تبني حقيقي للقضية الفلسطينية وليس الفاظ فارغة لا تعني ولا تغير شيء في المعادلة السياسية ازاء القضية التي اعتبرها اشرف قضية في العالم الاسلامي.
8/2- tok