وتدعم السلفيين في البوسنة منظمات الإغاثة الإنسانية من الدول العربية وخاصة السعودية حيث ترتبط الوهابية ارتباطا وثيقا بالسلفية.
وفي مقابلات مع وسائل الإعلام في البوسنة، يقول إيلياس سابك من إقليم البلقان، شقيق معاذ سابك (41 سنة)، والذي قتل قرب حلب منذ شهرين، "أن شقيقه معاذ غادر سراييفو لاسطنبول في مارس الماضي. وسافر مع اثنين من الشبان من زينيكا ومن كاكانج القريبة".
ووفقا لتقارير محلية، معاذ هو واحد من 52 من السلفيين البوسنيين الذين غادروا لسوريا. وتردد أن هؤلاء المغادرين من البوسنة يلتقون في مدينة أنطاكية ويعبرون الحدود إلى سوريا بشكل غير قانوني من معبر باب الهوى.
ويعتقد أن هناك أكثر من 300 من البلقان يقاتلون في سوريا، ويأتون من ألبانيا، والبوسنة، والجبل الأسود، وصربيا.
وفي سوريا، يلتقي هؤلاء مرة أخرى في بلدة سرمدا حيث يتم تدريبهم للانضمام إلى مايسمى بالجيش الحر، وينضم معظمهم إلى "جبهة النصرة" المرتبطة بالقاعدة والتي صنفتها كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة وبريطانيا على أنها منظمة إرهابية على صلة بتنظيم القاعدة.
ووفقا لمسؤول كبير سابق في "وكالة التحقيقات والحماية" التابعة للدولة في البوسنة والهرسك، فإن بايرو إيكانوفيتش، البالغ من العمر 37 سنة، هو واحد من بين أولئك الذين يوفدون البوسنيين إلى سوريا.
وكانت محكمة في سراييفو قد حكمت عليه في عام 2007 بالسجن لثماني سنوات بتهمة الإرهاب، وعثر في منزله في هادزيتشي بالقرب من سراييفو، على مخزن للمتفجرات. في ذلك الحين، كان القوقازيون ينظرون إلى المتطرفين المشاركين في أعمال إرهابية على أنهم القاعدة البيضاء.
هذا ولم يكن معاذ سابك الضحية الوحيدة من منطقة البلقان في سوريا، فقد توفي شابان من بلدة "نوفي بازار" الصربية في سوريا في مايو الأخير. وشهد أحد المواقع المحلية بوفاتهما. وكانت أسماء المعركة التي عرفا بها هي أبو بيرا وأبو ميرديا ولقيا حتفهما في محاولة لإطلاق سراح سجناء من سجن السفيرة قرب حلب.
وصرح أحد السكان المحليين من "سراييفو" لوكالة إنتر بريس "لم يعد سرا أن المقاتلين المتطوعين يتلقون مبالغ مقابل المشاركة في القتال الدائر في سوريا أو غيرها من الجبهات، بالنسبة لأولئك شبه معدومي الدخل، ووسط معدل بطالة يقرب من 45 بالمئة هنا (في سراييفو) فيعتبر هذا فرصة للحصول على شيء ما".