حماس تكشف خفايا لقاء "عباس-كيري" بعمان

حماس تكشف خفايا لقاء
الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٦:١٨ بتوقيت غرينتش

حذّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من تداعيات المفاوضات الجارية بين السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال، مبدية قلقها من احتمال أن تتوج باتفاق في ختام السقف الزمني لها على غرار اتفاق أوسلو، تعترف بموجبه السلطة بيهودية دولة الاحتلال، وتعترف الأخيرة بدولة فلسطينية ضمن حدود يتم الاتفاق عليها مع إنهاء كامل للصراع وتطبيع "إسرائيل" علاقتها مع الدول العربية.

 وأشارت الحركة في تقرير خاص بحسب " وكالة انباء " الاقصى " إلى "تفاصيل خطيرة وهامة عن هذا الاتفاق وكذلك معلومات عن مجمل المحادثات التي جرت خلال اللقاءين اللذين عقدهما المبعوث الأمريكي جون كيري مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال شهر تموز (يوليو) الماضي في عمان"، مؤكدة أن هذه التفاصيل مستقاة من مصدر شارك في أحد اللقاءين.
وأكد التقرير أنه سيتم الإعلان عن وقف نهائي للصراع التاريخي بين الطرفين وتطبيع كامل مع كافة الدول العربية في اجتماع احتفالي تحضره الجامعة العربية وممثلو كافة الدول العربية يعلن فيه موافقة "إسرائيل" على قيام الدولة الفلسطينية ضمن حدود يتم الاتفاق عليها وفق الاتفاق (التوافقي) الذي يبرمه الطرفان في نهاية المفاوضات مقابل اعتراف فلسطيني مماثل بـ"إسرائيل" كدولة للشعب اليهودي.
وأوضح أنه خلال الاجتماعين المغلقين اللذين عقدهما جون كيرى مع الرئيس عباس طرح كيري نقاط محددة على شكل تفاهمات حمّله إياها نتنياهو، وأضاف إليها بعض الإضافات التي اقترحها، على شكل خطوط عريضة.
ولخص التقرير هذه الخطوط العريضة بتحديد فترة زمنية للمفاوضات تتراوح بين 6-9 أشهر كسقف زمني يتم خلاله عقد مفاوضات ثنائية فلسطينية - صهيونية تقوم على أسس وقواعد تتمثل في شروع الجانبين الصهيوني والفلسطيني في عقد محادثات ثنائية دون أية شروط مسبقة خارجة عن المبادئ (التوافقية) المدرجة تالياً، كذلك يشارك الأردن في الجلسات المتعلقة باللاجئين والقدس والحدود، حيثما اقتضى الأمر ذلك، ويشكل الجدار العازل القائم حالياً الحدود الأمنية للدولة (اليهودية) والحدود (المؤقتة) للدولة الفلسطينية التي سيقر بها الطرفان ويعلنانها.
وتتضمن الأسس كذلك أن يتم إجراء تبادلية في الأراضي المحتلة والواقعة ضمن مخطط الجدار المذكور بموافقة الطرفين ومباركة لجنة المتابعة المنبثقة عن الجامعة العربية التي نقلتها للوزير كيري خلال زيارتهما الأخيرة لواشنطن والتي تتراوح مساحتها بين 8 - 10% من أراضي الضفة الغربية. وكذلك يتم تجميد المشاريع الاستيطانية المتعلقة بعدد من البؤر المقرة من قبل الحكومة الصهيونية ولا ينطبق هذا الإجراء على المشاريع القائمة في التجمعات الاستيطانية الكبرى الواقعة في محيط مدينة القدس وغور الأردن, بما فيها مستوطنات معاليه أودميم وزفعات جئيف وهارحوما وجيلو ونيفي يعقوب ورامات شلومو ورامات ألوان وكريات أربع, وكذلك المستوطنات ذات الكثافة السكانية.
ويعطى سكان المستوطنات التي يتم تجميد الاستيطان فيها الحق في اختيار أي من الجنسيتين اليهودية أو الفلسطينية أو كلتيهما في ختام المحادثات المذكورة، ويتم الاتفاق في نهاية المفاوضات على السماح لبعض العائلات الفلسطينية بجمع الشمل في الضفة ورفح وغزة، ويمنح الآخرون حق التعويض أو الهجرة بحيث تفتح الدول العربية خاصة الخليجية ذات التواجد الفلسطيني فيها أبوابها لتسهيل ذلك وإعادة تأهيلهم أو تجنيسهم مع مناشدة عدد من دول الخليج كالسعودية والإمارات العربية والكويت وقطر تمويل صندوق "حق العودة المتعلق بذلك".
وتتضمن قواعد المفاوضات، بحسب التقرير الذي وزعته حركة "حماس"، وضع شرق القدس تحت إدارة مشتركة (دولية - فلسطينية - إسرائيلية - أردنية) لمدة عشر سنوات بحيث يحق للصهاينة المقيمين فيها اختيار هويتهم التي يقررونها. ويوافق الجانبان الصهيوني والفلسطيني على مناقشة مسألة تبادل الأراضي، لاسيما في الضفة والقدس، في لجان التفاوض على الرغم من بعض النقاط الخلافية غير الجوهرية القائمة حالياً بين الطرفين في بعض التفاصيل، وخاصة تلك التي تحفظ عليها بعض أعضاء وفد الجامعة العربية والمتعلقة منها بمقترح منح الجنسية لكل فلسطيني مقيم في الخليج منذ أكثر من عشر سنوات.
وأشار التقرير إلى أنه سيتم مناقشة الخطوات التنفيذية لهذا الاتفاق خلال المفاوضات التي تقرر لها السقف الزمني المذكور. ويمتد تنفيذها الى عشر سنوات تبدأ مع توقيع الاتفاق. وتفرج "إسرائيل" عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين لديها ممن قضوا عشرين عاما أو أكثر في المعتقلات ولا يشكلون خطراً أمنياً عليها.
وأوضح أن رئيس السلطة محمود عباس سيدعو إلى انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة بعد إطلاق الجانب العلني من الاتفاق تحسبا لاحتمال ظهور اعتراضات عليه، ولن تعلن بنود الاتفاق كاملة للإعلام إلا بعد بدء المفاوضات وانشغال الفلسطينيين بمعارك المجلس التشريعي والرئاسة.
وقال التقرير إنه ومع توقيع الاتفاق في نهاية السقف الزمني المحدد الذي يعلن بموجبه استقلال الدولة الفلسطينية، يدخل الطرفان الفلسطيني والأردني بمباركة صهيونية وعربية، في تفاهمات تتناول دوراً أردنياً أمنياً جوهرياً في مساندة السلطة الفلسطينية والوقوف إلى جانبها في وجه أية أخطار داخلية أو خارجية محتملة، وذلك في إطار الكونفدرالية المتفاهم عليها والتي تكون قد نضجت ظروف إعلانها. بالتزامن مع طفرة اقتصادية ثلاثية يكون لـ"إسرائيل" دور فاعل في تشكيلتها.
وأفاد التقرير الذي وصفته "حماس" بأنه "خاص جداً" أن عباس أوفد الخميس نبيل شعت الى موسكو سرًا وبشكل عاجل لوضع القيادة الروسية في صورة الأمر، وفي انتظار عودة عضو اللجنة نبيل شعت من موسكو، حيث علم أنه حظي بالموافقة المبدئية على الاتفاق، وأن عباس اجتمع مع عدد من قيادات "فتح" بصورة ثنائية كل على حدة ، تجنّباً لاجتماعات مفتوحة، وذلك تمهيداً لدعوة المجلسين المركزي والوطني الفلسطينيين إلى الاجتماع بعد عيد الفطر مباشرة على غرار اجتماع عام 1996 في غزة الذي تم فيه إلغاء البنود الرئيسية للميثاق الوطني الفلسطيني.
كما أورد التقرير أن العاهل الأردني عبد الله الثاني استدعى إلى عمان عدداً كبيراً من الشخصيات ذات الأصول الفلسطينية وآخرين من الأراضي المحتلة ومن القدس للتشاور ولدعم الاتفاق، وأبلغ الملك الأردني قيادات أردنية من أصل فلسطيني بقرب التوصل إلى "اتفاق تاريخي" في شأن القضية الفلسطينية.
ولاحظ التقرير وجود تململ يتبلور في شكل معارضة ملحوظة لهذا الاتفاق بعد تسرب بعض مضامينه، تلعب فيها السيدة فدوي زوجة المعتقل مروان البرغوتي دوراً رئيسياً في التصدي له.
كما لوحظ كذلك، بحسب التقرير، أنه ورد على لسان وزير الخارجية جون كيري خلال اجتماعه بعباس قوله تعقيباً على مداخلة من الأخير أبدى فيها تخوفه من عرقلة حماس للاتفاق فقال: "... دعك من هذا الهاجس، سنتدبر أمره وستجد حماس من التطورات المستجدة على الساحة المصرية ما يشغلها عن هذا الشأن, ويحصر اهتمامها في تدبر أمرها وأمر وجودها وبقائها من عدمه...".