المجتمع الدولي يدين الاحداث الدامية في مصر

المجتمع الدولي يدين الاحداث الدامية في مصر
الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٨:١٥ بتوقيت غرينتش

دان المجتمع الدولي كله الاربعاء تدخل قوات الامن المصرية العنيف لفض اعتصامي انصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.

فقد أصدرت وزارة الخارجية الايرانية بياناً أعربت فيه عن قلقها العميق لأعمال العنف الجارية في مصر؛ داعية جميع الأطراف لضبط النفس.

وأكدت الخارجية الايرانية في هذا البيان أنها تابعت وبدقة الأحداث المرة والمؤسفة في مصر؛ مؤكدة نبذها للمواجهات العنيفة وإدانتها لقتل الناس؛ معربة عن قلقلها العميق للعواقب الفظيعة لهكذا تصرفات.

وتابع البيان: من دون شك فإن التوجه الحالي للاحداث في مصر يزيد من احتمال نشوب الحرب الأهلية في هذا البلد الإسلامي الكبير، وهذا ما لا يصب في مصلحة الشعب المصري صانع الحضارة والتاريخ، لذلك فإن وزارة الخارجية في الجمهورية الإسلامية ومن خلال دعوتها جميع الأطراف لضبط النفس؛ تحذر في نفس الوقت وخاصة في ظل الأزمات التي تشهدها المنطقة من العواقب الفظيعة والخطيرة لهذا الاتجاه.

الى ذلك قال مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في بيان ان "على الاسرة الدولية وعلى رأسها مجلس الامن الدولي والجامعة العربية، التحرك فورا لوقف هذه المجزرة".

من جهته، دان الرئيس التركي عبد الله غول تدخل قوات الامن المصرية مؤكدا انه "غير مقبول"، ومعبرا عن قلقه من تحول الوضع في مصر الى نزاع مماثل لما يحدث في سوريا.

وكانت انقرة وصفت منذ البداية قرار الجيش باقالة الرئيس المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين ب"الانقلاب العسكري".

وقتل نحو 150 متظاهرا من انصار مرسي الاربعاء اثتاء فض اعتصاميهم في رابعة العدوية وميدان النهضة في القاهرة وفقا لصحافي فرانس برس الذي تمكن من احصاء الجثث في ثلاث مشارح ميدانية.

كذلك نددت قطر، الداعم الرئيسي للاخوان في مصر، بشدة بتدخل الشرطة ضد "المتظاهرين السلميين" كما دانت حركة حماس في قطاع غزة الاربعاء "المجزرة المروعة في ميداني النهضة ورابعة العدوية" ودعت "لحقن الدماء والتوقف عن التعرض للمعتصمين السلميين".

وفي الغرب حث وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء الجيش المصري على اجراء انتخابات ودان حمام الدم "المؤسف" خلال تفريق اعتصامي انصار الرئيس المعزول.

وقال كيري في مشاركة مفاجئة في المؤتمر الصحافي اليومي لوزارة الخارجية ان "الحكومة الموقتة والجيش عليهما مسؤولية منع المزيد من العنف وطرح خيارات بناءة من بينها تعديل الدستور وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية".

واعتبر ان عملية فض الاعتصام كانت "ضربة خطيرة للمصالحة ولامال الشعب المصري في انتقال ديموقراطي".

وكان مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست قال في وقت سابق ان "الولايات المتحدة تدين بقوة استخدام العنف ضد المتظاهرين في مصر"، وحض الجيش على التحلي ب"ضبط النفس".

واكد ارنست ايضا ان بلاده "تعارض العودة الى حالة الطوارىء" في مصر، وذلك بعدما اعلنت الحكومة المصرية الموقتة الاربعاء حالة الطوارئ لمدة شهر.

كما دان المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "باشد التعابير اعمال العنف التي وقعت في القاهرة عندما استخدمت قوات الامن المصرية القوة" ضد المتظاهرين.

وقال المتحدث مارتن نيسيركي في بيان ان بان كي مون "يأسف لقيام السلطات المصرية باختيار استخدام القوة للرد على التظاهرات".

ودعا الاتحاد الاوروبي جميع الاطراف الى "ابداء اقصى قدر من ضبط النفس" في حين اعتبر رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز ان "سقوط هذا العدد الكبير من القتلى صباح اليوم امر غير مقبول".

كما اعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون عن "قلقها الشديد". وقالت في بيان "ادعو قوات الامن الى ابداء اقصى حد من ضبط النفس وادعو جميع المواطنين المصريين الى تفادي اي استفزازات جديدة او تصعيد للعنف".

واكدت ان "المواجهة والعنف ليسا الطريق لتسوية القضايا السياسية الرئيسية".

واعرب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ عن "القلق العميق لتصاعد العنف في مصر" مدينا استخدام القوة وداعيا "قوات الامن الى التحرك بضبط نفس".

وجاء في بيان صادر عن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان "فرنسا تدين بحزم كبير اعمال العنف الدامية التي وقعت في مصر وتطالب بوقف فوري للقمع"، كما اعلن الوزير الفرنسي انه طلب "من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومن شركائنا الاساسيين اتخاذ موقف دولي عاجل في هذا الاتجاه.

من جانبها دعت برلين الى "البدء فورا في مفاوضات" لتجنب "اي اراقة دماء جديدة".

كما اعتبرت وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو الاربعاء ان تدخل الشرطة "لا يسهم في ايجاد تسوية" ودعت قوات الامن الى المزيد من "التحكم في النفس".

وقالت في بيان "ابديت الرغبة في اخلاء الميادين" التي يحتلها انصار مرسي في القاهرة "من خلال اتفاق بين الاطراف وليس بتدخل قوات الشرطة الذي لا يسهم في ايجاد تسوية للازمة السياسية".

وكانت موسكو اكثر تحفظا اذ اكتفت بدعوة جميع القوى السياسية في مصر الى ضبط النفس بدون ادانة تدخل قوات الامن.

وقالت الخارجية الروسية في بيان "في هذه المرحلة الصعبة التي تشهدها مصر، ندعو جميع القوى السياسية في هذا البلد الصديق الى التحلي بضبط النفس (...) بهدف تجنب تصعيد جديد للتوتر وسقوط ضحايا اخرى" كما دعت كل الاطراف المصريين الى الحوار.