"أزمة الهوية في مصر"

الأحد ١٨ أغسطس ٢٠١٣ - ٠١:٤٢ بتوقيت غرينتش

"أزمة الهوية في مصر". بهذا العنوان، نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية مقالاً كتبه شبلي تلهمي من جامعة ماريلاند ومركز سابان لسياسات الشرق الأدنى التابع لمعهد بروكينغز، وفيه يلاحظ "أن ملايين المصريين نزلوا قبل عامين إلى ميدان التحرير في القاهرة، محتجين على الحكم القمعي لنظام حسني مبارك، وهتفوا: سلمية، سلمية، إلى أن حل الأربعاء الماضي الدامي،"

"حيث قضى مئات القتلى ووقع الكثير من الجرحى، مع اقتحام قوات الأمن اعتصامات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي".
"ومن مرحلة انتقالية سلمية في معظمها إلى حملة قمع عنيفة. ومن دعوات لإحلال الديمقراطية إلى فرض حالة الطوارئ،"
يتسائل الكاتب:"كيف تحوّلت مصر إلى هذا الوضع المظلم؟"
ليجيب بأن"الأزمة المصرية بمعظمها سببها المعركة حول الهوية. حيث (يرى الكاتب) أن مرسي وجماعة الإخوان بالغا في تقدير مدى تعاطف المصريين مع توجهاتهم ومعتقداتهم".
"والآن، مع قمعهم العنيف للإخوان، يجازف الجنرالات الذين أطاحوا مرسي بالتقليل من شأن هذه الجماعة".
ويقول الكاتب أيضاً: "على مدى العقد الماضي، أجريتُ استطلاعات رأي في مصر والأردن ولبنان والمغرب والسعودية والإمارات، ووجدت اتجاهين متسقين".
"الأول، مواطنون أقل انتماءً لبلدانهم وأكثر انتساباً للإسلام والعروبة. والثاني، مصريون يرون في أنفسهم أنهم الشعب الأكثر تديّناً في العالم".
ويتابع الكاتب قائلاً: "إذا كان مرسي وجماعة الإخوان قد بالغا في تقدير جاذبيتهم، فإن حكّام مصر الانتقاليين يبدون مستعدين لصرف النظر عنها بسهولة كبيرة".
"كما أن الرفض الشعبي للإخوان لا يُترجَم إلى احتضان للجنرالات".
ثم ينتهي الكاتب إلى أن "المسار الدموي الذي تم انتهاجه الأسبوع الماضي يأخذ مصر نحو المجهول. وما نعرفه هو أن جميع المصريين باتوا مستعدين لدفع الثمن كي تكون أصواتهم مسموعة".
"وإذا كان هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق بالطرق السلمية، فيتعين على مصر أن تهيئ نفسها لتطرف عنيف يجعل من قيام الديمقراطية أمراً مستحيلاً".