لا للتدخل الخارجي في شؤون مصر

لا للتدخل الخارجي في شؤون مصر
الإثنين ١٩ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٣:٤١ بتوقيت غرينتش

لا للتدخل الخارجي في شؤون مصر . موقف يجمع عليه المصريون جميعا. ولكن الواقع يكشف حصول تدخلات خارجية لا سيما من جانب دول إقليمية كتركيا والسعودية حيث تعاظمت الانتقادات بشأنها ولا سيما بعد المواقف التي أعلنها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والتي لقيت استهجانا واسعا في مصر .

تقرير...قرار السيادة المصرية من داخل دولة مصر وليس من خارجها، يعني لا تركيا ولا أميركا ولا ألمانيا ولا فرنسا ولا انكلترا ترسم خريطة مصر، خريطة مصر الذي يرسمها الشعب المصري الذي قام بثورته وثورة شعبية.

هذه إحدى التظاهرات التي نظمها شباب مصريون أمام السفارة التركية في القاهرة احتجاجا على التدخل التركي بشؤون بلدهم.

عبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بنبرة المتهكم الساخر عن رفضه لقاء نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية محمد البرادعي الذي طلب لقاءه، وقد وصف أردوغان ما جرى في مصر بالانقلاب العسكري على الشرعية قائلاً أنه لا يرى رئيساً لمصر سوى محمد مرسي.

القرار المصري وطني مائة مائة ولا نقبل نهائياً أن يكون هناك إملاء من الخارج، ومن يتصور أن الدولة المصرية ضعيفة، ليست ضعيفة، ومن يتصور أننا نحتاج شهادة من أحد.

وكانت الخارجية المصرية قد عبّرت عن استيائها مما وصفته دلياً تركياً في الشأن المصري.

إن الديبلوماسية المصرية أبلغت تركيا برفض مصر البالغ لتدخلها في شؤونها الداخلية ورفض وصف المسؤولين الأتراك ما حدث في مصر بأنه انقلاب عسكري.

الموقف التركي عليه علامات اسفهام يجب أن أنعش ذاكرة السادة المشاهدين بالمسيرات التي خرجت تحمل صور حسن البنا وسيد قطب ومحمد مرسي.

المشهد هذا في اسطنبول نحو 2000 تركي تابعين لجمعيات إسلامية تجمعوا للاحتجاج ضد ما سموه انقلاباً من قبل الجيش المصري على الرئيس المعزول محمد مرسي.

في تركيا يحددوا مستقبل مصر، تركيا تلعب دوراً غير أمين... أنقرة ماذا تريد حملة ديبلوماسية في الأمم المتحدة واللايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقطر حتى يرجعوا مرسي مرة ثانية بزعامة رئيس الوزراء التركي، هو طبعاً يتزعم الحملة السيد أردوغان ووزير خارجيته أوغلو.

الشعب المصري والجيش المصري فاجئ العالم، فاجئ تركيا التي كانت تريد أن تعمل مثلث مصر تريكا قطر إسرائيل، هذه المعادلة الجديدة.

تركيا تعطي لنفسها الحق في التدخل في الشأن الداخلي المصري حتى أنها غالت في لعب دور إقليمي في تصور خاطئ منها أنها تستطيع أن تعيد لنفسها موطئ القدم التي كانت تحلم به.

هو بالعفية وهو انت بالعفية تريد أن تدع العالم يقول أنه انت تريد أن تقوله بالشكل الذي تريده.

رفض المصريين التدخل التركي في شؤون بلدهم أمر طبيعي ولكن المفارقة أن تكون هناك دول أخرى يتهمها المصريون بالتدخل بشؤونهم تلعب دور المنتقد لأنقرة وتدخلها بالشؤون المصرية . ومن بين هذه الدول المملكة العربية السعودية التي وصفت مواقف تركيا تجاه التغييرات الأخيرة في مصر بالاعتداء .

تقرير ...تساءلت صحيفة الرياض السعودية هل موقف تركيا من مصر هو تدخل أم اعتداء ؟

واتهمت الصحيفة أنقرة بالاعتداء على دولة شقيقة بعد التعدي على سيادتها والتدخل في شؤونها وتحريضها لطائفة من الشعب المصري ضد طائفة أخرى وإيقاد نار الفتنة بين مكونات شعب مصر على حد تعبير الصحيفة السعودية.

في هذا الموقف السعودي لم يقابل في مصر بالثناء بل بالانتقاد لأن السخاء السعودي المالي لم يكن إلا صورة عبرت عن التدخل السعودي بالشؤون المصرية.

توجه متظتاهرون آخرون بنفس المدينة لمقر القنصلية الأميركية بالإسكندرية وأخرى لدول عربية بينها القنصلية السعودية، أنباء سعودية تتنبئ أنه على الأقل يعدم، أنا عايز أسأل سؤال لمنطقة السعودية هو الشعب المصري تغير، هو الشعب المصري يستاهل فلوس ويستاهل مساعدات، لما الشعب المصري تغير فجأة...

هذه أموال وما تبقى من أموال في عهد المخلوع كانت تذهب إلى الجيوب لا نريد أموالاص منهم سينتزع هذه الأموال شعوبهم، إنني اتوجه للشعب السعودي أن ينهض ليسترد أمواله من خونة الإسلام في العالم.

هل يمكن لسماسرة الخليج الفارسي أن يشتروا ثورة مصر؟ سؤال طرحه مارك لينش في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية
مشيرا إلى أن مليارات السعودية والإمارات لمصر جاءت في محاولة للاستيلاء على دور قطر فيها والذي مثل سقوط مرسي نكسة قوية لها
ويقول لينش إن الرياض وأبو ظبي استغلتا الفرصة لدق المسمار في نعش الانتفاضات العربية بعد أن عملوا على تحويل ومنع أو السيطرة على الثورات العربية كسحق الانتفاضة في البحرين وإرسال مساعدات مالية ضخمة لملوك أقل ثراء في الأردن والمغرب والسعي للسيطرة على العملية الانتقالية في اليمن.

س: بالعودة غليك أستاذ حكمت شحرور ما تفسيرك لهذا التدخل التركي بالشؤون الداخلية لمصر وعلى أي أساس يأتي هذا التدخل برأيك؟

ج: لا شك من نافل القول أن نتحدث عن ان تركيا أردوغان هي تركيا العثمانية وهذه الأحلام لطالما راودته أن المجلس العالمي للأخوان يرتأسه الآن أردوغان بشكل مباشر ويدير اللعبة في كل الدول المحيطة في محاولة حثيثة لإعادة الوضع التركي العثماني إلى ايام ما قبل الحرب العالمية الأولى من حيث السلطة وخاصة على مصر حيث كان محمد علي وإبراهيم باشا وتعتقد تركيا بأن امتدادها الطبيعي للسيطرة على المنطقة العربية لا يمر عبر السعودية بل يمر عبر مصر، وبالتالي، التغيير في مصر باتجاه تقوية حركة الأخوان المسلمين هو استكمال للمشروع التركي الأردوغاني كما هو يجري في سوريا وفي نفس السياق وفي نفس السيناريو، وبالتالي تتزعم تركيا هذه المنطقة في ظل وجود هذه الدول الضعيفة التابعة بالمنهجية الدينية لها، أعتقد هذا السبب الكبير الذي دفع بأردوغان بهذا الانفعال عند سقوط مرسي، وأيضاً لنقضه لكل الاتفاقيات التي تم توقيعها في هذه المرحلة في خطوة أساسية للتدخل في داخل المجتمع المصري وللضغط على حكومة مصر.

س: ولكن برايك استاذ شحرور لماذا تعمد حكومة أردوغان على هذا التدخل في مصر، وهل يخشى من أن يتحول إلى عامل عدم استقرار كما يحصل في سوريا.

أعتقد بأنه سيناريو هو نفسه هكذا بدأت العملية في سوريا وهكذا بدأت تصريحات نفسها وبنفس التعابير وبنفس المضمون عند أردوغان في سوريا، وبالتالي، ما يجري في مصر الآن نسخة طبق الأصل عن ما جرى في سوريا وإن كانت هناك بعض المتغيرات نظراً للواقع المصري.

س: ماذا عن السعودية التي باتت تتولى دوراً محورياً في مصر بعد تنحي قطر والمليارات التي أعلنت الرياض تقديمها للمصريين برأيك؟

ج: أعتقد بان السعودية الآن تختلف وتتميز في التكتيك عن الأتراك وإن كانوا في الاستراتيجيا هناك اتفاقاً ما، لكن السعودية بدأت خلافها مع قطر حينما دعمت قطر الأخوان المسلمين لحكمهم في السعودية وفي حكمهم في مصر والسعودية دعمت الحركة السلفية في مصر، لأن الحركة السلفية تتبع نفس المنهجية الوهابية، السعودية لا تستطيع أن تتحمل وجود حكم إسلامي إخواني في أي دولة من الدول العربية ولا سيما في مصر لأنها تعطي نموذجاً آخر عن طبيعة لحكم في السعودية، وبالتالي هذا سيؤثر مستقبلاً بشكل مباشر وعظيم جداً على السعودية، وبالتالي لا تستطيع أن تتحمله، هنا حدث الخلاف وهنا عملت الرياض على المساهمة في تغيير النظام في مصر.

س: كيف تفسر الانتقاد السعودي للتدخل التركي في مصر؟

ج: نعم حينما تختلف الرؤى داخل الواقع على نفس الأرض لا بد ان تتصعد الواقع الإعلامي علامات هذا الخلاف من خلال انتخابات مباشرة ومن خلال تنافس كبير جداً.