البابا وكنائس يرفضون تكرار مأساة العراق في سوريا

البابا وكنائس يرفضون تكرار مأساة العراق في سوريا
الجمعة ٣٠ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٦:٥١ بتوقيت غرينتش

إنضمت كنائس الشرق الأوسط إلى بابا الفاتيكان فرنسيس في رفض التدخل العسكري في سوريا معتبرة أن تدخلاً من هذا النوع سيعيد التجربة المأسوية للتدخل العسكري في العراق قبل عشر سنوات.

وأكد البابا فرنسيس مجدداً موقفه هذا لدى استقباله أمس الخميس الملك الأردني عبدالله الثاني. وجاء في بيان صادر عن الفاتيكان في ختام اللقاء أن "طريق التفاوض والحوار هو الخيار الوحيد" بالنسبة إلى الفاتيكان والأردن.
وكان البابا وجه الأحد نداء ملحاً "لإسكات قرقعة السلاح" معتبراً أن "المواجهة لا تقدم فرص أمل".
وافادت مصادر مقربة من الفاتيكان أن هذا اللقاء تقرر قبل فترة قصيرة بسبب تطورات الأزمة السورية واحتمال انعكاسها على الجار الأردني الذي يستقبل على أراضيه مئات آلاف اللاجئين السوريين.
ويذكر موقف البابا فرنسيس هذا بموقف البابا يوحنا بولس الثاني الذي رفض بشكل شديد التدخل الأميركي في العراق عام 2003.
وفي صحيفة أوسرفاتوري رومانو الناطقة باسم الفاتيكان وجه الكاردينال ليوناردي ساندري المسؤول عن الكنائس الشرقية ما يشبه التضرع داعياً إلى "تغليب المصلحة العيا للسلام والحياة على أي مصلحة أخرى فئوية".
ومن القدس إلى حلب ومن بيروت إلى بغداد يندد بطاركة الكنائس الشرقية بأي ضربة عسكرية محتملة تستهدف سوريا وهم لا يريدون بأي شكل من الأشكال ان يتم التعاطي مع المسيحيين الشرقيين وكأنهم "صليبيون".
وقال بطريرك الكلدان العراقيين لويس رافاييل ساكو "إن أي تدخل عسكري أميركي يعني تفجير بركان سيطيح بالعراق ولبنان وفلسطين. وقد يكون هناك من يريد ذلك فعلا".
أما مطران حلب للكلدان أنطوان أودو فتكلم عن احتمال نشوب "حرب عالمية"، في حين أن بطريرك الموارنة بشارة الراعي اتهم "دولاً من الغرب خاصة وأيضاً من الشرق بالوقوف وراء كل هذه النزاعات" مضيفاً "نحن نشهد التدمير الكامل لما بناه المسيحيون طيلة 1400 سنة من التعايش مع المسلمين".
واتهم بطريرك السريان الكاثوليك يوسف الثالث القوى الخارجية "بتسليح المعارضة والحض على العنف وتسميم العلاقات بين السنة والشيعة" مضيفاً "الغرب يعتقد أنه بوجود السنة في السلطة فإن الديموقراطية ستحل مكان الديكتاتورية وهذا ليس سوى وهم".
ويرى البطاركة المسيحيون أن الدول الغربية لا تبدو مهتمة بالإطلاع على نتائج التحقيق الذي تقوم به الأمم المتحدة لمعرفة حقيقة استخدام السلاح الكيميائي قرب دمشق في الحادي والعشرين من آب/أغسطس الماضي. ويذكرون بأنه قبل عشر سنوات دخل الأميركيون في حرب في العراق بحجة واهية هي وجود أسلحة دمار شامل في العراق تبين أنها غير موجودة.
وحتى في صفوف المسيحيين المعارضين لنظام الأسد فهناك رفض للضربات العسكرية. وفي هذا الإطار أعلن دير الأب باولو دالوليو المخطوف في سوريا "رفضه لاي عنف".