"جهاديات لبنانيات" يقاتلن الى جانب القاعدة في سوريا

الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٧:١٢ بتوقيت غرينتش

انخرطت أول دفعة من "جهاديات لبنانيات" في القتال مع القاعدة بسوريا، وبدات تفاصيل تاسيس لجماعة نسائية مسلحة من قبل بعض التكفيريات تحت اسم "لواء الناصر صلاح الدين" تتكشف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع نشر صور للمسلحات.

وافاد موقع "السفير" انه كان قد لفت وجود مجموعة من النساء المنقبات يحملن الاسلحة الرشاشة خلال تشييع عدد من القتلى الذين سقطوا ضمن ما يعرف بـ "مجموعة تلكلخ"، في إحدى البلدات الشمالية انتباه مراسلي بعض وسائل الاعلام.

وظن بعض المتابعين أن النسوة المسلحات هن قريبات للقتلى أردن التعبير عن غضبهن بحمل السلاح، وللتأكيد على الالتزام بنهج أقربائهن التكفيريين وبفتاوى ما يسمى بـ "الجهاد" في سوريا.

لكن ما شوهد كان عبارة عن نواة للواء عسكري نسائي يتم تأسيسه بمبادرة من بعض التكفيريات تحت اسم "لواء الناصر صلاح الدين"، بالتنسيق مع مجموعات لبنانية تقاتل مع ما يسمى بـ "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة، وذلك بهدف إرسالهن للقتال في سوريا.

ويتابع أكثر من جهاز أمني لبناني في طرابلس والشمال تحركات اللواء العسكري النسائي الذي تترأسه المدعوة (م . ص)، وهي من إحدى البلدات الشمالية المطلة على طرابلس، وتعمل منذ أشهر مع مساعدات لها على تعبئة وتجنيد النساء من أجل القتال في سوريا.

وتشير معلومات أمنية رسمية الى أن قائدة اللواء النسائي وهي قريبة أحد قادة المسلحين الناشطين على خط سوريا، "تمتلك إمكانات مالية لا بأس بها، وتمكنت خلال الفترة الماضية من تجنيد أكثر من 20 فتاة وتجهيزهن بالسلاح، وهن يخضعن لتدريبات عسكرية متواصلة في بساتين السقي القريبة من طرابلس بتسهيلات من بعض المجموعات المسلحة".

كما اشارت الى انه تم إرسال اثنتين منهن قبل نحو شهرين للقتال في سوريا الى جانب جبهة النصرة وما زلن هناك حتى الآن.

ووفق المعلومات نفسها، فإن المنتميات لهذا اللواء "بتن في جهوزية عسكرية كاملة للقيام بمهمات أمنية سواء في سوريا أو في لبنان، وبعضهن ينتظرن تأمين انتقالهن الى سوريا عبر بعض الوسطاء العاملين مع جبهة النصرة، بعد أن حصلن على التدريبات العسكرية اللازمة خلال الأشهر الماضية".

واكدت أن القيادات الأمنية الشمالية "باتت على إطلاع كامل على تفاصيل ما يجري ضمن لواء الناصر صلاح الدين، لكنها تتعاطى معه بحذر شديد نظرا لحساسية الموضوع كونه يتعلق بنساء يردن القتال في سوريا، وهي تسعى مع بعض المشايخ والقادة الميدانيين الى معالجة هذا الأمر من دون حصول أية إشكالات أو تداعيات أمنية".

وتشير مصادر أمنية متابعة الى أن ثمة توافقا على إبقاء معالجة هذا الملف طي الكتمان وصولا الى إقناع من يعنيهن الأمر بضرورة وقف التسلح والعدول عن فكرة القتال في سوريا جملة وتفصيلا.

وقال احد كبار المشايخ في طرابلس للسفير، "إن ما يحدث لا يبشر بالخير، خصوصا أننا بتنا نواجه فكرا (جهاديا) يستعد لأن ينتشر أفقيا بين بعض الشرائح المجتمعية في لبنان عموما وفي الشمال بشكل خاص، وهذا سيؤدي الى مزيد من فقدان السيطرة على الشارع من قبل السياسيين، وهو مقدمة لاعتبار لبنان أرض (جهاد) من قبل التنظيمات.

ودعا الى معالجة هذا الامر بحكمة وسرعة قبل فوات الأوان.