العزة الایرانية اشرقت في نيويورك

العزة الایرانية اشرقت في نيويورك
الإثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠١٣ - ١٠:٤٨ بتوقيت غرينتش

اثارالحضور الايراني في الامم المتحدة برئاسة الشيخ روحاني اهتمام ومتابعة السياسيين ووسائل الاعلام العالم بانتظار ما تتمخض عنه المفاوضات الايرانية الاميركية.

وجائت النتائج متجاوزة تحليلات الكثير من المراقبين ومتخطية اكثر التوقعات ايجابية في ترطيب الاجواء بين البلدين.

وحل طلب البيت الابيض بعقد لقاء بين الرئيسين كالصاعقة على رؤوس الصهاينة, وبعض الانظمة العربية المتخادمة معهم في المنطقة, وفيما رفض الشيخ روحاني اللقاء مكتفيا بمكالمة هاتفية لحين ترتيب استعدادات اكثر عملية,اتضح جيدا ان العزة والمنعة الايرانية  رسمت مواقفها الدبلوماسية بشكل حصيف ورائع.

ليس هنالك امال كبيرة يعلقها الايرانيون على الولايات المتحدة الاميركية ,ولكن سياسة تحييد الاعداء ومنعهم من تشديد عداواتهم, وعدم اعطائهم الذرائع المؤدية لمزيد من الخصومة اثمرت في اعلان اميركا الواضح خطأ سياستها او على الاقل عدم سعيها لتغيير النظام,فضلا عن الاعتراف بحق ايران ببرنامج نووي سلمي, وهو ماكانت ترفضه طيلة سنوات سابقة بذريعة الشكوك بتحوله لبرنامج تسليحي عسكري.

يمكن القول ان الجولة الاولى من الصراع الذي امتد لاكثر من ثلاثة عقود انتهت لصالح الجمهورية الاسلامية واعتراف القريب والبعيد ان سياسة العداء والخصومة  وتحريك دول الجوار ضد ايران الاسلام لم تؤدي الى اضعاف ايران ولا لكسر شوكتها ,بل تجاوزتها ايران, وهي ارفع واعز واقوى, وان مزاعم الصهاينة التي كانت تخيف العالم منذ 22 عاما من القنبلة النووية الايرانية لم يعد يصدق بها احد.

الفرصة الان متاحة لبناء جديد لا يعتمد التضجيج والتخويف بل العلاقة القائمة على اسس من التعامل الواقعي الذي اختصره الشيخ الدبلوماسي الحكيم بجملة رائعة حين قال: لايكفي ان نتحمل من نختلف معه بل يجب البحث عن اطر للعلاقة البناءة معه لخدمة الامن والسلام, وبذا يؤسس الشيخ لنظرية جديدة في العلاقات الدولية تناقض السياسة الاميركية (القائلة بان من ليس معي فهو ضدي),,, وتحول الخصوم الى شركاء محتملين في علاقة بناءة وايجابية,مع الحفاظ على حرية الاختلاف وتعدد وجهات النظر.

ان ماتقدمه ايران للمنطقة والعالم هو حلولا واقعية وسياسة حكيمة قادرة على معالجة التحديات بطريقة تسرالصديق فعلا وتغيض العدو اكيداوذلك ما نلاحظه على وجوه المحبين وتقطيبات جباه المبغضين دون الحاجة لتسميتهم فسلوكهم وتصريحاتهم معبرة بما يكفي العاقل اللبيب.

*كامل كناني