وزير الإعلام السوري:

لا توجد قوة في الأرض قادرة على إسقاط سورية

لا توجد قوة في الأرض قادرة على إسقاط سورية
الثلاثاء ٠١ أكتوبر ٢٠١٣ - ١٠:٣٥ بتوقيت غرينتش

أكد وزير الإعلام عمران الزعبي، أن سورية استطاعت أن تكون دولة كبيرة وعظيمة بفضل شعبها وجيشها وقيادتها وأرغمت العالم على أن يستمع إلى صوت دمشق.

ولفت الزعبي في كلمة له خلال افتتاح ورشة عمل حول الإعلام الوطني والتحديات الراهنة التي تقيمها وزارة الإعلام السورية لمدة 3 أيام بمشاركة إعلاميين ومحللين ومهتمين بالشأن الإعلامي من إيران ومصر والأردن ولبنان، لفت إلى أن سورية خاضت على مدار عامين ونصف العام معركة من أخطر المعارك والآن العالم جميعه بكل وسائله الإعلامية وصحفه وقنواته وإذاعاته ووسائل الاتصال الحديثة "يستمع إلى صوت دمشق مرغماً أو راضياً لأنه أدرك أن هذا الصمود هو صمود كل الأدوات صمود القوات المسلحة والإعلام ومؤسسات الدولة برمتها.

وأشار الزعبي إلى أن الورشة التي يشارك فيها عدد من الضيوف الإعلاميين والخبراء من خارج سورية وعدد كبير من الكوادر الوطنية المتميزة في كل قطاعات الإعلام تأتي بسبب الحاجة لها وتهدف إلى تعرية الجوانب السلبية في أداء الإعلام الوطني في كل مؤسساته معتبراً أن العدوان على سورية ساهم أكثر من أي وقت مضى في كشف هذه العيوب والأخطاء والنواقص في الإعلام السوري.

وأكد الزعبي أنه لا توجد قوة في الأرض قادرة على إسقاط سورية الدولة والوطن والشعب مبيناً أن صمود سورية لم يأت من فراغ فعلى مدار عقود من الزمن ومنذ جلاء المستعمر الفرنسي حتى الآن نكتشف اليوم أكثر من أي وقت مضى عظمة ما قام به الشعب السوري الذي صمد هذا الصمود بإنجازاته وتضحياته وشهدائه وقياداته ووعيه الوطني القومي والحضاري والإنساني.

ورأى الزعبي أن سورية تمتعت خلال المرحلة الماضية كلها بـ "البال الطويل والصبر الاستثنائي... صبر الناس على ظروف الحياة ومصاعبها... على البلوى والتهديدات والإرهاب... صبرهم رغم وقوع آلاف الشهداء من المدنيين والقوات المسلحة" مؤكداً أن عمق الوعي ومحبة وعشق سورية سبب هذا الصبر الذي أبقى الوطن صامداً.

وأوضح وزير الإعلام أنه ومنذ بداية العدوان على سورية كان المستهدف البنى التحتية والإنسان والعلماء وقوات الجيش وقوى الأمن الداخلي ومحطات الكهرباء والسدود والمدارس والمستشفيات والجامعات لافتاً إلى أنه عندما تتحدث دولة كسورية عن 3 آلاف مدرسة و50 مشفى خارج الخدمة ومع ذلك "هناك ضمان صحي إلى حد ما" وتعليم وأعوام دراسية وجامعية وجيش يقاتل قتال الأبطال الشجعان على مدار عامين ونصف العام فهذا يؤكد أنها "دولة عظيمة ووطن عظيم".

وبين وزير الإعلام أنه عندما صدر قرار مجلس الأمن بشأن الأسلحة الكيميائية في سورية "لم يصدر لينشئ التزاماً على سورية بل ليسجله ويكتب عنه لأن سورية التزمت قبل القرار الدولي عندما انضمت إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية".

وشدد الزعبي على أن فكرة الحوار هي فكرة الدولة والحكومة والقيادة السورية منذ تموز عام 2011 عندما عقد اللقاء التشاوري الذي امتنعت بعض أطراف المعارضة في الداخل عن حضوره حينها أو الذهاب إلى حوار وطني سوري سوري لأن بعضها ما زال يعتقد ويراهن على سقوط الدولة السورية.

وأشار الزعبي إلى أن بعض معارضة الخارج "اللاوطنية والمأجورة والعميلة لاستخبارات الـ "سي آي إيه" وللمخابرات السعودية والتركية ما زالت تراهن عليها ما يعني أن لديها مشكلة في التفكير ترقى إلى حد الغباء في السياسة"، معتبراً أن "المعارضة عندما تكون لا وطنية لا تبقى معارضة أساساً فاللاوطني لا يمكن أن يكون لا موالاة ولا معارضة".

ولفت وزير الإعلام إلى أنه ورغم ذلك يجب "ألا ننسى أن في داخل سورية وخارجها معارضة وطنية حقيقية"، مبيناً أنه لا توجد مشكلة مع مفهوم المعارضة فكيف إن كانت وطنية مجدداً التأكيد على أن الحوار مع المعارضة الوطنية الحقيقية ممكن "لأنه ليس هناك خلاف جوهري معها طالما أننا متفقون على الوطن والدولة والمؤسسات ودور الجيش والعمل الحزبي والسياسي والحريات العامة وحقوق الإنسان".

وأكد الزعبي أن "الدستور الذي استفتى عليه الشعب السوري عام 2012 هو المرجعية القانونية والسياسية والدستورية وفي هذه المرجعية ثمة تطور كبير حاصل لكن بعض المعارضة الوطنية لا تقرأ الدستور جيداً" مشيراً إلى أن "في سورية حكومة كاملة وشاملة الصلاحيات التنفيذية بموجب هذا الدستور ومن لا يعرف القراءة ليرجع إلى المادة (128) منه ويقرأ ماهي صلاحيات حكومة الجمهورية العربية السورية".

وأشار الزعبي إلى أنه ورد في بيان جنيف أنهم يريدون حكومة كاملة الصلاحيات التنفيذية وأساسا هذا الطلب غير مفهوم فالحكومة أساساً كاملة الصلاحيات التنفيذية و"لدينا رئيس السلطة التنفيذية هو السيد رئيس الجمهورية بشار الأسد لكنهم في الواقع يتحدثون تحت هذا العنوان عن شيء آخر له علاقة بالجغرافيا وبالقوة ومعادلات القوة السورية في الجيش والقوات المسلحة والاقتصاد الوطني وعلاقات سورية الخارجية.. هم يريدون سورية تتبع للولايات المتحدة الأمريكية ونحن سنمنع تبعية سورية للولايات المتحدة أو غيرها وهذا خيار نهائي وحاسم".

ولفت وزير الإعلام إلى أن سورية التي لم تعرف الأوثان والأصنام ولم تستكن لمستعمر مقيم أو عابر "لا يمكن على الإطلاق أن تقبل الهوان ولا يمكن أن ترضخ للولايات المتحدة ولا لغيرها" موضحاً أنه لدينا أصدقاء وأشقاء وحلفاء "لكن ليس لدينا دولة تقوم بدور معلم على سورية" ولا يمكن أن تقوم دولة بفرض شروطها على سورية بعد خمسين عاما من النضال والصمود والثبات والقتال هذا من المستحيلات.

واعتبر وزير الإعلام أن "استحقاق الانتخابات الرئاسية في عام 2014 قريب ومن حق رئيس الجمهورية أن يتخذ القرار الذي يريده في ذلك الوقت ولكن اقول لكم إن السوريين يطلبون أن يبقى بشار الأسد رئيساً لهذه الجمهورية وكل الشعب السوري الشريف والمناضل والقوي والوطني وكل قواتنا المسلحة والناس يطالبون بذلك شاء من شاء وأبى من أبى من المعارضة والأمريكيين و الخونة والعملاء وبيننا وبينهم صناديق الاقتراع".

ولفت الزعبي إلى أن الحكومة لن تفرض أي شيء على أحد وأن صناديق الاقتراع هي الحكم لكن هؤلاء لا يملكون الجرأة للذهاب إلى صناديق الاقتراع لأنهم لو ملكوا هذه الجرأة منذ البداية لما وصلت الأمور إلى هذا الحد وضحت قواتنا المسلحة بآلاف الشهداء وخربت آلاف المستشفيات بأسلحتهم الاسرائيلية والسعودية والتركية.

وأكد وزير الإعلام أن "سورية الدولة والوطن والشعب والرئيس باقية" وهذا خيار السوريين وأن العمل السياسي ينظم من خلال أحزاب والانخراط بانتخابات شفافة وديمقراطية نص عليها الدستور مبيناً أن العمل السياسي يحتاج إلى أهداف سياسية ومشروع وبرنامج سياسي "فهل يستطيع أحد أن يقول ما هو البرنامج السياسي لبعض المعارضات في الخارج ..هم يتحدثون دائماً عن إسقاط الدولة".

وختم وزير الإعلام كلمته بالتأكيد على أن سورية التي حفظت الرسالات السماوية والعروبة ودافعت عنها ستبقى على هذا النهج مجدداً الترحيب بالمشاركين وأمنياته بنجاح الورشة وتحقيق أهدافها.