تقرير... تقول الشرور القوية وأنا حذرت منها في عدة مناسبات، ما سيأتي هو المستقبل الغامض نريد أن تحل هذه المشاكل في حياته، يجب أن ينفتح مجال الحوار الشفاف الصريح حتى نصل إلى مبتغانا. كل هذه المطالب يمكن تحقيقها أو قسماً منها عندما نفتح باب الحوار.
تحذيرات الأمير السعودي طلال بن عبد العزيز لم تجد آذاناً صاغية في المملكة وشاحت أنظار النظام السعودي إلى سورية لدعم المجموعات المسلحة على اختلافها تحت شعار دعم الشعب السوري المطالب بحقوقه ضد نظامه وتسليح هذه المجموعات ولو بالسلاح الإسرائيلي - لا خيار المملكة وهي دولة عربية شقيقة لسوريا ولها مصالح مشتركة مع الشعب السوري إلا أن تبذل كل ما تستطيع لمساعدة هذا الشعب في الدفاع عن نفسه.
تؤكد الخارجية الفرنسية أن باريس تنسق بالدرجة الأولى مع السعودية للحد من آثار ما يجري في سورية على دول الجوار.
إذاعة كيان الاحتلال الإسرائيلي وفي خبر نقلته على أثيرها أكدت أن السعودية اتفقت مع الحكومة الإسرائيلية على تمويل صفقة لشراء أسلحة قديمة من الجيش الإسرائيلي بقيمة 50 مليون دولار بهدف إرسالها إلى الإرهابيين في سورية.
وفي الرقة وفي غيرها من المناطق الأخرى التي تتواجد فيها جبهة النصرة استعرض مقاتلوها الأسلحة التي أرسلتها المملكة السعودية، والتي تم إدخالها عبر الحدود التركية.
التسليح السعودي للتكفيريين في سورية يتم حتى بالسلاح الإسرائيلي فيما يحجب التسليح والدعم عن الشعب الفلسطيني الذي يواجه منذ عقود طويلة احتلالا إسرائيليا وعدوانا دمويا لم ولن تكون الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الأولى ولا الأخيرة عليه .
الدعم السعودي للمسلحين في سورية بدعم غربي يترافق مع ادعاءات بدعم احتجاجات الشعب السوري ضد النظام .
إحتجاجات لا تواجه في المملكة السعودية بدعم مماثل بل بقمع متماد إلى حد القتل والاعتقال حتى فاق عدد المعتقلين السياسيين الثلاثين ألفا بحسب منظمات حقوق الإنسان السعودية والدولية .
التظاهرات السلمية ممنوعة في المملكة السعودية ولو كانت تقتصر على شخص واحد يخرج ليعبر عن رأيه الحر في المطالبة بالحرية ووقف الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب السعودي
لماذا تعتقد بأنه يحق لك التظاهر؟
لأنني أحتاج الحرية.. أحتاج الديمقراطية، العائلة الملكية لا تملكنا، لدي الحق لأتكلم، إذا تكلمت سيضعونك في السجن خلال خمس دقائق.
أسلت خائفاً؟
لست خائفاً الدولة كلها سجن كبير.
ماذا تعتقد سوف يحدث لك بعدما أن تكلمت معنا؟
سأذهب إلى السجن بابتسامة كبيرة لأنني أشعر مسبقاً أنني في السجن عندما لا تملك الحق لتتكلم.. فأنت في السجن.
حكاية هذا الشاب السعودي الذي اختفى بعد دقائق من ملاحقة سيارة الشرطة له بعد تصريحاته لصحافيين غربيين عمرها أكثر من سنتين وهي حكاية تتكرر كل يوم في المملكة ولو بصور مختلفة وسط تعتيم إعلامي كامل إلا من بعض النشطاء السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين يقومون بطرح قضية المعتقلين السياسيين وقمع حرية الرأي في ظل تضييق حكومي طال الكثير من مواقع التواصل .
ورغم محاولة بعض المفكريين السعوديين أحياناً وفي المساحة الضيقة المعطاة لهم الدعوة إلى التغيير واحترام حق الانسان السعودي في التعبير غير أن السلطات تواصل اعتقالاتها وتضييقاتها على الناشطين الحقوقيين لا لشيء إلا لأنهم انتقدوا يوما الانتهاكات القانونية لحقوق الإنسان السعودي.
ولدينا شهادات عليهم هنا أن هيئة التحقيق والادعاء العام تقوم بدور خطير جداً في التغطية على انتهاكات المباحث، ولدينا أدلة وشهادات على هذه الحالة، أنا أعتقد أن هذه فضيحة للنظام القضائي الإسلامي والنظام السعودي...هم لا يريدون أن يجتمعون علنياً.
نتييجة هذا الكلام حكم على مؤسسي جمعية الحقوق المدنية والسياسية السعودية "حسم" محمد القحطاني وعبد الله الحامد بالسجن أكثر من عشر سنوات وتم حل جمعية "حسم" نهائيا بقرار قضائي نافذ بتهمة مخالفة القوانين.
وهي التهمة نفسها التي منعت الناشطة الحقوقية السعودية إيمان القحطاني من السفر على خلفية دفاعها عن جمعية حسم وإدانة قرار حلها في تغريدة لها على تويتر .
لمناقشة هذا الموضوع أرحب بالدكتور محمد طي وهو أستاذ في القانون العام، أهلاً بك.
س: د. محمد كيف ترى هذا التناقض بالموقف السعودي من دعم الحريات في عواصم عربية في حين تمنعها عن شعبها؟
ج: أنا لي تحفظ شديد على اعتبار أن هذه الأسرة تشكل دولة، هذه ليست دولة، هذه عبارة عن عصابة عبارة عن قبيلة استباحة أرض الحرمين الشريفين وأمعنت فيها قتلاً وذبحاً منذ حوالي 3 قرون، واعتبرتها من الأسلاب والمغانم واعتبرت أهلها من العبيد.
من هنا هكذا تفسر الأمور، نحن لا نستطيع أن نطبق عليها معايير عصرية على قبيلة تعيش في الجاهلية الأولى، بالتالي هي تعتبر أن كل ما تقدمه هو منّة للناس أن إذا سمحت لهم بالأكل والشرب وقد لا يكون متوفراً لجميع الناس، فهذه منّة وهذا كرم وهذه مكرمة وما إلى ذلك. أما مسألة الحقوق السياسية وغير ذلك فهذه لا تخطر على بال هؤلاء البدو المتوحشين الذين كما قلنا يعيشون في ما قبل العصر الإسلامي ويمارسون هذه الممارسات.
فإذاً هم طبعاً لا يدعمون أية حريات ولا يفهمون الحريات، هم في بلادهم طبعاً ليس مسموحاً لهم إلا أن تأكل وتشرب لا أن تنتقد نظام الحكم مهما فعل نظام الحكم، مهما ارتكب نظام الحكم، مهما ارتكبت الأسرة الحاكمة، مهما ارتكب ما يسمون بأمراء آل سعود، هؤلاء روائح فسادهم أزكمة الأنوف في أوروبا وفي القاهرة وفي غيرها، هؤلاء عندما يتبجحون بحقوق هذا الشعب أو ذاك الشعب إنما يستخدمون كلمات لا يفهمون مغزاها ربما كتبت لهم وهم مجرد قراء لها.
س: واضح د. أن المملكة السعودية لم تتحمل وجود جمعية تضع اصبعها على الفساد أو تطالب بالحقوق السياسية والمدنية ما هو تفسيرك لذلك، يعني أنها تعلن دعمها للمصريين اليوم؟
ج: هي قائمة على الفساد أساسا، عندما استولى عبد العزيز بدعم من الإنكليز ومساعدة الإنكليز على ارض الحرمين الشريفين، وعندما وقع لهم على تسليم أرض فلسطين للصهاينة كان الشرط أن يسير بهذا الاتجاه، أن يسير بالاتجاهات الغربية. بالنسبة إلى هؤلاء "الأمراء" هؤلاء طبعاً يشاركون في الحكم لكن يشاركون في الحكم على أساس يحصلون على المغانم، هم يعتبرون أن الثروات الباطنية الموجودة في السعودية هي ملك لهم ملك شخصياً لهم، ولكن ليس هناك من تفريق بين الملك العام والملك الخاص، هم بالتالي يعتبرون أن هذا ملكهم يتوزعونه كما يشاؤون، يتركون بعض الفتات لمن يؤيدهم من أبناء القبائل الأخرى ويقدمون شيئاً منه إلى هذه الجهة أو تلك ممن يرغبون بتحريكها ضد أنظمة الحكم الشرعية الموجودة في بلادها تحت ذريعة أو أخرى.
هم في الأساس بالنسبة إلى عقيدتهم هم هي العقيدة التكفيرية نفسها التي أرساها محمد بن عبد الوهاب والذي قتل فيها آلاف الناس بالجزيرة العربية من مختلف القبائل والتي مورست أساساً بعد سنة 1750 وإلى أن قضى عليهم الجيش المصري بين 1803 إلى حوالي الخمسينات من القرن التاسع عشر، ثم فيما بعد أعادوا كرتهم حوالي منتصف أو الثلث الأخير من القرن التاسع عشر في دويلة فشلت، ثم عاد عبد الرحمن وابنه عبد العزيز إلى احتلالها على الطريقة القبلية، كيف كانت القبائل في الجاهلية يغزوا بعضها بعضا فعمد إلى نفس الأسلوب وغزا بالأساس الرياض وغير الرياض والمناطق المحيطة بها من منطقة نجد، ثم فيما بعد تحركت الشرفاء بالحجاز، وبالتالي إذاً هذه مغانم هم يستخدمونها لأغراضهم الشخصية، لملذاتهم، لتكديس الملايين، لشراء الشوارع، لشراء الفيلات، لشراء القصور في العواصم الأوروبية المختلفة على أساس أنها ليست ملكاً للشعب هي ملك لهم ملك خاص لهذه القضية.