ما مصير 4 ترليون ريال سعودي في ظل أزمة اميركا الاقتصادية؟

ما مصير 4 ترليون ريال سعودي في ظل أزمة اميركا الاقتصادية؟
الثلاثاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٨:١٠ بتوقيت غرينتش

تساءل الكاتب الاقتصادي السعودي المعروف عبدالحميد العمري، عن مصير "4 ترليون ريال" سعودي في ظل الازمة الاقتصادية التي تعيشها اميركا، محذرا من أن واشنطن اعتادت حل أزماتها وفق قاعدتين اولاها تحميل تكلفة الحل على غيرها، وثانيها أن آلية الحل المختارة هي في الأصل نواة لأزمة جديدة.

وقال العمري في تغريدات على صفحته على "تويتر": وفقا لميزان الاستثمار الدولي للسعودية، تقدّر قيمة الأصول في الخارج لنهاية الربع 3 من 2013م بنحو 4 تريليون ريال! أغلبها في سندات دين أمريكا.
وأضاف: الـ 4 تريليون ريال هذه عبارة عن: استثمارات مباشرة بنسبة 4%، وفي الحافظة الاستثمارية بنسبة 20%، وأصول احتياطية بنسبة 66%، واستثمارات أخرى 10%.
وأشار الى أن الاقتصاد الأمريكي "منذ ضحك على العالم وفك ارتباط الدولار بالذهب، وهو يسير من سيء إلى أسوأ، في المقابل تعاظم دور منافسيه عالميا، وتأتيك القصة".
وأوضح: تفشّى في الاقتصاد الأمريكي المرض، وعاما بعد عام زاد اعتماده على الاقتراض من مختلف دول الفوائض النقدية! اليوم هو يعيش بالكامل على ديون العالم.
وتساءل الكاتب: ما تأثير ما قد يحدث في الولايات المتحدة نتيجة صراع الحزبين القطبين علينا! سؤال ليس في محلّه أبدا، ومتأخّر جدا جدا.. لماذا؟
وتابع: السؤال يوحي وكأننا للتو ارتبط مصير اقتصادنا بالاقتصاد الأمريكي، بينما نحن كنّا نتغذى من مرضه كعدوى طوال أربعة عقود مضت! وجل عللنا بسببه!!
وأشار الى أن ارتباط الريال بالدولار وارتباط السياسات الاقتصادية (تحديدا النقدية) بسياسات الاحتياطي الفيدرالي أفضى إلى تآكل قوة الريال، وزيادة اعتمادنا النفطي!.
ونوه الى أن هناك 3 احتمالات تنتظر الاقتصاد الأمريكي: أولا: أن يتجاوز الأزمة، ويعود للنمو القوي، لتتمكن الحكومة لاحقا من رفع حصيلة الضرائب، وتسدد ديونها! أو
ثانيا: أن تتوصّل لحل بتوافق الحزبين الحاكمين، ولكن دون تحسّن يذكر بالأداء الاقتصادي، وننتظر جولة من الصدام مستقبلا، وزيادة ديون ومرض أو
ثالثا: ألا يتفق الحزبين، لتتعثّر أمريكا عن سداد التزاماتها تجاه مقرضيها، وهذا احتمال ضعيف في الوقت الراهن إلا إنه قد يحدث! وهو أم الكوارث
وأضاف: إذا الاحتمال المرجّح في 17 أكتوبر القادم هو رقم (2) توافق، واستمرار للموت الأمريكي البطيء الخطوات، ضعف أكثر في الدولار، تضخم، ركود، بطالة
ورأى أن الخيارات حتى الآن متاحة أمام دول مجلس التعاون والسعودية على رأسها، البدء في الاحتراز من الآن واستغلال ما تبقّى من حياة الاقتصاد الأمريكي للاستقلال
وأكد أن لدى الاقتصادات الخليجية فرصة ومساحة من الوقت قد أن تكون كافية! وأن هناك شركاء تجاريين أهم بالنسبة لدول مجلس التعاون من أمريكا "الرجل المريض" حسبما وصفها.
وأشار الى أنه "طبعا بالنسبة للريال ولعملات دول مجلس التعاون يصعب عليها تحرير أسعارها لضعف قاعدتها الانتاجية، أحد الاقتصاديين السعوديين اقترح مخزون النفط كاحتياطي".
وتابع: هذه الخيارات نحو الاستقلال، تتطلب خطوات جريئة، وتغييرا جذريا في كامل السياسات الاقتصادية لدينا، سبق الحديث عنه بصورة مطولة ومفصلة، فمن سمع؟
وأكد العمري أن "أمريكا طوال أربعة عقود، اعتادت حل أزماتها وفق قاعدتين: أولها تحميل تكلفة الحل على غيرها! وثانيها أن آلية الحل المختارة هي في الأصل نواة لأزمة جديدة!".