"الكردستاني" يخير تركيا بين المفاوضات والحرب

الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٣ - ١٠:١٦ بتوقيت غرينتش

هدد حزب العمال الكردستاني أنقرة بالحرب الأهلية إذا لم تقلع في مفاوضات جديدة مع الأكراد، فيما تتواصل التظاهرات في الداخل التركي تعبيرا عن الاستياء من السياسة الداخلية والخارجية.

وقال زعيم جناح سياسي في حزب العمال  الكردستاني من مخبأه الجبلي إن المسلحين الأكراد مستعدون لدخول تركيا من جديد من شمال العراق مهددا بتأجيج القتال مجددا، ما لم تنشط أنقرة عملية السلام قريبا.
واتهم العضو المؤسس بحزب العمال الكردستاني، جميل بايك، تركيا بشن حرب بالوكالة على الأكراد في سوريا بدعمها لـ"المقاتلين المتشددين" الذين يحاربونهم في الشمال، مشيرا إلى أن حزب العمال الكردستاني من حقه الرد.
وعقد الصراع السوري جهود تركيا لإحلال السلام مع المسلحين الأكراد، إلا أن أنقرة تنفي بشدة مساندتها أي فصيل لمقاتلي المعارضة ضد الأكراد في سوريا.
هذا ولم تخف مع مر الايام تعبئة الطلاب في احدى جامعات انقرة احتجاجا على شق طريق في وسط الحرم الجامعي بل تهدد بتأجيج الحراك الاحتجاجي المناهض للحكومة الذي هز تركيا في حزيران/يونيو.
وليل الاثنين الثلاثاء استخدمت قوات الشرطة مرة جديدة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق عشرات المتظاهرين المعارضين لانتزاع نحو ثلاثة الاف شجرة بغية شق طريق في وسط جامعة الشرق الاوسط التقنية.
وقال زكي اولكنلي بروفسور التنظيم المدني في جامعة الشرق الاوسط التقنية لوكالة فرانس برس "كما في جيزي لم يعد الامر يتعلق بمجرد قضية اقتلاع اشجار"، مستطردا "ان سياسة الحكومة باكملها هي موضع الاحتجاج".
واندلعت مواجهات على الفور بين قوات الامن وعشرات الطلاب الذين اسرعوا في المجيء. وندد عميد الجامعة احمد اجار بعملية "غير قانونية" ووعد برفع القضية الى القضاء فيما كثف المعارضون للمشروع امام الكاميرات التظاهرات لعرقلة الاشغال.
وتذكر هذه الصور بصور المتظاهرين الذين هبوا للدفاع عن حديقة جيزي في اسطنبول المهددة بدورها بالازالة والتي انطلقت منها في 31 ايار/مايو شرارة الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة التي استهدفت الحكومة الاسلامية المحافظة برئاسة رجب طيب اردوغان المتهم بالانحراف الاستبدادي وبالسعي ل"اسلمة" تركيا.
ومساء الاثنين اشار نائب رئيس الوزراء بولنت ارينتش بنفسه الى هذا الامر ولفت الى "ان هناك احداثا في جامعة الشرق الاوسط التقنية تذكر باحداث جيزي".
وعلى غرار حركة الاحتجاج قبل الصيف، حظيت المعركة الجارية الان في الحرم الجامعي بدفعة اولى من المؤيدين الثلاثاء في اسكشهير غرب انقرة حيث قامت مجموعة من الطلاب تضامنا بزرع اشجار في حديقة جامعتها.
ومساء الثلاثاء فرقت شرطة مكافحة الشغب بالقوة مستخدمة خراطيم المياه تظاهرة تضامن في جادة استقلال المخصصة للمشاة التي تعتبر نقطة حساسة على الضفة الغربية لاسطنبول كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وبمعزل عن هذه التحركات "الخضراء" المدافعة عن البيئة يرى العديد من المراقبين في هذا التحرك اشارة اولى لمعاودة انطلاق الحراك الاحتجاجي المناهض للحكومة الذي خمد الى حد كبير خلال فصل الصيف.
ويبدو ان رئيس الوزراء عازم على المواجهة، فقد استعاد في خطابه الاسبوعي امام نواب حزبه، حزب العدالة والتنمية الحاكم، لهجته المتشددة التي اعتمدها اثناء قمع تظاهرات حزيران/يونيو الماضي.
وندد امام انصاره ب"العصابات الحديثة" التي ترفض مشروع شق الطريق واتهم كما فعل في حزيران/يونيو ابرز احزاب المعارضة، حزب الشعب الجمهوري، باشعال نار الفتنة.
وتصلب السلطات التركية المتجدد الذي شوه كثيرا صورتها في حزيران/يونيو اثار ردود فعل عديدة. ولفت سفير الاتحاد الاوروبي في انقرة جان موريس ريبير امام الصحافيين الى "ان البعض لم يستخلصوا على ما يبدو العبر من احداث جيزي".
ويرى بعض المنتقدين ان اختبار القوة الجاري في انقرة يكشف ايضا رغبة الحكم بمعاقبة مؤسسة "تقدمية" تقليديا تعتبر معادية.
وقال برفسور شاب في هذه الجامعة طالبا عدم كشف اسمه "ان رئيس الوزراء اردوغان يشن حملة عقابية على جامعة الشرق الاوسط التقنية كما فعل مع مؤسسات اخرى شكلت بؤرة حركة احتجاجية ضده".