خطة إستراتيجية للأسد وراء "صفقة أعزاز"

خطة إستراتيجية للأسد وراء
الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠١٣ - ١٠:١٦ بتوقيت غرينتش

نقلت صحيفة “الجريدة” الكويتية عن مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت على علم بتفاصيل المفاوضات التي أدت إلى إطلاق المخطوفين اللبنانيين التسعة في أعزاز قولها إن “النظام السوري خاض الشق المتعلق به من المفاوضات وفقاً لإستراتيجية متكاملة على علاقة بالمعركة الكبرى التي يخوضها، وليس من خلال حسابات ضيقة على علاقة بالتفاصيل التقنية للصفقة”.

ولفتت تقارير تلقتها جهات رسمية لبنانية، وفق الصحيفة، إلى أن “النظام السوري الذي تعمد عدم الإستجابة لمطالب الخاطفين في المرحلة الأولى إتفق مع “حزب الله” على التشدد في تلبية المطالب لاسيما تلك المتعلقة بإطلاق المعتقلات السوريات في سجون النظام، وموقف الأمين العام لـ “حزب الله” من المعارك الدائرة في سوريا، لكي لا تأتي عملية إطلاق المخطوفين اللبنانيين بمثابة إنتصار لرئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري ومن خلاله المملكة العربية السعودية بما يسمح للحريري وتيار “المستقبل” بإستثماره على نحو يترجم مكاسب سياسية في المعادلة الداخلية في لبنان، وللمملكة باستثماره على المستوى الإقليمي بما يعزز حضورها وتأثيرها ونفوذها على المستوى العربي”.
وأوردت الصحيفة معلومات مفادها أن “حظوظ الأدوار التركية والقطرية والفلسطينية في الوساطة الهادفة إلى إطلاق مخطوفي أعزاز لم تكن أوفر من حظوظ المملكة العربية السعودية والنائب سعد الحريري على إعتبار أن الرئيس السوري بشار الأسد كان يضع المذكورين جميعهم في سلة واحدة بالنسبة الى موقفهم العدائي لنظامه، غير أن التباينات في وجهات النظر بين السعودية من جهة وكل من قطر وتركيا من جهة ثانية بالنسبة إلى دور الإخوان المسلمين في مصر ومستقبل سوريا دفعت بالأسد إلى إعتماد تكتيك جديد يهدف الى توسيع “الشروخات” القائمة بين المعسكر الإقليمي المعادي لنظامه، فرأى أن تسهيل عملية إطلاق المخطوفين اللبنانيين في أعزاز من خلال القبول بإطلاق عشرات من المعتقلات السوريات في سجون النظام يمكن أن تحقق له أكثر من مكسب” على المستويات اللبنانية والعربية والدولية:
- على الصعيد اللبناني، تعطي دفعاً لجهاز الأمن العام اللبناني الذي شهد دوره الأمني تطوراً كبيراً وواسعاً في ظل تولي اللواء عباس ابراهيم مديريته العامة، والذي نجح في إقامة نوع من التوازن الأمني الجديد مع شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، علما أن ابراهيم يحظى بثقة “حزب الله” وحلفائه اللبنانيين كما بثقة القيادة السورية.
- على الصعيد الإقليمي، تعطي عملية إطلاق المخطوفين بوساطة قطرية – تركية دفعاً لكل من الدوحة وإسطنبول في مواجهتهما مع المملكة مما يزيد من الشرخ داخل المعارضة السورية من خلال لعبة الإستقطاب التي تتولاها الدول الثلاث في الداخل السوري وتساعد النظام على المواجهة وتزيد من حالة التخبط داخل المعارضة لاسيما غداة التفاهم الاميركي – الروسي في سوريا وعشية التحضيرات لإنعقاد مؤتمر “جنيف 2″.
- على الصعيد الدولي، نجحت الحكومة السورية بالتعاون مع “حزب الله” في إستدراج وساطة المانية غير معلنة تولت إدارة ملف المفاوضات في العمق انطلاقاً من ثقة “حزب الله “القديمة بالوساطة الألمانية على خلفية نجاحها في ملف الاسرى اللبنانيين والإسرائيليين. وشكّل دخول ألمانيا على الخط إختراقا سورياً – ايرانياً للموقف الأوروبي من الأزمة السورية يضاف إلى التفاهم الروسي – الأميركي الذي سمح للنظام السوري بتخفيف الضغط العسكري الميداني والسياسي عليه.
ورأت جهات سياسية وحزبية لبنانية في هذه المعلومات “ترجمة عملية لإستراتيجية سورية قديمة ورثها الرئيس السوري الحالي بشار الأسد عن والده في الرهان على لعبة الوقت لإحداث إختراقات في موقف الخصوم تسمح للنظام بتخطي مشاكله وصعوباته والخروج من الأزمات التي يواجهها”.