التكفيريون يجندون الانتحاريين بعرض صور مبتسمة لقتلاهم

التكفيريون يجندون الانتحاريين بعرض صور مبتسمة لقتلاهم
الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠١:٢٥ بتوقيت غرينتش

تزف الجماعات التكفيرية بشرى "استشهاد" عناصرها على الانترنت مع صور تضم وجوها مبتسمة لأصحابها القتلى. تلك الصور باتت من طقوس الخدمة بين التكفيريين في سوريا ، وأداة تجنيد شديدة الفاعلية.

فمن السمات اللافتة للنزاع السوري انتشار المواد المكرسة لمقاتلين أفراد، أحياء أو موتى، على مواقع التواصل الاجتماعي. ويتضمن العديد من هذه المواد صورا وتلميحات لها تأثيرها بين المسلمين، حيث يجري التلاعب بوضع جثة القتيل في بعض الصور على نحو يبدو معه مبتسما أو في بعض الحالات كأنه يؤشر الى السماء.

ابو احمد الصيعري واحد من مئات المقاتلين التكفيريين في سوريا الذين تزف الجماعات التكفيرية " بشرى استشهادهم" على الانترنت مع صور دموية بينها احيانا وجوه مبتسمة لأصحابها القتلى.
وإذا كانت هذه الصور تبدو جارحة للحساسية الغربية فانها اصبحت من طقوس الخدمة بين التكفيريين في سوريا وأداة تجنيد شديدة الفاعلية.
وقال المدير التنفيذي لمعهد الشرق الأوسط للأبحاث الاعلامية ستيفن ستالنسكي ان "هؤلاء القتلى أبطال بنظر بعض الشباب الذين ينظرون الى الصور ويقول واحدهم (أنا يمكن أن أكون هذا الشهيد).
ويشكل الاحتفاء بالتكفيريين الذين يسقطون في سوريا مظهرا واحدا من مظاهر استخدام الجماعات السلفية التكفيرية مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع منذ بداية النزاع السوري عام 2011.
ورغم ان السلفيين التكفيريين يستخدمون الانترنت منذ فترة طويلة لإيصال الرسائل أو نشر افلام تصور عمليات عسكرية فان جماعات تكفيرية وفصائل أخرى في المعارضة السورية المسلحة أخذت تتسابق على مواقع مثل تويتر وانستاغرام وفليكر لاستحداث أساليب جديدة في التجنيد والتدريب وجمع المال والنقاش وتنسيق الاستراتيجية، كما لاحظ باحثون.
وترى جماعات مسلحة ورعاتها، ان تويتر ليس اداة للتواصل فقط بل ماكنة للصرف الآلي على الانترنت تُستخدم في جمع التبرعات أو حتى إجراء مزادات الكترونية على سيارات ومصوغات قدمها متبرعون.

وتستخدم جماعات أخرى خدمة سكايب لاجراء مقابلات مع مرشحين للانخراط في صفوفها أو تبادل الآراء بشأن التكتيكات العسكرية.
وهناك جماعات تستخدم يوتيوب أو فيسبوك لترويج نشاطاتها  في ساحات القتال أو توثيق فظائع تتهم خصوما لها بارتكابها.
وبسبب الشعبية المتزايدة لهذه المواقع بين الجماعات التكفيرية في سوريا بما فيها جماعات ترتبط ارتباطا صريحا بتنظيم القاعدة، ارتفعت اصوات تطالب الشركات الاميركية التي تملك هذه المواقع بتشديد الضوابط على ما ينشر فيها.
وقال محللون ان الشركات استجابت بحجب عدد من الحسابات ولكن الغالبية العظمى ما زالت تعمل لتفتح بذلك نافذة نادرة على تفكير الجماعات التكفيرية في سوريا وبلدان أخرى، وتخطيطها وتكتيكاتها.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن وليام ماكانتس الباحث المختص بدراسة استخدام الجماعات الاسلامية للانترنت في معهد بروكنز "ان المثير في عصر تويتر ان المادة الثقافية الجهادية الاعتيادية التي كانت في السابق تقتصر على منابر نقاش خاصة، تُبث الآن على نطاق أوسع حيث يستطيع الجميع متابعتها".
واضاف "ان الأسرة الجهادية المغلقة تخرج الى الضوء وتدعو الآخرين الى المشاركة".

وتستدرج صور القتلى الذين ترتسم على وجوههم ابتسامة عريضة تعليقات كلها إعجاب ، كما في حالة الشاب القتيل  الذي عُرضت صورته على تويتر في نيسان/ابريل الماضي.
والى جانب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أداة للتجنيد من خلال هذه الصور فانها تقوم ايضا بدور الأداة الدعائية الفاعلة وهي منصة لجمع التبرعات ومنبر  لنشر الأفكار.
وحتى الآونة الأخيرة كان قادة جماعات تكفيرية وارهابية مثل القاعدة عندما يريدون ان يوجهوا رسالة يسجلونها على شريط فيديو ينقله سعاة ثقة لنشره على مواقع اسلامية في عملية يمكن ان تواجه تأخيرات تمتد اياما بل وحتى اسابيع.
وعلى النقيض من ذلك فان قادة الجماعات المسلحة في سوريا يستطيعون اليوم الوصول فورا الى آلاف الأتباع ومخاطبتهم مباشرة.
واستخدمت مجموعات داعمة للمعارضة السورية المسلحة في الكويت مثلا موقع تويتر لتنظيم حملات تبرع واسعة بينها اقامة مزادات على الانترنت لبيع سيارات وعقارات ومجوهرات قدمها متبرعون.
وتصدرت جبهة النصرة يافطة الارهاب التي ألصقتها بها ادارة اوباما بحملة واسعة على الانترنت لتقديم صورة مغايرة عن نفسها أكثر اعتدلا، كما  لاحظت ريتا كاتز المديرة التنفيذية لشركة سايت انتليجنس التي تتابع المواقع التكفيرية .
وأظهرت افلام نُشرت اخيرا على يوتيوب مقاتلي جبهة النصرة يوزعون موادا غذائية وبطانيات على السوريين أو يزيلون النفايات من احياء تناثرت فيها الأنقاض.
وقالت كاتز لصحيفة واشنطن بوست ان هذا الاسلوب الجديد في الدعاية الاعلامية يختلف اختلافا كبيرا عن الصور السابقة التي كانت ترتبط بالمواقع التكفيرية . وان مثل هذه الجهود تعكس محاولة "لكسب عقول السكان المحليين وقلوبهم فضلا عن كسب المجتمع الدولي".
واشارت كاتز الى ان مساعي الشركات المالكة للمواقع التي تستخدمها الجماعات التكفيرية لمراقبة ما يُنشر عليها لم تُحدث تغييرا محسوسا في هذا النشاط.
الكاتب : عبدالاله مجيد