ويبدو أن الخنزير الذي لم يكن يشك بوجود التمساح على بعد أقل من خطوة منه، ظن في البداية أن الأمر يكمن في تحدٍ بينه وبين الكلاب المفترسة، فظل واقفا ينتظر أن تصاب الكلاب بالملل وتترك المكان.
لكن الكلاب كانت عنيدة وظلت واقفة تراقب الموقف، وربما لاحظ بعضها ظهور التمساح على مسرح الحدث الذي يجذب الاهتمام، ولسان حال كل من يتابعه يتساءل .. ماذا بعد ؟
لم يطل الانتظار إذ بدا وكأن صبر التمساح قد نفد، أو ربما تنبه إلى أن الحيوان المحاصر قام بخطوة ليخرج من البحيرة، فهاجم الخنزير الوحشي الذي لم يظهر منه شئ يوحي بوحشيته، وشده إلى الماء بعد أن أطبق عليه بفكيه.
انتهى الأمر خلال لحظات على مرأى ومسمع من الكلاب الجائعة التي وقفت مشدوهة من هول الصدمة، ليظهر من تحت الماء تمساح آخر اتجه نحو زميله ليشاركه الوليمة.