السيد نصر الله: "اسرائيل" اليوم سعيدة بالتناحر والتقاتل في العالم الاسلامي

السيد نصر الله:
الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٤٧ بتوقيت غرينتش

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان "اسرائيل" اليوم سعيدة لما يجري في العالم العربي والاسلامي من تقاتل وتناحر وتدفع في هذا الاتجاه، مضيفا أن "اسرائيل" تستشيط غضبا من احتمال التفاهم بين ايران و5+1.

 

وحضر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله شخصيا في المجلس العاشورائي، وقال خلال كلمته في مراسم احياء ذكرى عاشوراء بالضاحية الجنوبية لبيروت، "إن مشروع اسرائيل الدائم هو ان تكون من حولها منطقة مقسمة على اساس طائفي او مذهبي او عرقي وتبقى هي الدولة الاعظم".

 

وأشار السيد حسن نصر الله الى أن الكيان الاسرائيلي وظف كل طاقاته بعد احداث 11 ايلول لدفع اميركا لغزو المنطقة، وانها هي التي حرضت على غزو العراق واحتلاله، مبينا أن "اسرائيل تدفع الاوضاع في المنطقة الى الحرب وهي لا تبحث عن سلام او هدوء في المنطقة". 

وأوضح أن "اسرائيل قلقة أيضا من المستقبل لانه غامض والاوضاع في كل المنطقة قد تخرج عن السيطرة"، قائلا ان الكيان الاسرائيلي يريد حربا في المنطقة تبقيه سليما ومعافا وقويا، مضيفا أن "اسرائيل استخدمت كل نفوذها في الاشهر الاخيرة لدفع الولايات المتحدة على ضرب سوريا".

 اسرائيل" تستشيط غضبا من احتمال التفاهم بين ايران و5+1

وقال السيد حسن نصر الله إن "اسرائيل تستشيط غضبا من احتمال التفاهم بين ايران و5+1 وتعلن انها ستسخدم كل طاقاتها لمنع ذلك، مبينا أن "اميركا غير قادرة على خوض حرب جديدة وهزائم اميركا في العالم تمنعها من شن حرب جديدة لكن اسرائيل تريد دفعها للحرب

واكد أن مشروع الكيان الاسرائيلي في المنطقة هو الحرب والفتنة، وان بعض الدول العربية تقف الى جانبه في هذا المشروع، موضحا أن "اسرائيل وحلفاؤها يعرفون انهم يستطعيون بدء الحرب لكنهم يعجزون عن حصرها في مكان"، قائلا "على شعوب الدول العربية وخاصة الدول الخليجية أن تدرك أن البديل عن التفاهم بين ايران والدول الغربية هو الحرب". 

وقال السيد نصر الله إن "مشروع إسرائيل في المنطقة هو الحرب والحروب والدمار والخراب والتقسيم والتجزئة والفتنة والإقتتال الداخلي وجر الأعداء الخارجيين ليقوموا بحروبهم بالنيابة عنها" 

واضاف: "من المؤسف جدا أن بعض الدول العربية كانت وما زالت وهي اليوم تقف إلى جانب إسرائيل في هذه الخيارات القاتلة، وهي ـ كإسرائيل ـ ترفض الحل السياسي في سوريا، الذي يوقف سفك الدماء وتدمير البلد، وهي أيضا ـ بعض هذه الدول العربية التي لا نود اليوم ذكر الحرف الأول من اسمها ـ  أيضا تعارض بشدة أي تفاهم بين إيران ودول العالم". 

وقال السيد نصر الله: "من المؤسف أيضا أن يصبح ناتنياهو يتحدث وأن يصبح ناطقا رسميا بإسم بعض الدول العربية ويعبر عن قلقها وعن هواجسها، ومن المؤسف جدا أن نسمع السيدة ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة وهي الآن وزيرة في حكومة ناتنياهو تقول إن الحكومة الإسرائيلية تلقت رسائل من بعض الحكومات العربية تطالب إسرائيل بعدم التراجع في موقفها من مفاوضات الملف النووي الإيراني، أليس هذا الأمر معيبا؟ ولكنه ليس جديدا".

واضاف: لقد سمعنا هذا الكلام نفسه في حرب تموز 2006 عندما قال الإسرائيليون في وسط الحرب عندما تعبوا وبدأت هزائمهم تظهر وتلوح في الأفق، هي ليفني ذاتها قالت، وأولمرت قال إن بعض الدول العربية تتصل بنا وتقول لا توقفوا الحرب في لبنان، لماذا؟ لأنه للأسف الشديد انتصار المقاومة في لبنان يحرج هولاء الزعماء المستسلمين. هذه هي الحقيقة، نفس هذا المنطق سمعناه أيضاً في حرب غزة".

وتابع: في نهاية المطاف أمريكا لا تعمل لا عند إسرائيل ولا عند حلفائها في المنطقة ولا عند أدواتها في المنطقة. أمريكا تعمل عند من؟ عند أمريكا. إسرائيل تعمل عند أمريكا. هذا المفهوم يحتاج إلى عمل مضن لتصحيحه. إسرائيل تعمل عند أمريكا. نعم لديها مسافة وهامش، لكن السيد وصاحب القرار هو الأمريكي.

وقال: رأينا ما حدث في الأسابيع الماضية، عندما كانت إسرائيل وبعض الدول العربية تعمل في الليل وفي النهار من أجل حصول عدوان امريكي على سوريا. ما الذي جعل الامريكي لا يعتدي؟ مصالحهم، حساباتهم، مخاوفهم، هواجسهم، وبالتالي أمريكا ستعمل لمصلحتها". 

التجسس الاسرائيلي والاميركي على لبنان

وأوضح السيد نصر الله إن التجسس الاسرائيلي على لبنان تطور كما ونوعا في الفترة الاخيرة، مبينا أن كل "اتصالات اللبنانيين أصبحت في دائرة السمع والاحاطة المعلوماتية الاسرائيلية وعلينا مواجهة هذا الاستحقاق"، داعيا الى أن يتضامن الجميع "رغم كل الخلافات في مواجهة الاستحقاقات"، مؤكدا "نحن منفتحون لمناقشة اي صيغة لمواجهة كل الاستحقاقات".

 وقال إن "السفارة الاميركية في لبنان وكر تجسس على كل اللبنانيين"، مؤكدا أن المقاومة "تستطيع ان تفعل أشياء كثيرة في مواجهة التجسس الاسرائيلي". 

وأوضح السيد نصر الله أن "الاتصالات السلكية التابعة للمقاومة تمنع التنصت وهي ضمانة للمقاومة وجهوزيتها في مواجهة اسرائيل ولن نسمح بالمساس بها". 

تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة

واشار السيد حسن نصر الله الى تصريحات وزير الخارجية الاميركي في السعودية، وقال "كيري قال ما معناه، إننا اتفقنا، مع المسؤولين السعوديين أن لا يسمح لحزب الله بتحديد معالم المستقبل في لبنان"، طبعاً يوجد البعض في لبنان ممن فرحوا، قالوا "الاميركيون قادمون والقصة كبيرة" وبعضهم إذا تكلم عنهم الأميركيون لا ينامون الليل، ظنوا يومها أن حزب الله لم ينم الليل، وأن يقول جون كيري ذلك أو أوباما أو أي أحد في العالم، بالنسبة لنا لا يقدّم ولا يؤخّر شيئاً على الإطلاق، كلام سمعناه وعبّرنا عنه. 

وأضاف: منذ 1982 أميركا وإسرائيل وبعض الدول العربية أرادت أن ترسم معالم المستقبل للبنان والمنطقة، وأسقط المقاومون خرائطهم، وحزب الله جزء من هؤلاء المقاومين، وارتسمت الخريطة التي أرادتها المقاومة في لبنان والمنطقة.

وتابع السيد نصر الله: لا يستطيع أحد أن يُلغي هذا الفريق، وكذلك نحن لا نريد إلغاء الفريق الآخر، بكل إنتماءاته السياسية والمذهبية والطائفية، هذه هي معادلة لبنان. الواقعية تقتضي أن نعترف بهذا الأمر، وبالتعاون وبالتواصل وبالشراكة، "أوقات يُعصّبون علينا، ونعصّب عليهم"، و"يطلع" الصوت هنا و"يطلع" الصوت هناك، هذه كلها تحصل، نتيجة جو الخصومة الموجودة في البلد. 

واشار الى أن "في نهاية المطاف الواقع يقول هناك فريقان موجودان في لبنان، لا خيار أمامهما وأمام اللبنانيين سوى البحث عن المشتركات والتعاون لرسم معالم مستقبل لبنان، ليس الأميركان وليس جون كيري، لا أحد في الخارج هو الذي يرسم معالم مستقبل لبنان، أنتم اللبنانيون يجب أن ترسموا معالم المستقبل".

وأكد السيد نصر الله أن "الكل في لبنان يُجمع على أهمية تشكيل حكومة جديدة، الآن حكومة تصريف الأعمال تسد الفراغ ولكنها لا تحل المشكلة. المشاكل الأمنية تكبر والمشاكل الإجتماعية والمعيشية والإقتصادية والمالية، وانهيار مؤسسات الدولة التدريجي والبطيء وغياب الكادر، النقص الهائل في مؤسسات الدولة، كل هذا لا تستطيع أن تحلّه حكومة تصريف الأعمال، لا بد من حكومة جديدة. 

وقال: الصيغة الممكنة الآن وفيما بعد وبعد ستة أشهر وبعد سنة وبعد سنتين،الممكن والواقعية التي تحفظ حقوق الجميع وشراكة الجميع وتطمئن الجميع هو الذي تم التكلم عنه، 9-9-6 ،  فلماذا التأخير إلى الآن، ستة وسبعة أشهر؟ 

واشار السيد نصر الله الى وجود "قرار إقليمي من المملكة العربية السعودية لفريق 14 آذار" بعدم تشكيل الحكومة أو تشكيلها من دون حزب الله ومن دون قوى الثامن من آذار، مبينا انهم كانوا ينتظرون الاوضاع في سوريا واخروا تشكيل الحكومة لحين انتهاءها، قائلا إنه "عندما قوي احتمال العدوان  الأميركي  كان الجو في البلد سيذهب إلى تشكيل حكومة". 

وقال: كل المعطيات الميدانية تؤكد أن الأمور ذاهبة على خلاف ما تتوقعون وما تتمنون أنتم (أي الفريق الآخر)، ولذلك إذا كان أحدٌ ما في مكانٍ ما في لبنان أو المنطقة أو العالم ينتظر لتشكيل حكومة لبنانية حقيقية أن ينتصر في سوريا، أنا أقول له: لن تنتصر في سوريا.

حلفاء حزب الله وحلفاء الفريق الآخر

وأكد السيد حسن نصر الله أن "من يعرف إيران ومن يعرف حزب الله" يعرف أن ايران لن تطلب من حزب الله في يوم من الايام حتى وان فشلت المحادثات النووية بان يتخلى عن واجباته الوطنية، وهذه "أضغاث أحلام" لمن ينتظرها،

وقال: إذا ذهب مسار المفاوضات الى الحرب، فعلى الجميع أن يقلق ولكن على غيرنا أن يقلق أكثر منا، وإذا ذهبت الأمور إلى تفاهم ففريقنا سيكون أقوى وأفضل وضعاً وحالاً محلياً وإقليمياً، وبالتالي على ماذا تراهنون؟ وبالتالي أنتم ماذا تنتظرون؟

وتابع السيد نصر الله: كان وما زال لدينا حليفان أساسيان، إيران وسوريا، قولوا لي: هل في يوم من الأيام باعنا حليفنا؟ هل في يوم من الأيام سلّمنا حليفنا؟ الإيراني والسوري، هل في يوم من الأيام خذلنا حليفنا أو طعننا في الظهر؟ أو تآمر علينا؟ أبداً، إبدأوا من تموز 93 – نيسان 96 – 2000- تموز 2006 وإلى اليوم لا توجد سابقة ولم يحصل ذلك، في أصعب الظروف لم يحصل، لكن نحن واثقون من هذه العلاقة ومن هذا التحالف.

وأضاف: أما أنتم المساكين، هل أعد لكم كم مرة تخلى حلفاؤكم عنكم؟ لا أريد أن أقول أسيادكم، كم مرة تخلوا عنكم؟ كم مرة باعوكم في سوق النخاسة؟ كم مرة عقدوا تفاهمات وتركوكم على قارعة الطريق؟ كم مرة خيبوا آمالكم وظنونكم ؟ وليس ما حصل في الأسابيع الماضية في قضية العدوان الأميركي على سوريا ببعيد. إذاً أنتم تُعطلون وقت اللبنانيين، وتعطلون وقتكم سدىً.

وأكد السيد نصر الله أن تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية ليس في مصلحة اللبنانيين على اختلاف طوائفهم، "ليس في مصلحة المسلمين ولا المسيحيين ولا الدروز"، مبينا انه يصب فقط "في مصلحة الخارج الذي يفرض ارادته على هذا الفريق او ذاك"، داعيا "اللبنانيين أن يحزموا أمرهم، ويستفيدوا من الوقت، ولا ينتظروا المتغيرات الإقليمية والدولية، وليتحملوا المسؤولية كاملة".

وفي ختام حديثه توجه السيد حسن نصر الله بالشكر الى كل من "حضر وشارك وأحيا وأقام المجالس الحسينية في كل المناطق والبلدات والمدن والأماكن رغم ما كان يلوح، وما زال يلوح في الأفق من تهديدات ومن مخاطر، كما توجه بالشكر إلى "الجيش اللبناني، وإلى جميع القوى الأمنية الرسمية من دون استثناء على جهودهم.