تركيا .. عودة الروح

تركيا .. عودة الروح
الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٣:٠٩ بتوقيت غرينتش

انكفأت على نفسها وشعرت بالغربة بعد ان صفعها الاتحاد الاوروبي اكثر من مرة ومنعها من الانضمام اليه والأسباب كثيرة منها حقوق الانسان ومجازر الارمن, وجدت في “الربيع العربي ” ضالتها رمت بكل ثقلها لتقود التغيرات مدعومة بأموال الأمير حمد الذي اراد هو الاخر ان يلعب في الساحة العربية ليكوّنا معا ثنائيا اسلاميا متأخونا ذي طابع سني يشمل بلاد العرب وما وراء البحار وبالتالي السيطرة على كل المقدرات المنطقة لخدمة اغراضهم الشخصية.

سقط الامير حمد بضربة قوية من حزب الله “القصير” فما كان منه إلا ان جيّر الشعب القطري لإبنه تميم وكأنما الشعب سلعة تباع وتشترى, سقط مرسي وضاعت مصر, بقي اردوغان وحيدا في الميدان , ضاعت كل آماله ,اخذ يتصرف بشيء من العنجهية ,ناصب العسكر في مصر العداء وكأنه وصي على المصريين ,دبت الروح في جسده من جديد فالكيماوي حتما سيسقط الاسد وأعد للحرب عدتها لكن الدب الروسي اتى يحمل معه ثلوج القطب الشمالي, فأطفأ النار التي اوقدها اردوغان ومن معه,انهارت قواه, استشعر الخطر القادم فقد اصبح الارهاب الذي ساهم يوما في تغذيته على حدوده,اراد ان يبني جدارا عازلا,هكذا نصحه اصدقاءه بني صهيون, علّه يحمي ملكه من التشتت بفعل الاثنيات المختلفة التي تكوّن تركيا.

ايقن ان محور المقاومة لن يهادن ولن يرضى بالدنية فقوته العسكرية في تزايد ورجالاته تتقدم على جبهات القتال في سوريا وتضيّق الخناق على العصابات المسلحة المختلفة المذاهب والمشارب, دبّ الخلاف بينها وصار كل فصيل يسعى للسيطرة على اكبر رقعة من الارض تساعده في الوصول الى مؤتمر جنيف 2 للحفاظ على ماء الوجه ولينال بركة صانعه وليثبت له ان الاموال التي انفقت لم تذهب سدى وان لم تكن في مستوى الطموحات.

وفي ذكرى عاشوراء, تحدث اردوغان عن مقتل الحسين, عدّد مناقبه, اذرف دموع التماسيح لما المّ بآل البيت ,تخاله شيعيا اكمل تعليمه في احدى الحوزات العلمية الشهيرة بالنجف الأشرف او قم ,لكنه لم ينس الهزيمة التي مني بها في سوريا,فشبّه الاسد بيزيد ابن معاوية,محاولا دق اسفين بين الاسد وشيعة آل البيت,والعزف على وتر الطائفية فتلك مقاتل الشعوب وسبب دمارها.

ارسل وزير خارجيته اوغلو الى العراق لتلطيف الاجواء الحارة, فالعراق جزء من محور المقاومة وان لم يعلن ذلك صراحة ويشكل حلقة الوصل بين ايران وسورية, العراق يسعى بكل جهده الى منع ذهاب الارهابيين الى سوريا والحؤول دون سيطرتهم على اي جزء من التراب السوري لئلا تكون نقطة ارتكاز لهم وتقوى شوكتهم وبالتالي يشكلون خطرا على الدولة العراقية. زار اوغلو العتبات المقدسة الشيعية, النجف وكربلاء والتقى الفعاليات الشيعية بالبلد,محاولة لرأب الصدع في العلاقات بين البلدين,ومخافة من ان يكون هناك اقليم مستقل لأكراد سوريا الذي بدوره سيشجع اكراد سوريا على المطالبة بالحكم الذاتي كخطوة لإعلان دولة للأكراد ومن ثم تقسيم الدولة التركية.

تراقب عن كثب الاحداث بالمنطقة وما توصلت اليه ايران من تقدم في التصنيع الحربي والطاقة النووية وقدرتها على الصبر والتحمل في سبيل ان تكون دولة اقليمية تؤخذ في الحسبان ,وبالفعل فقد اعترف الغرب لإيران بدورها الاقليمي وتأثيرها في مجريات الاحداث رغم القرارات الجائرة بحق الشعب الايراني.

فهل تستطيع تركيا السنية ان تمد اليد لإيران الشيعية وتكونا ثنائيا اسلاميا يهابه الغرب في ظل السبات الذي يخيم على العالم العربي وحكامه التبّع للغرب ان لم نقل دمى يلهى بها وتداس بالقدم. ؟
*ميلاد عمر المزوغي - بانوراما الشرق الاوسط