لماذا تحترق ليبيا؟

لماذا تحترق ليبيا؟
الإثنين ١٨ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٣٥ بتوقيت غرينتش

إهتمت صحف طهران الصادرة صباح اليوم الإثنين 2013.11.18 بالعديد من الموضوعات الإقليمية والدولية، وفي هذا المجال انفردت صحيفة "حمايت" بافتتاحية لها حول الأوضاع الليبية.

لماذا تحترق ليبيا ؟
ذكرت الافتتاحية بأن الأرض الليبية شهدت على مر التاريخ الكثير من الأحداث، حيث كانت في فترة ترزخ تحت الاستعمار الإيطالي والبريطاني، وفي فترة أخرى خضعت لحكم معمر القذافي الذي كان يحاول يطرح نفسه بأنه يعادي الغرب سعياً منه لقيادة العالم العربي.
ويوضح كاتب الافتتاحية "قاسم غفوري" بأن ليبيا التي تمتلك موارد نفطية عظيمة وتتمتع بمساحة شاسعة فضلاً عن قلة سكانها حيث يبلغ عدد السكان فيها نحو 8 ملايين نسمة فقط، حاولت أن تستغل الأوضاع الإقليمية من أجل نيل أهدافها في القارة الافريقية والعالم العربي وحتى في سائر أنحاء العالم، وليحقق القذافي أحلامه الوردية في العالم!
وبدأ الشعب الليبي تحركه متأثراً بالحركات الشعبية في بقية الدول العربية من أجل وضع نهاية لـ44 عاماً من تسلط القذافي على رقاب الناس، وتحولت هذه الاحتجاجات إلى مواجهات مسلحة مع الحكومة، وأخيراً قتل القذافي في مبادرة غامضة، وبدأت ليبيا حقبة جديدة.
وعلى الرغم من أن مطالب الشعب الليبي كانت تتمثل في إقامة دولة حرة ومستقلة تقوم على مبادىء الشريعة الإسلامية، إلا أنها ابتليت في النهاية بتحديات كبيرة أوجدتها التيارات السلفية والدول الغربية وحتى بعض الدول العربية من أجل التدخل في شؤونها الداخلية، وبالطبع يجب عدم تجاهل المطالب القبلية والدور الصهيوني في هذه التطورات والأحداث.
إن وصول ليبيا إلى وضعها الراهن هي نتيجة طبيعية للصراعات الداخلية والائتلافات المتعددة التي حاولت كل منها السيطرة على أمور البلاد ولو على حساب المصالح الوطنية العليا للبلد.
وإن الأزمات الأمنية والمحاولات المحمومة من أجل تقسيم البلاد تعتبر من تبعات هذه التطورات، حيث نلاحظ اندلاع الحروب القبلية وتحركات السلفيين من أجل السيطرة على الحكم فضلاً عن تنافس الدول الغربية من أجل التسلط على خيرات هذا البلد.
وتختم الصحيفة مقالها بالقول: إن الاضطرابات الأخيرة في ليبيا يمكن أن تكون نتيجة للنقاط التي ذكرت أعلاه، وإن ضحية كل هذه الصراعات الداخلية والأجنبية هو الشعب الليبي الذي يدفع الثمن غالياً، في وقت يحاول فيه السلفيين وبقايا النظام السابق وبعض الدول العربية والغربية والصهاينة كسب المزيد من المصالح ولو على حساب تدمير البلد وإبادة الشعب الليبي.