العفو الدولية تحث قطر على إثبات احترامها لحقوق الإنسان

العفو الدولية تحث قطر على إثبات احترامها لحقوق الإنسان
الإثنين ١٨ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٧:١٥ بتوقيت غرينتش

نددت منظمة العفو الدولية في تقرير خاص بوجود "انتهاكات مقلقة" لحقوق عمال الإنشاءات الوافدين إلى قطر معتبرة أنه يتعين على الدولة الخليجية أن تنتهز فرصة استضافتها لكأس العالم لكرة القدم 2022 لإثبات احترامها لحقوق الإنسان.

من جهتها، أعلنت قطر أنها ستضيف تقرير المنظمة الحقوقية إلى ملف التحقيق الخاص الذي تجريه شركة محاماة دولية في موضوع العمالة الوافدة بطلب من الحكومة القطرية.
وفي تقريرها، حثت المنظمة الحقوقية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على العمل من اجل أن تقوم قطر الغنية بالغاز بتحسين ظروف حياة العمال الأجانب الذين يتحدرون بغالبيتهم من دول آسيا.
وقال الأمين العام للمنظمة سليل شتي إن "استنتاجاتنا خلصت إلى وجود مستويات مقلقة من الاستغلال في قطاع الإنشاءات في قطر".
وأتت هذه التصريحات بمناسبة إصدار منظمة العفو الدولية تقريرها الجديد تحت عنوان "الوجه المظلم للهجرة: قطاع الإنشاءات في قطر استعداداً لكأس العالم".
وبحسب شتي، فإنه يتعين على الفيفا "توجيه رسالة قوية مفادها بأنها لن تتساهل مع انتهاكات حقوق الإنسان في الورش المرتبطة بكأس العالم".
وكان رئيس الفيفا جوزيف بلاتر أشار في نهاية زيارة إلى قطر في 29 تشرين الثاني/نوفمبر أن قطر "تتفاعل" مع مشاكل العمال الوافدين وذكر أن محادثيه في قطر أكدوا له أن قوانين العمل ستعدل أو هي في طور التعديل.
وفي تصريحات للصحافيين أمس الأحد، قال شتي إن فريق المنظمة التقى مسؤولين قطريين "أبدوا انفتاحاً كبيراً واستعداداً للإقرار بوجود مشكلة، وهم مصممون بقوة على الوصول إلى حل".
وتتعرض قطر منذ مدة لانتقادات من قبل منظمات حقوقية بخصوص ظروف عمل وإقامة العمال الوافدين الذي سيشاركون في المشاريع الضخمة استعداداً لاستضافة مونديال 2022.
وقال شتي في التقرير "إن أضواء العالم تسلط على قطر بسبب استضافة مونديال 2022، وذلك يؤمن للحكومة القطرية فرصة فريدة لتثبت للعالم بأنها جادة في موضوع حقوق الإنسان".
ويشير تقرير منظمة العفو الدولية الذي صدر بعد تحقيقات طويلة وصعبة، إلى سلسلة من التجاوزات التي يتعرض لها العمال الوافدون في قطر، ومنها "عدم دفع الرواتب، وظروف العمل الصعبة والخطيرة، وظروف الإقامة الصادمة".
وأشارت المنظمة إلى أن "عشرات العمال" الأجانب عالقون في قطر بسبب نظام إذن الخروج المعتمد في هذا البلد والمعتمد أيضاً في السعودية.
وبحسب منظمة العفو، فإن بعض العمال اضطروا بسبب الابتزاز إلى التوقيع على وثيقة يؤكدون فيها إنهم حصلوا على حقوقهم المالية بحضور موظف حكومي، وذلك فقط ليتمكنوا من الحصول على جواز سفرهم المحتجز لدى كفيلهم.
وغالباً ما يضع نظام الكفالة المعتمد في دول الخليج الفارسي العربية، الموظف تحت رحمة الكفيل الذي يمكن أن يمنع الموظف من الانتقال إلى وظيفة أخرى، وفي حالة قطر، يمكن أن يمنعه من الخروج من البلاد.
وبحسب منظمة العفو الدولية، فإن عمالاً يتعرضون للاستغلال، يعملون لحساب مقاولين ينفذون مشاريع لصالح شركات عالمية مثل قطر للبترول وهيونداي الكورية الجنوبية و"أو إتش إل" الإسبانية للإنشاءات.
وأعربت المنظمة الحقوقية عن القلق إزاء "إمكانية تعرض العمال للاستغلال أثناء عملهم في مشاريع كبيرة في قطر، بما في ذلك المشاريع المتعلقة بكأس العالم 2022".
وخلص التقرير إلى القول بأن "آلاف العمال الأجانب الذين سيتم تشغيلهم لتغيير وجه قطر في السنوات المقبلة قد يتعرضون لانتهاكات إذا ما اتخذت تدابير مهمة وأساسية على الفور".
وكانت قطر أعلنت أنها كلفت مكتب محاماة دولي بالتحقيق في الاتهامات المتعلقة باستغلال العمال الوافدين.