من فجر السفارة الايرانية في بيروت ؟

من فجر السفارة الايرانية في بيروت ؟
الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٠٣ بتوقيت غرينتش

تعرضت السفارة الايرانية في بيروت صباح الثلاثاء لهجوم انتحاري مزدوج ، أوقع 23 شهيدا واكثر من 150 جريحا اكثرهم من المدنيين .

وهذا الهجوم الانتحاري يأتي بعد حوالي ثلاثة أشهر من الهجوم الانتحاري على منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية من بيروت والذي اوقع خسائر كبيرة بين المدنيين في هذه المنطقة .
فالتفجيران ممولهما واحد ، ولكن التفجير الثاني الذي اوقع خسائر كبيرة بين صفوف المدنين من اصحاب الشقق المجاورة للسفارة ، يظهر ان منفذاه مدعومان من جهة غير لبنانية  تقدم الاموال بسخاء للقتلة والمجرمين ليس فقط في لبنان بل في سوريا والعراق واليمن وافغانستان وباكستان وبلدان اخرى شرق اوسطية .
فالجهة التي تبنت العملية الانتحارية ، اعلنت عن نفسها بأنها كتائب عبد الله العزام وهي كما ذكرت وكالات الانباء تابعة لتنظيم القاعدة ، ولكن المدقق في البيان  يري بان هذا الاسم ما هو الا واجهة لجهة ودولة معروفة في المنطقة  بدعم الارهابيين في جميع انحاء العالم وهي التي اقدمت منذ ثمانينات القرن الماضي بانفاق مليارات الدولارات على تنظيم القاعدة وهي التي اسست هذا التنظيم ومولته عن طريق أسامة بن لادن السعودي وهي الان تتبرأ منه .
فكتائب عبد الله عزام هي واجهة فقط ولا حقيقة لها ، ومن المدهش جدا ان تجد صحيفة سعودية كصحيفة الحياة التي تصدر في لندن ما فتأت تهاجم ايران وحزب الله ، تقوم باضافة معلومات لقرائها والتعريف بالكتائب ولمن تنتمي ومن يرأسها حاليا ، وهي تريد بذلك ان تقنع القاريء بان الكتائب هي التي قامت بالتفجيرين وليست هناك جهة اخرى قامت بهذه العملية الجبانة.
الملفت في بيان كتائب عبد الله عزام ، ان من كتبه اراد اثارة النعرات الطائفية بين اللبنانيين ،  وكأن من قام بهذه العملية ينتمي الى الطائفة السنية ، والمستهدفين هم الطائفة الشيعية ، وهذا يدل بوضوح على ان الجهة  الداعمة والممولة لهذه العملية  تستخدم في ادبياتها  النعرات الطائفية لاثارة الاحقاد بين ابناء الامة الاسلامية.
لا يمكن الجزم الان بمن قام بهذه العملية الاجرامية ، الا بعد الاعلان عن نتائج التحريات التي تقوم بها السلطات اللبنانية ، ولكن من البديهي ان الذي يقوم بمثل هذه الاعمال الاجرامية لا يمكن أن يدعي بأنه مسلم ،  لانه قتل مجموعة كبيرة الابرياء رجالا ونساء واطفالا مقابل تلقيه حفنة من الدولارات ، وربما مع وعود من  مموليه وشيوخه الجهلاء بأنه سيدخل الجنة بعد تنفيذ العملية ، وسوف تستقبله حور العين هناك .
شاكر كسرائي