وزراء الحكومة الاسرائيلية يهاجمون نتنياهو بشدة

وزراء الحكومة الاسرائيلية يهاجمون نتنياهو بشدة
الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٣ - ١١:٠٦ بتوقيت غرينتش

قالت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيليّ، أمس الاثنين ، نقلاً عن مصادر سياسيّة عليمة في تل أبيب إنّ جلسة الحكومة الإسرائيليّة، التي عُقدت يوم أمس الأوّل، الأحد، قد شهدت توترًا كبيرًا بين وزراء الحكومة في أعقاب توصل الدول العظمى إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي في جنيف.

وقالت القناة إنّ عددًا من الوزراء وجّهوا انتقادات لاذعة وشديدة اللهجة ضدّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب سياسته الخارجيّة وإدارة الخلاف مع الإدارة الأمريكية حول الملف الإيرانيّ، معتبرين أنّ تلك السياسات قد ألحقت الضرر بـ"إسرائيل"، مشدّدين على أنّ الاتفاق مع إيران أخرج الكيان الاسرائيلي صفر اليدين.
ونقل مراسل القناة عن بعض الوزراء، الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لحساسية الموضوع، قولهم إنّ رئيس الوزراء ومن خلال إدارته للخلافات مع الولايات المتحدة الأمريكيّة في الأسابيع الأخيرة قد أضر وبشكل سلبيّ كبير بالعلاقات بين الجانبين، كما تسبب بوجود أضرار مع المسؤولين الأمريكيين من الصعب تصليحها. علاوة على ذلك، لفت الوزراء إلى أنّ نتنياهو لم يفلح في التوقيع على اتفاق لصالح "إسرائيل".
جدير بالذكر أنّ ديوان رئيس الوزراء كان قد أصدر بيانًا رسميًا اعتبر فيه أنّ الاتفاق في جنيف سيئ جدًا، كما اعتبر أنّ الاتفاق انتصار دبلوماسي لصالح إيران، خاصة فيما يتعلق بتخفيف العقوبات على إيران وأيضًا الحفاظ على أجزاء كبيرة جدًا في البرنامج النوويّ الإيرانيّ.
في السياق ذاته، ذكرت صحيفة ‘معاريف’ الاثنين، أنّه من المتوقع أن يصل وزير الخارجية الأمريكيّ جون كيري إلى الاراضي الفلسطينية المحتلة هذا الأسبوع عقب انتهاء عيد الشكر الأمريكيّ للقاء رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، الذي تلقى محادثة طمأنة أمس من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن الاتفاق مع إيران.
وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ نتنياهو المحبط يُفكّر اليوم كيف سيواصل مسيرته السياسية بعد هذا الاتفاق الذي وصفه بالسيئ، وحسب رأيه هو خطأ تاريخي.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ مقرّبين من رئيس الوزراء توقّعوا أنْ يُظهر عدم المبالاة أمام الوزير كيري، ولكنّ المصادر السياسيّة في تل أبيب أكّدت للصحيفة الاسرائيلية على أنّه بالمقابل هناك خشية في البيت الأبيض من قيام نتنياهو بإدارة ظهره لكيري فيما يتعلق بالمفاوضات، على حدّ تعبيرهم.
وقالت الصحيفة أيضًا إنّ مسؤولين مطلعين بعمقٍ كبيرٍ على محادثات جنيف، انتقدوا بشدةٍ بالغةٍ تصرفات نتنياهو في الأسابيع الأخيرة حيال موقفه من اتفاق مع إيران، وقالوا إنّ نتنياهو غير مستعد لسماع اتفاق مرحلي، بل يريد أنْ يكون الاتفاق شاملاً ودائمًا.
وحسب رأيهم، فإنّ صنّاع القرار في تل أبيب لم يقوموا بإجراء حوار حقيقي ومعمق مع الأمريكيين، ولم تتدخل "إسرائيل" بما فيه الكفاية في الإجراءات، وكان موقفها فقط معارضة لأي اتفاق مرحليّ، وأمام العالم كان نتنياهو يهاجم الاتفاق، ولكن عميقًا في داخله كان على علمٍ وعلى درايةٍ بأنّه ليس لديه الكثير من الخيارات، وفي نهاية المطاف فإنّ العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة هي المرتكز الأساس لـ"إسرائيل"، على حدّ قول المسؤولين نفسهم.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكيّ ضالع في المحادثات مع إيران منذ ولاية أوباما الأولى، قوله إنّه لا يوجد شخص في الإدارة الأمريكيّة يعتقد أنّ سعي إيران للسلاح النووي هو تهديد لإسرائيل، بل هو رغبة لدى إيران لنيل المكانة والاحترام الدوليين وتوسيع تأثيرها في محيطها الإقليميّ.
علاوة على ذلك، ذكرت ‘معاريف’ أنّ الكثير من الدبلوماسيين في "إسرائيل" يأملون أن يقرر نتنياهو التصرف بعقلانية وتوازن، وأنْ ينظر إلى الإمام، كما يأملون أنْ تبذل "إسرائيل" جهودا استخبارية خاصة لكشف أيّ خرق إيراني للاتفاق، لكي تتأكّد من أنّ العقوبات لا يتم انتهاكها والضغط من أجل أن يلتزم الإيرانيين بتعهداتهم.

إلى ذلك قال مسؤولون إسرائيليون إنّه حان الوقت ليتوقف نتنياهو عن تصريحاته، ويُدرك أنّه يجب عليه أنْ يكون مشاركًا من الآن فصاعدًا وعلى أعلى المستويات في تفاصيل الاتصالات مع إيران، وفتح خطوط اتصال وتفاهمات حقيقية مع الأمريكيين بخصوص الملف النووي الإيرانيّ.

على صلة بما سلف، قالت صحيفة ‘هآرتس′ الاثنين، أنّ المكالمة الهاتفيّة التي أجريت مساء أمس الأوّل، الأحد، بين رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو وبين الرئيس الأمريكيّ باراك أوباما، اتسّمت بالعصبيّة الشديدة بين الرجلين وبالتوتر الشديد بينهما.
ولفت مراسل الشؤون السياسيّة في الصحيفة، باراك رافيد، إلى أنّ المكالمة تركّزت حول الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه بين الدول العظمى الست وبين إيران.
وأضافت أنّ أوباما قد أبلغ نتنياهو بأنّه يرغب بأن تبدأ أمريكا و"إسرائيل" فورًا بإجراء مشاورات بشأن المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق الدائم حول البرنامج النووي الإيراني. وبحسب البيت الأبيض فإنّ أوباما ونتنياهو أكّدا على الأهداف المشتركة للولايات المتحدة و"إسرائيل" لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية.
وبحسب الصحيفة، التي اعتمدت على مصادر رفيعة في تل أبيب، فقد قال أوباما لنتنياهو إنّ الدول العظمى الست سوف تستغل الأشهر القريبة من أجل محاولة التوصل إلى اتفاق شامل ومستقر يضع حدًا لمخاوف المجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وعلاوة على ذلك، شدّدّ أوباما على أنّ الولايات المتحدة ستظل ملتزمة بتعهداتها تجاه "إسرائيل". ونقل عنه قوله إنّ لـ"إسرائيل" سببا جيدًا لتكون متشككة بشأن نوايا إيران.

وكشفت الصحيفة النقاب عن أنّه من المتوقع أن يصل إلى "إسرائيل" خلال الأسبوع الجاري مسؤولون من أمريكا، بريطانيا وفرنسا، وذلك لمناقشة الاتفاق مع إيران مع نظرائهم الإسرائيليين.
وقالت الصحيفة إنّ وزير الاستخبارات، يوفال شطاينتس، الذي كان مسؤولاً من الطرف الإسرائيليّ عن التواصل مع الدول العظمى قال الاثنين إنّه تمّ تعديل بعض البنود في الاتفاق تماشيًا مع طلبات "إسرائيل"، ولكنّه عاد وأكّد أنّ التغييرات المذكورة بعيدة جدًا عن تلبية المطالب الإسرائيليّة، لافتًا إلى أنّ الاتفاق كان وما زال اتفاقا سيئا جدًا، والذي سيجعل من مهمة إيجاد الحل المناسب في المستقبل القريب، مهمة صعبة، إنْ لم تكُن مستحيلة، على حدّ وصفه.