المسيحيون في سورية يتعرضون للعنف والقتل والاضطهاد

المسيحيون في سورية يتعرضون للعنف والقتل والاضطهاد
الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٤:١٨ بتوقيت غرينتش

طالما تحدثنا عن الدول الغربية التي دعمت هذه المجموعات المسلحة التكفيرية في سورية منذ أكثر من سنتين ونصف السنة فإن الصورة التي كانت ترسمها هذه الدول عن هذه المجموعات انقلبت اليوم بعد المجازر التي ارتكبتها بحق المدنيين السوريين ولا سيما المسيحيين منهم وما زالت .

وسائل الإعلام الأجنبية والغربية تحديدا والمنظمات الحقوقية في الغرب لحظت ارتفاع درجات العنف بحق المسيحيين السوريين وهذا بعض مما بثته مؤخرا حول ذلك .

تقرير... المسيحيون في سورية يتعرضون للإضطهاد والعنف على أيدي الجماعات المسلّحة بحسب منظمة "أوبن دورز" الأميركية التي توصلت إلى استنتاج مفاده بأن سورية أصبحت إحدى أكثر الدول خطورة بالنسبة للمسيحيين.

وتوقع السيناتور الأميركي في مجلس الشيوخ راند بول اضطهاد المسيحيين في سورية على يد المتطرفين إذا أطيح بنظام الرئيس بشار الأسد.

وأوردت المنظمة الأميركية في تقريرها أن المعلومات والبيانات التي وصلتها تفيد عن إختطاف المئات من المسيحيين وتعرضهم للعنف الجسدي والتهجير أو القتل وهدم وتضرّر عشرات الكنائس في أنحاء سورية.

حرب تتخوف منها الأقلية المسيحية ي سورية تكتب صحيفة لكخوا الفرنسية التي حاورت الراهب الكاثوليكي الإيطالي باولو دال أوغليو المقيم في سورية منذ ثلاثين سنة والذي يقول إن الدميقراطية تثير مخاوف المسيحيية من تصاعد حدة التطرف الإسلامي في المنطقة خوفاً من الاختطاف والقتل وابتزاز ينزح المسيحيون من سورية إلى البلدان المجاورة وإلى أوروبا وفي قلوبهم حرقة على بلدهم وعلى السياسات الغربية المتبعة حيالهم.

وبنظر المسيحيين في سورية فإنهم ليسوا ذوي أهمية بالنسبة إلى الغرب وفي فيلم وثائقي عرضته القناة الأولى في الشبكة الألمانية تحدثوا بأسى بالغ عما أصابهم، وأن الجماعات المسلحة المدعومة من أوروبا هي التي تقوم باضطهادهم وليس الحكومة السورية.

هم لم يهربوا من نظام الأسد القاتل، وإنما من المليشيات المتشددة التي تريد إقامة دلة دينية في سوريا، وهم يباهون بعرض فيديوهات في الإنترنت لقرى مسيحية تمت مهاجمتها، الضغط يتزايد باستمرار. في أيلول هاجم إرهابيون إسلاميون قرية معلولا المصنفة ضمن التراث الثقافي العالمي، زادت حالات اختاف المسيحيين والبعض منهم نجا بصعوبة.

الوجود المسيحي في سورية مستهدف من قبل العصابات المجرمة. هذه حقيقة.. وكل ما يقال عدا ذلك فهو غير صحيح، للأسف نحن مجرد أرقام بالنسبة إلى الغرب المسيحيون الشرقيون ليسوا مهمين بالنسبة للغرب، يجب أن يسمع الغرب هذا الكلام.

قد لا تحتاج هذه الصور لكثير من الوصف فهذا الرجل تعرض للتعذيب على ايدي عناصر القاعدة بعد كتابته شعارات مناهضة للتنظيم على الجدران.

كل خمس دقائق او ربع ساعة يدخل أحد ويكب الماء ويكهرب ويأتي ويركلني ويمشي، هكذا حتى الساعة السادسة صباحاً.

وتم جره في شوارع مدينة الرقة إلى هذه الكنيسة التي أحرقها واستولى عليها عناصر التنظيم، مسيحيوا الريف الشمالي للعاصمة دمشق جزء لا يتجزأ من المنظومة الاجتماعية السورية، وهم يتعرضون في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد وفق كثيرين منهم لمعانات شبيعة لما تعرض له مسيحيوا سورية في الأماكن التي دخلتها المجموعات المسلحة.

مأساة كبيرة رافقة هذه العوائل فهم يتحدثون عن منعهم من الصلاة في الكنائس والاعتداء عليها إضافة إلى اشتراط دفع الجزية في بعض مناطق القلمون، أمور دفعة عوائل كثيرة للنزوح، كل ذلك دعا نحو خمسين ألف مواطن مسيحي سوري إلى طلب الجنسية الروسية.

س: من خلال ما شاهدنا من هذا التقرير أستاذ أسد هل ترى أن صحوة ضمير بدأت تشهدها الدول الغربية وإعلامها للإلتفات ربما إلى حقيقة ما يجري في سورية ولا سيما للأقليات ومنها بالطبع المسيحية؟

ج: سورية في ظل هذا النظام الذي يقولون أنهع نظام علماني وحزب بعث شهدت مقامات المسلمين على الأقل عصراً ذهبي من مقام السيدة زينب سلام الله عليها إلى مقام الصحابي حجر بن عدي إلى كل المقامات، كذلك المسيحيين في الشرق شهدنا المسيحيين في الشرق وفي سورية بالذات في عصرهم الذهبي وقدموا للقضية الفلسطينية ربما ما عجز مسلمون آخرون أن يقدموه، وأضرب مثل هنا على البطل جول جمال الذي قام بعملية فدائية رهيبة أثناء عدوان 56 على مصر، حيث دمر بنفسه، فجر بنفسه المدمرة الفرنسية سان كاترين كما هو معروف وقضى على كل البحارة الذي في هذه المدمرة الفرنسية، إذاً المسيحيون جزء لا يتجزأ تماماً كالمسلمين من هذا الشرق ومن هذه البلاد، الغرب طبعاً لا يهمه هذا، ممكن أن يلتفت إليهم الغرب كما هو البعض أحياناً بعض المسيحيين في لبنان ولا أقول الجميع إذا أرادوا أن يرتبط لبنان وترتبط سورية وترتبط المنطقة مباشرة بالغرب وأن نتخلى عن هويتنا وأن نخرج من جلودنا كما يقول المثل الشائع.

رغم تصنيفه منظمة إرهابية في أوروبا يتبع حزب الله في لبنان سياسة الدفاع عن التعايش بين الأديان ولا سيما في سورية وهو ما يقلب الصورة التي يرسمها الغرب عن الحزب . وقد جاءت الشهادات عن ذلك في وسائل الإعلام الغربية لتبرز بوضوح مدى التشويه المتعمد لصورة حزب الله .

تقرير ... التكفيريون المتشددون لا دين لهم ولا طائفة ولا حكم أخلاقي يردعهم، يقتلون وبطشون باسم الدين، فمن العراق ومصر وصولاً غلى سورية لم يسلم المسيحيون من شر هؤلاء الجرمين فهم الخطر الأكبر على الأمة بتنوع طوائفها.

450 ألف سوري مسيحي هاجروا أو هجّروا غلى خارج سورية منذ بدء الأزمة قبل عامين ونصف، النموذج الأسوأ للمنوذج المسيهي للتهجير كان في مدينة حلب الذي كان عدد المسيحيين فيها يقارب 150 ألف قبل الأزمة، ولم يتبقى منهم سوى 70 إلى 80 ألف.

لم نتعود أبداً على أن نكفر بعضنا البعض أو نلغي بعضنا البعض، لم نتعود أبداً على أن نقسي أن يقسي أحدنا الآخر، هناك عيش واحد كما قلت وعيش مشترك لم يضرب أحد الثاني بل على العكس سر قوة هذه البلاد دائماً هو في الوحدة الوطنية، في هذا العيش الواحد الذي كان دائماً يجتمع فيه المسلم والمسيحي واليهودي وكل الأديان التي كانت تعيش في هذه البلاد ضد من يأتي من الخارج.

نسافر إلى بيروت، فخلال بحثنا علمنا ان المسيحيين السوريين يعتمدون على مساعدة حزب الله، هل هذا صحيح؟ صور ما يسمى بالشهداء تملأ الشوارع هنا، نسأل لدى حزب الله ونحصل على موعد للحديث بدون كاميرا، المتحدث باسم حزب الله يؤكد لنا أن الحزب يقاتل من أجل المسيحيين أيضاً، للتذكير فإن الذراع العسكري لحزب الله يعتبر جهة إرهابية في أوروبا، في الحرب الأهلية السورية يقاتل حزب الله إلى جانب الأسد، وهم أنقذوا حياة مسيحيين، كما أخبرنا بالسر رجال من الكنيسة، هل صحيح أن حزب الله يقاتل من أجل المسيحيين أيضاً؟

مئة بالمئة نحن نؤكد ما قاله لكم حزب الله.. إنهم أصدقاء طيبون للمسيحيين.

ومن يفتعل مشكلة سنية شيعية أو مشكلة الإيمان والتكفير أو مشكلة المسلمين والمسيحيين يخدم إسرائيل، علم أو لا يعلم، من يحرص على المسلمين وبلدانهم واستقلالهم لا يصدر الفتاوى التي فيها القتل لكل من خالفه ولا يمثل بالأحياء والأموات تمثيلاً بشعاً لا يرتضيه الإسلام لا من قريب ولا من بعيد. من يحرص على المسلمين لا يضع أهدافاً تؤدي إلى الدمار والتقاتل.

أرحب بك مجدداً أستاذ أسد ماجد في مقابل الفكر التكفيري الذي تمثله المجموعات المسلحة في سورية هناك في المقلب الآخر الفكر الذي يدعوا للتعايش بين الطوائف والذي يمثله حزب الله، إذاً لماذا يحارب برأيك الفكر التعايشي ويدعم التفكيري من جانب الغرب؟

ج: الرد على هذا السؤال أجمل تعليق حول هذه النقطة بالذات سمعتها منذ يومين من وزير الخارجية الإيراين السابق د. صالحي قال الجعجعة والصراخ في سورية والمستهدف هو حزب الله في لبنان، تعبير جميل جداً او كلعبة البلياردو التي نعرفها جميعاً ضرب 10 طابات أو 8 طابات بعضها ببعض لإسقاط طابة واحدة، فالطابة المطلوب إسقاطها هي طابة المقاومة وطابة حزب الله، تدخل حزب الله كما يقولون تدخل بين قوسين حزب الله في سورية هذا لا يحتاج إلى مشورة ولا إلى تنسيق أبداً طالما هناك المصلحة الوطنية والعربية والإسلامية ومصلحة المقاومة ومصلحة التعايش في هذه المنطقة لا داعي إلى الالتفات إلى هذه الأصوات، ولدينا شواهد مهمة في تاريخنا المعاصر وفي تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، عبد الناصر في بداية الستينيات أرسل 50 ألف جندي إلى اليمن للحفاظ على منطقة استراتيجية مهمة تسمى مدائق تيران هذه المدائق استراتيجية أكثر مما يتصورها العقل كانت ولا زالت حتى اليم، كان هناك سعي من شاه إيران ومن السعودية وطبعاً من خلفها العدو الصهيوني والأميركي للسيطرة على هذه المدائق إذا تمت السيطرة عليها خنقت مصر وخنقت السودان وخنقت دول الشمال الأفريقي، فعبد الناصر لم يستشر أحداً وقتها، وضع المصلحة الوطنية والمصلحة القومية وحتى المصلحة الإسلامية فوق أي احتبار، لدينا عام 1976 عندما اشتعلت الحرب الأهلية في لبنان وبدأ القتال يستعر بين المسلمين والمسيحيين بكل أسف، الرئيس السوري السابق الراحل حافظ الأسد لم يستشر أحداً ولم يطلب الإذن من أحد دخل بجيشه إلى لبنان لوأد الفتنة ويومها قالها حافظ الأسد رحمه الله بالفم الملآن دخلنا إلى لبنان لأجل سورية، وليس لأجل سورية سورية الخريطة، سورية الإقليمية أبداً، سورية التعايش، سورية المقاومة، سورية الوطن، سورية العروبة، وبحفظ سورية يحفظ لبنان من هنا انطلق عام 1976 والدليل أن ما يجري في سورية اليوم من هذه الأحداث انعكس على لبنان.

إذاً ما يقوم به حزب الله هو لمصلحة الأمة جميعاً وإن كان المقصود لبنان بالذات لأن لبنان ساحة خطرة كما نعرف، ساحة مركبة ومعقدة، ودخول حزب الله إلى هذه الساحة ستأتي الأيام كما قال سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله وستثبت الأيام أن ما فعله حزب الله حفظ الكنائس وحفظ المساجد وحفظ الأديان والطوائف، وحفظ كينونة لبنان، إذاً هذه الارتدادات يمكن المواطن لا يلمسها بين ليلة وضحاها دعي الزمن ودعي الوقت، أنا لا أقول الزمن هنا لا الزمن المنظور وستثبت الأيام ما فعله حزب الله كم كان حضارياً وإنسانياً.