وجاء في تقرير الوكالة " يعتبر جيش المهاجرين والأنصار، من أقوى الفصائل المتشددة المسلحة في سوريا، وقد تشكل بداية عام ٢٠١٢ بالتزامن مع تشكيل جبهة النصرة، وكان اسمه حينها "كتيبة المهاجرين" لأنه كان يضم فقط مسلحين من جنسيات غير سورية معظمهم شيشانيون".
وتابع "ثم انضم إليه "جيش محمد" بقيادة أبو عبيدة المصري وكتائب أخرى من بينها كتيبة أسود السنة من "مجلس شورى المجاهدين" التي يقودها والي حلب الحالي في داعش أبو أثير الأنصاري، فجرى تغيير اسم كتيبة المهاجرين إلى "جيش المهاجرين والأنصار".
و لم يسلط الإعلام الضوء على "جيش المهاجرين والأنصار" إلا في الأشهر الستة الأخيرة، حتى أن اسم قائده "عمر الشيشاني" بقي خارج التداول طوال عام ٢٠١٢، وكان معظم السوريين لا يملكون أي معلومات عن تواجد هذا الجيش على أراضيهم، ولم يسمعوا باسم قائده الشيشاني.
وأعادت الوكالة سبب هذه السرية إلى كون "أغلب وسائل الإعلام المناهضة للحكومة السورية كانت تستخدم تسمية "الجيش الحر" وتطلقها على كافة الفصائل المسلحة التي تقاتل فوق الأراضي السورية، رغم أن توجهات وأهداف هذه الفصائل كانت متباينة ولا تمت إلى بعضها بأي صلة".
و برز اسم "جيش المهاجرين والأنصار" واشتهر اسم قائده مع سيطرة الجماعات الإسلامية المتشددة على مطار منّغ العسكري بريف حلب، حيث كان "عمر الشيشاني" هو قائد عملية الهجوم على المطار، كما كان عناصر "جيش المهاجرين والأنصار" هم العمود الفقري للقوة التي نفذت الهجوم.
ولكن قبل ذلك، تقول الوكالة، "كان اسم عمر الشيشاني قد بدأ بالبروز وتحديداً بعد تسرب الأنباء عن مبايعته لأبي بكر البغدادي أمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وتتابع "قد جاءت مبايعة الشيشاني للبغدادي بعد الخلاف بين الأخير وبين الجولاني زعيم جبهة النصرة، فقام البغدادي بتعيينه أميراً عسكرياً على كافة المنطقة الشمالية أي إدلب وحلب واللاذقية، كما عيّن أبو أثير الأنصاري والياً له على محافظة حلب".
وتضيف "كانت البنية الداخلية لجيش المهاجرين والأنصار شديدة السرية، كما أن التكتم كان يحيط بأخبار هذا الجيش وأخبار قادته الذين لم يكن معروفاً منهم سوى "عمر الشيشاني" وحده، وربما لعبت اللغة دوراً في تزايد هذا الغموض الذي كان يلف الجيش وقادته".
وبحسب الوكالة، فإن أول اختراق من نوعه، يحدث ضمن طبقة "أمراء وقادة جيش المهاجرين والأنصار"، كان الخلاف الذي حصل مع "أبو مصعب الجزائري" أحد نواب "عمر الشيشاني"، بعد اتهامه بأنه مخترق من المخابرات التركية، وتقرر فصله من الجيش، فغادر وأنشأ كتيبة لنفسه.
وعلّقت الوكالة بالقول "إذا كان هذا الانشقاق أو العزل لم يحظ بأي متابعة من قبل وسائل الإعلام، إلا أن الانشقاق أو العزل الثاني حظي بمتابعة واسعة، ولكن هذه المتابعة الإعلامية كانت مغلوطة ولم تتمكن من اكتشاف الحقائق كما حدثت على أرض الواقع".
وتابعت "اكتفت (وسائل الإعلام) بالحديث عن قيام مجموعة من جيش المهاجرين والأنصار بقيادة سيف الله الشيشاني، بالانشقاق عن الجيش وتشكيل كتيبة جديدة تحت اسم "كتيبة مجاهدي القوقاز".
ونقلت الوكالة عن "مصدر جهادي" أن موضوع البيعة لأبي بكر البغدادي كان بمثابة الزلزال الذي ضرب "جيش المهاجرين والأنصار"، وجعل الخلافات تتفشى بين كبار قادته ومنهم "سيف الله الشيشاني" الذي كان يقود الفرقة الخاصة التي تعتبر من أهم فرق "الجيش".
ويتابع المصدر أن "عمر الشيشاني" كان مصراً مع بعض القادة على مبايعة "البغدادي"، بينما رفض النصف الآخر من "قادة الجيش" وعلى رأسهم "سيف الله" مبايعة "البغدادي"، ليس لمآخذ لديهم على "البغدادي"، ولكن من باب أنهم يرغبون بالمحافظة على استقلالية "الجيش" وعدم تبعيته لأي جهة أخرى.
ويضيف "لم يغير من رأي سيف الله أن تكون البيعة للبغدادي بيعة قتال وجهاد فقط وليس بيعة عامة، فآثر الانشقاق عن جيش المهاجرين والأنصار والاستقلال بنفسه بكتيبة سماها "مجاهدي القوقاز".
وقد كان لافتاً، بحسب الوكالة، أن يعلن "المعتصم بالله" وهو أحد القادة الشرعيين في "جيش المهاجرين والأنصار"، على حسابه في تويتر، أن نصف "الجيش" بايع "أبي بكر البغدادي"، في حين رفض النصف الآخر البيعة.
وأضاف أنه كان من ضمن من بايع "عمر الشيشاني" قائد الجيش (وقد أطلق عليه عبارة أمير الجيش السابق)، فاجتمع بحسب "المعتصم بالله" قادة الجيش ممن لم يبايعوا البغدادي واختاروا قائداً جديداً لهم هو "صلاح الدين الشيشاني".
وبينما اعتبر البعض أن كلام "المعتصم بالله" هو رأي شخصي، وليس كلاماً رسمياً يمثل قيادة "جيش المهاجرين والأنصار"، إلا أن آخرين أشاروا إلى صحة ما أورده "المعتصم"، وأكدوا على أن "جيش المهاجرين والأنصار" انقسم إلى ثلاثة أقسام يقود كل قسم منها قائد شيشاني.