معقباً على الإعتداء على سيدة

الشيخ عيسى قاسم: لا تزيدوا النار وقوداً

الشيخ عيسى قاسم: لا تزيدوا النار وقوداً
السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

قال اية الله الشيخ عيسى قاسم من كبار علماء الدين في البحرين في خطبة الجمعة امس إن "كثيرا من الدول التي تشهد صراعات بين الأنظمة والشعوب، تسعى أكثرها نحو اتجاه الحوار لعجز الأسلوب الامني عن إنقاذها.. أما في البحرين فلا تزال السلطات تزيد النار وقوداً".

وتساءل في حديثه عن الاعتداء على امرأة في منطقة عالي: "فماذا أراد من ظهرت صورته... وهو يكبس امرأة مؤمنة كلّها وقار ‏وحشمة حريصة على حجابها في وسط دارها؛ لأنها صرخت أو حاولت، وهي العزلاء أمام ‏مدججين بالسلاح، تخليص فلذة كبدها من عذابهم الغليظ الذي مزّق قلبها؟".
وأضاف في تساؤله "ماذا أراد غير أن يعمّ السخط الشعب، ويحرك الجماهير في مسيرات غاضبة؟ أوليس الفاعل مسلماً؟ أوليس الذي أمره مسلماً؟ أوليس الذين وصلهم خبره من مسؤولين بكل ‏مراتبهم ومواقعهم من سلّم السلطة مسلمين، يعرفون ماذا يعني هذا الفعل المنكر البشع الجبان، من ‏استهتار واستفزاز وتحدٍّ واستخفاف بالضمير المسلم وغيرة الشعب المسلم ودينه وحميَّته؟".
وأعتبر تلك الحادثة "فعلا سخيفا قبيحا ساقطا لعينا، والقصد من ورائه مثله، والسكوت عليه من الجانب الرسمي ‏جريمة مشتركة".
وعلى الصعيد السياسي، قال الشيخ عيسى قاسم "إن ما يُطلب من الدول الصديقة للبحرين هو "ضغط سياسي" على السلطة، بدلاً من الدهم المكشوف وغير المكشوف".
وأكد أنه "لا نطلب حرباً على البحرين انتصاراً لشعبها، لا... لا نطلب ذلك ولا نرضى بذلك، ولا بأي تدخلٍ ‏يضر باستقلالها".
ورأى أن "الحل الحقيقي للأزمة الحقيقية ولسائر المشكلات التي يفرزها الوضع السياسي ‏المنحرف، لا ينفصل بأي حالٍ من الأحوال عن إصلاح هذا الوضع نفسه والأخذ به إلى المسار ‏الصحيح".
وشدد على أنه "لا حل بلا إصلاحٍ سياسي، لا ارتفاع لمشكلة انتهاك الحقوق بلا حلٍ سياسي، ومطلب هذا الشعب ‏اليوم فيما يتصل بالمسألة السياسية هو مطلب كل شعوب العالم المعاش اليوم من مرجعية الشعب ‏في سياسة بلده بدل مرجعية السلطة الحاكمة، وأن تكون الكلمة الحاسمة للشعوب لا للسلطات".
وتحت عنوان: "الإدانات أسلوب مستهلك"، أشار إلى أن "الإدانات كثيرة من المنظمات الحقوقية في الخارج والمجامع الدولية، وحتى الحكومات الصديقة ‏لانتهاك حقوق الإنسان في أرض البحرين، بما يعاني منه هذا الشعب الأمرّين، ولكنها لم تعد تجدي ‏شيئاً، وخاصة بفعل ما يصاحب إدانات الدول الكبرى من مجاملات للطرف الذي يستمر في انتهاك ‏هذه الحقوق، بما يمثل افتراءً على الواقع رعاية للمصالح المادية، التي تقدمها هذه الدول، ولا تملك ‏أية قيمة حتى من القيم التي تنادي بها هي نفسها شيئاً من وزنٍ أمامها".
ولفت إلى أن "أسلوب الإدانات قد برهن على عدم طائلٍ له، في ظل تكراره واستمرار عملية الانتهاك لحقوق الشعب على هذه الأرض، والانتهاكات في البلاد الأخرى التي تشترك جميعها مع البحرين في ‏المعاناة.‏‏ وحتى توصيات لجنة التحقيق التي شكلتها الجهة الرسمية استمر التلاعب بها وتجميلها وتجميل ‏ما هو المهم منها كل هذه المدة، وبرغم دعم الجهات الخارجية لها وإعلان السلطة قبولها بها".‏
وتحدث قاسم تحت عنوان: "لا تزيدوا النار وقوداً"، عن أن "كثيراً من البلاد العربية التي لا يزال الصراع قائماً فيها، بين شعوبها وحكوماتها، تسعى الحكومات ‏فيها إلى إطفاء النار، وإخماد لهيبها، والتوصل مع شعوبها إلى حلول عن طريق الحوار والتفاهم، ‏وإعطاء عددٍ من التنازلات من قبلها، هذا الاتجاه صار يسود البلاد العربية التي تعيش الصراع، ‏أكثر البلدان التي تعيش هذا الصراع تتجه هذا الاتجاه لعجز الأسلوب الأمني عن إنقاذها".