شكرا السعودية ،قالها الإسرائيليون على الملأ

شكرا السعودية ،قالها الإسرائيليون على الملأ
الإثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٣:٠٦ بتوقيت غرينتش

شكرا السعودية . قالها الإسرائيليون على الملأ بعد فشل الجولة الأولى من مفاوضات جنيف بين إيران والدول الست وما تم تسريبه عن ضغوط سعودية على الوفد الفرنسي بالتناغم مع الضغوط الإسرائيلية أثمرت تعطيلا لتوقيع نص الاتفاق الذي كان موضوعا على الطاولة. غضب سعودي إسرائيلي ظهر صورة تقارب لم يعد إخفاؤه ممكنا في لحظة تبدو فيها المشاريع الحربية تتراجع لصالح مشاريع الحلول السياسية.

تقرير...غضب سعودي من واشنطن عنوان طغى على رد الفعل الدبلوماسي الأخير من جانب الرياض تجاه مواقف واشنطن بشأن الأزمة السورية والحوار النووي مع إيران .

غير أن هذه المشاجرة الزوجية بين أميركا والسعودية لن تنتهي بالطلاق كما قالت صحيفة التلغراف البريطانية رغم الغضب والعتب السعوديين.

السعودية ليست في وضع إملاء السياسات، السعودية عاشت زمن طويلاً تابعاً للسياسة الأميركية ولا تستطيع في يوم وليلة أن تتقمص حالة من الاستقلال وليس لديها الإمكانية في الحقيقة لأن تستقل بذاتها.

الغضب أو العتب السعودي ظهر جلياً حين أحجمت الولايات المتحدة عن توجيه ضربة عسكرية لسورية ما أثار حفيظة النظام السعودي ودفع رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان إلى التصريح برغبة المملكة إعادة النظر في علاقاتها مع الولايات المتحدة، ويبدو أن نقطة اللقاء بين الكيان الإسرائيلي والسعودي تجاه السياسات الأميركية الأخير في المنطقة قد تدفع الطرفين إلى حيث غير متوقع.

إذاعة كيان الاحتلال الإسرائيلي وفي خبر نقلته على أثيرها أكدت أن السعودية اتفقت مع الحكومة الإسرائيلية على تمويل صفقة لشراء أسلحة قديمة من الجيش الإسرائيلي بقيمة خمسين مليون دولار لهدف إرسالها إلى الإرهابيين في سورية.

موقع ويكيليكس يكشف عن تعاون استخباراتي بين الموساد الإسرائيلي والمخابرات السعودية في عدة ملفات من بينها الحصول على معلومات تخص إيران، الوثائق التي سربتها ويكيليكس من شركة الاستخبارات الأميركية سرات بور تكشف عن تقديم الموساد الإسرائيلي مساعدة سرية للاستخبارات السعودية .

كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن حوار قلق دار بين الدبلوماسية السعودية والإسرائيلية غلب عليه التخوف والقلق من التقارب الأميركي الإيراني.

عندما تسمع السعوديين يتحدثون عما ينبغي عمله لمنع إيران أن تتسلح نووياً، فإن ذلك يبدو مألوفاً أعتقد أن اللهجة العربية تبدو قريبة من اللهجة العبرية حين يتعلق الأمر بإيران.

وكشف موقع ديبكا الإسرائيلي عن زيارة وفد سعودي إلى تل أبيب برفقة وفود من دول في الخليج الفارسي لبحث مواجهة الاتفاق النووي بين إيران والغرب.

الانسجام الفرنسي الإسرائيلي ثنائي يمكن أن يحتمل شريكاً ثالثاً خصوصاً إذا كان هذا الشريك السعودية على قاعدة حليف حلفي، حليفي أيضاً، ومن هذه الزاوية ربما يمكن قراءة ما نشرته صحيفة صاندي تايمز تحت عنوان إسرائيل والسعودية تعملان معاً للتخطيط لهجوم محتمل على إيران.

الصحيفة البريطانية تقول إن الموساد الإسرائيلي يعمل بالتعاون مع مسؤولين سعوديين في التخطيط لهجوم محتمل على إيران في حال لم يتم كبح جماح برنامجها النووي، بشكل ملحوظ في الاتفاق الذي قد يتم التوصل إليه.

المقالات التي لاقت اهتمام الإعلام الإسرائيلي كشفت أن السعودية أعت الضوء الأخضر لإسرائيل لاستخدام مجالها الجوي في حالة تم الاتفاق على شن هجوم على إيران، وإنها على استعداد لتقدم الدعم لأي هجوم إسرائيلي من خلال التعاون في مجال استخدام الطائرات بدون طيار ومروحيات الإنقاذ وطائرات النقل.

مصدر ديبلوماسي قال للصحيفة إن الخيار العسكري سيكون على الطاولة بعد التوقيع على اتفاق جنيف لأن السعوديين سيكونون غاضبين ومستعدين لإعطاء إسرائيل كل المساعدة التي تحتاجها في الهجوم.

هذه القراءة تكتمل مع تسريب معلومات عن لقاءٍ مفترض لرئيس الموساد تامير باردو مع الأمير بندر بن سلطان في العقبة وتعيد إلى الواجهة تصريح فابيوس من باريس عن أهمية التشاور السعودي الفرنسي الدائم في ملفي جنيف سورية ونووي إيران.
ومكافأة قد يفتح الإسرائيليون الباب أمام دور للرياض في مستقبل القدس المحتلة في مفاوضات التسوية لتمريرالآلية التي تتمناها تل أبيب.

أما اللوبي الصهيوني فعرقل الاتفاق مع إيران بالتعاون مع فرنسا التي تراجعت عنه بعد تهديد السعودية بإلغاء صفقة أسلحة مع باريس التي ضغطت نيابة عن السعوديين في مفاوضات جنيف بين إيران والغرب لتعطيل الاتفاق وهذا ما حدا بالإعلام الإسرائيلي لشكر السعودية على مواقفها

من يجب أن نقول لهم شكراً بشكل أساسي هم السعديون لأنه يجب أن نفهم أن ما يجري حالياً في جنيف هو نوع من مؤامرات دولية. السعودية تشغل فرنسا، وفرنسا لديها مصالح تجارية ترتبط بالسعودية والباريسيون يحالون حالياً تحسين المواقع. بشكل أساسي بسبب السعوديين وليس بسبب تصريحات رئيس الحكومة نتنياهو.

إن إسرائيل اليوم هلعة ومن ورائها عدة دول عربية التي لا تقولها هذا لكن بالتأكيد في الشرق الأوسط لا يرحبون بكل هذا التقدم في جنيف.

لمناقشة هذا الموضوع أرحب بالكاتب والمحلل السياسي الأستاذ نضال حمادي أهلاً ومرحباً بك.

س: أستاذ نضال برأيك لماذا وصل الأمر كما رأينا إلى حد يشكر فيه الإسرائيليون في إعلامهم السعودية على ضغوطها وذلك من أجل عرقلة الاتفاق على حل القضية النووية الإيرانية برأيك؟

ج: تعرفين منذ بداية ما يسمى بالربيع العربي أو الأحداث العربية كان هناك تلاق واتفاق وتقارب وحلف سعودي إسرائيلي عند سقوط حسني مبارك أن الدولتان اللتان احتجتا على سقوط حسني مبارك وعلى تخلي أوباما عن حسني مبارك كانت إسرائيل والسعودية، والسعودية وإسرائيل بالترتيب مثل بعض، الموضوع النووي الإيراني دعينا نعرف أن الإسرائيليين والسعوديين لهم منذ البدء نفس المواقف حول الملف النووي الإيراني، الذي أرعبهم الآن أن إدارة أوباما المنسحبة من آسيا الوسطى، المنسحبة من المنطقة وخصوصاً من آسيا الوسطى وقّعت مع الروس اتفاق نهائي أن تؤمن إيران وروسيا والصين انسحاب أميركي آمن ومشرّف من أفغانستان، الأمر الثاني أن تفكك أميركا كل قواعدها العسكرية في منطقة آسيا الوسطى التي كانت في السابق دول الاتحاد السوفياتي المنحل، وهذا الموضوع أقلق السعودية وإسرائيلي لسبب بسيط أن إيران سوف تكون في قلب هذه المنطقة، وأن أميركا المنسحبة من هذه المنطقة لا ترى في دولة يمكن لها أن توازي الهجوم الروسي، هي لا تقدر أن توقفه لا في المنطقة ولا في الشرق الأوسط ولا في مصر إلا إيران، لأن الإيرانيين قبل دخول أميركا إلى المنطقة كان يوجد تنافس الوجود في المنطقة من دول قوية الصين، روسيا، إيران.

الآن الموضوع هذا الموضوع النووي هو الواجهة لتغير استراتيجي في المنطقة وخصوصاً في منطقة آسيا الوسطى، لماذا السعودية تشكو؟ إسرائيل تشكر السعودية لأن السعوديين يضغطون ويعطون الوجه الإسلامي والعربي المعادي لإيران، بمعنى أن إسرائيل في حال ضغطت من أجل إيران ضد إيران هذا يفسر طبيعياً لكن أن تأتي السعودية فهذا وجه إسلامي وعربي في مواجهة إيران يعطيه شرعية.

ما يحصل في جنيف سنتكلم عن فرنسا.. الفرنسيين لم يهددوا السعوديين بسحب الصفقة، فرنسا خارج اللعبة كلياً. الأميركان منذ البداية لم يعطوا الفرنسيين أية معلومة، غضب فرنسي على أميركا أنه ضعوا في الجو يا أصحاب فهذا غضب آني ووقتي، الأميركي والإيراني بهذا الموضوع أنا أعتقد أن الاتفاق أصبح منجزاً وقريباً لأن مصلحة الأميركية تقتضى هذا.

س: هنا أستاذ نضال كيف يمكن أن نفسّر القلق والتقارب السعودي الإسرائيلي تجاه الأزمة السورية والاتفاق النووي بين طهران والغرب؟

ج: في نهاية الأمر تعرف السعودية أن في سورية القوة الإيرانية والدعم الإيراني هو الذي أفشل المشروع العالمي، طبعاً في روسيا عالمياً ولكن على أرض الواقع هناك إيران وحلفاء إيران الذين أفشلوا هذا الهجوم العسكري والسياسي في المنطقة والاقتصادي.

ما يمكن قوله أن السعودية تخشى أن أي تقارب إيراني أميركي سوف يضع سورية مستقبلاً، لأن الإيرانيين في هذا التقارب وفي هذا التغير الاستراتيجي سوف تكون سورية هي الوجه العربي الذي منه تدخل إيران، وتغيير إيران علاقاتها مع العالم العربي والعالم الإسلامي.

س: أستاذ نضال أمام هذه التطورات إلى حد يمكن أن يصل هذا التقارب والتناغم السعودي الإسرائيلي برأيك في ظل هذا التراجع في الموقف الأميركي في المنطقة؟

ج: إلى حدٍ كبير ولكن ما يمكنهم أن يفعلوا ، نحن رأينا أنهم فشلوا في جعل أميركا تقصف سورية، أنا تكلمت في آخر مرة معكم من شهرين قلت أنه لا يوجد حرب على سورية، كان يومها في شهر أيلول 2013، هم فشلوا في إقناع أوباما في حرب على سورية، السعوديين يعرفون أن الربيع العربي والأدات العربية آتية لا محال إلى المنظومة السعودية الحاكمة.