وكان وزير الخارجية الايراني قد اعلن بعد التوقيع على الاتفاق النووي بانه سيزور دول الجوار العربية لوضعها في صورة الاتفاق، مؤكدا على ان الاتفاق النووي لا يستهدف أياً من دول المنطقة، بل بالعكس فانه يعزز الاستقرار والامن والتعاون بين ايران والدول العربية في الخليج الفارسي.
زيارة وزير الخارجية الايراني لدول المنطقة كانت ناجحة وقد وعد قادة الدول التي زارها بالتعاون مع ايران واقامة افضل العلاقات معها، خاصة وان المنطقة بحاجة الى التعاون والتآزر بين دولها، وازالة كل ما يعكر صفو العلاقات بين بلدانها.
ايران ومن منطلق حرصها على الامن والاستقرار في المنطقة ، تسعى منذ انتصار ثورتها الاسلامية اقامة افضل العلاقات مع البلدان العربية، وقد اعلنت ذلك خلال السنوات الماضية وكانت ترتبط بعلاقات تجارية جيدة مع الدول العربية في الخليج الفارسي وخاصة دولة الامارات العربية المتحدة، وايقن الاماراتيون بان ايران لديها حسن النية في تعاملها معهم ، وهذا ما جعل المسؤولين في الامارات يرحبون بالاتفاق النووي قبل غيرهم من دول المنطقة ويقوم وزير الخارجية الاماراتي بزيارة طهران للتهنئة بالتوقيع على الاتفاق. ومن المقرر ان يقوم رئيس دولة الامارات العربية المتحدة بزيارة لايران، وهذا يظهر مدى قوة العلاقات التي تربط ايران بدولة الامارات.
ان اقامة علاقات جيدة بين دول المنطقة تعزز من الاستقرار والامن في المنطقة وان تبادل الزيارات تعمق هذه العلاقات.
ايران اظهرت حرصها على مد اليد الى دول المنطقة من اجل خير ومصلحة الجميع ولكن هناك من لا يرحب بهذه الرغبة ولا زال يعارض النوايا الطيبة لايران ولا يريد ان تبقى المنطقة بعيدة عن التدخل الاجنبي، ويعمل على مواصلة الازمات والتوتر والحروب في المنطقة، ولكن ايران تواصل جهدها من اجل لم الشمل وابعاد المنطقة من شبح التفرقة والخلافات والحرب والطائفية والعنصرية التي يحاول البعض زرعها في هذه المنطقة وتشتيت صفوف ابناء شعوبها.
واخيرا فان زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لايران والتوقيع على اتفاقيات اقتصادية وتجارية والتعاون والتشاور بين مسؤولي البلدين حول العلاقات الثنائية والاوضاع الاقليمية والدولية، سيزيد من قوة البلدين ويمنع الغرباء من التدخل في شؤونهما ، فايران تعمل منذ وقت بعيد على مد يد العون لجيرانها والمساعدة على حل الازمات التي تواجهها المنطقة، وان ذلك سيتحقق اذا ما تعاونت دول المنطقة مع بعضها وكانت هناك ارادة جماعية للتعاون بدل التناحر والخصام.
* شاكر كسرائي