الشيخ قاسم: التصعيد الأمني محاولة يائسة لإسكات الشعب

الشيخ قاسم: التصعيد الأمني محاولة يائسة لإسكات  الشعب
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

اعتبر عالم الدين البحريني الشيخ آية الله عيسى قاسم أن التصعيد الأمني الذي يواجه به الحراك السلمي في بلاده أمراً نشازاً جدّاً ومحاولة يائسة لإسكات الصوت الشعبي المطالب ‏بالاصلاح الذي لابد منه.‏

 وقال اشيخ قاسم في خطبته أمس الجمعة، أن التصعيد الأمني ‏لإجهاض المطالبة بالحق السياسي وسائر الحقوق العادلة، والمداهمات والملاحقة الشرسة المستمرة ‏في مناطق كثيرة في البحرين لتعذيب الشباب وسوقهم للمحاكمات التي تنتهي بالعقوبات المشددة ‏وسد منافذ الحل السلمي العادل أمراً نشازاً جدّاً ومحاولة يائسة لإسكات الصوت الشعبي المطالب  ‏بالاصلاح الذي لابد منه.‏
وفي حديثه عن أوضاع المنطقة، قال الشيخ قاسم: "تعرف (اسرائيل) من نفسها أنها دولة مغتصبة وأنها زُرعت قهراً في الوسط العربي والاسلامي ‏الذي تعاديه ويعاديها ولا تلائمه ولا يلائمها وهي بذلك تشعر بالحاجة في بقائها وراحتها إلى ‏اضعاف هذا الوسط وتمزيقه لخلق الفتن الكبرى في صفوفه وبين أفراده، ومن وسائلها في ذلك ‏احداث حالة من التشكيك داخل أطراف هذا الوسط في بعضها بعضاً وخلق الصراعات المحتدمة ‏بينها واقناع البعض ما استطاعت بصداقتها له ليقف معها في خندق واحد ضد البعض الآخر من ‏الأمة، في حين أنه لا يمكن أن تكون (اسرائيل) صديقاً حقّاً لأي طرف من أطراف أمة كل همّها أن ‏تقوى على حسابها وأن تثبت وجودها على أنقاضها ولها أطماعها التوسعية بما يشمل أجزاء ‏المنطقة التي تغازل بعض أطرافها. وهذا المكر الخبيث لابد أن تحاوله (اسرائيل) وهي كثيراً ما ‏حاولته بل وهي دائماً ما تحاوله».‏
وأوضح  أن «نشوب حربٍ داخل الأمة الاسلامية تحت عنوانٍ مذهبي أو قومي أو إقليمي أو أي عنوان آخر ‏تسمح به الظروف فهو تفكيك الأمة وانهاكها وايقاع خسائر عظمى في صفوفها، وأكبر حالة تدمير ‏ممكنة لأقطارها وثرواتها والبنى التحتية فيها وتظل آثارها المدمرة على المدى الطويل ليمثل ‏أمنية دائمة كبرى لـ (اسرائيل) لا تبارحها ولا تكف ما وجدت سبيلاً عن ارتكاب أي طريق اجرامي ‏لتحقيقها».‏
وأضاف «يؤمل للاتفاقية الأخيرة بين إيران ودول 5+1 فيما يتعلق بالمسألة النووية أن ‏تحبط سعياً صهيونيّاً جادّاً طال مداه وتقضي على أملٍ اسرائيلي عاشته الدولة الصهيونية وتنامى ‏كثيراً في هذه السنوات بإشعال حربٍ تحرق منطقة الخليج " الفارسي " وتلهب فتنة طائفية في الأمة الاسلامية ‏تمتد آثارها الخطيرة إلى مدى طويل، وفي ذلك فرصتها التي تبحث عنها لتثبيت وضعها المهتز ‏والتمدد الآثم واحكام السيطرة على الأمة، ليقضى على هذا الأمل الإجرامي وليخيب مسعاها القذر تحتاج المنطقة إلى أن تدعم بإخلاصٍ ما ‏صار إليه من اتفاق بين ايران ودول 5+1 وتثبيته وتأكيده وتغليب المصلحة المشتركة بين كل ‏دول المنطقة على العاطفة وتغليب الاسلام وهو دين الجميع على ارادة الشيطان، تحتاج المنطقة إلى أن تتذكر العداء الحقيقي من (اسرائيل)، وأن المسافة الفكرية والروحية والأخلاقية ‏بينها وبين أميركا، أو بينها وبين روسيا والصين ليست أقرب من المسافة بين بعضها والبعض ‏الآخر منها، وأنه اذا أمكن اللقاء بين بلدٍ منها وبين احدى الدول خارج العالم الاسلامي لبعض ‏المصالح المشتركة أو بحكم العلاقة الانسانية العامة فإنه بالاضافة إلى العلاقة الانسانية التي توجد ‏بين بعضها بعضاً علاقة الجوار والدين والتاريخ والمصالح القوية المشتركة والأمن الواحد الذي ‏لا يمكن أن يجزأ».‏
وبين الشيخ قاسم «لن يكفي لاستقرار المنطقة وسلامتها والحفاظ على أمنها واحراز تقدمها وازدهارها وضمان ‏رقيها وسبقها وقوة الأمة بها أن تتوقف الحرب التي تتهدد هذه المنطقة وأن تنتهي حالة التوتر بين ‏دولها وتنتهي هذه الدول إلى الصلح بعد العداء، والتعاون بعد المواجهة، لن يكفي هذا كله وهو ‏كثير وهو مفيد كل الفائدة، ما لم تتصالح الأنظمة، ما لم تتصالح أي حكومة تعيش أزمة في داخلها ‏مع شعبها وتُنهى حالة الكبت والاضطهاد والتهميش مع الشعوب ويُعترف لها بحقها».‏
وشدد على ضرورة «التفاهم والحوار المنتج والأخذ بالعدل والانصاف والاعتراف بالحق السياسي ‏وسائر الحقوق من كل حكومة لشعبها بعيداً عن التدخلات الخارجية المفروضة بالقوة على هذا ‏الطرف أو ذاك الطرف على أن واقع العصر لا يعطي فرصة بأن تبقى الشعوب منسية أو مهمشة ‏وكل المحاولات على هذا الطريق خائبة يائسة».‏
وذكر أنه «أمام حتمية الاصلاح والتغيير يكون التصعيد الأمني الذي يواجه به الحراك السلمي في البحرين ‏لإجهاض المطالبة بالحق السياسي وسائر الحقوق العادلة والمداهمات والملاحقة الشرسة المستمرة ‏في مناطق كثيرة في البحرين لتعذيب الشباب وسوقهم للمحاكمات التي تنتهي بالعقوبات المشددة ‏وسد منافذ الحل السلمي العادل أمراً نشازاً جدّاً ومحاولة يائسة لإسكات الصوت الشعبي المطالب ‏بالاصلاح الذي لابد منه، ولا صلاح للوطن بدونه، ودون جذريته وتجذره».‏