الخلافات تنخر جسد مجلس التعاون

الخلافات تنخر جسد مجلس التعاون
الثلاثاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٥:٥٩ بتوقيت غرينتش

دهش المراقبون من عنوان لصحيفة سعودية تصدر في لندن يقول ان هناك مخاوف في مجلس التعاون من مساع ايرانية – عمانية لتفكيكه.

وهذا العنوان يظهر ان مجلس التعاون الذي يبدأ دورته ال34 في الكويت الثلاثاء يواجه بالفعل التفسخ والتفكك بعد ان طفت الخلافات بين اعضائه خاصة بعد ان وجهت السعودية ضغوطا للدول الاعضاء بقبول الاتحاد واعلنت عمان معارضتها للارادة السعودية.
فقد اعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بأن سلطنة عمان مستعدة «للانسحاب من مجلس التعاون الخليجي» في حال نجاح جهود انشاء «اتحاد» بين الدول الست.
وهذه اشارة الى ضغوط سعودية منذ فترة طويلة لاعلان الاتحاد رغم معارضة بعض الاعضاء ، لان السعودية تريد أن تفرض هذا الاتحاد على الاعضاء، وهذا ما لا يقبله الاعضاء. وكانت الكويت قد رفضت فكرة الاتحاد خلال العام الجاري ورفضت دول أخرى فكرة الاتحاد ويبدو ان السعودية مصممة على اعلان الاتحاد سواء قبل الاعضاء ام رفضوا.
وتأتي ضغوط السعودية في وقت تشعر فيه انها فشلت في جميع مساعيها في المنطقة سواء في سورية او في لبنان او بلدان عربية اخرى للحفاظ على هيبتها، وهي مصممة على فرض الاتحاد على دول مجلس التعاون لانها تشعر بالقوة مقابل الدول الضعيفة الاخرى الاعضاء في المجلس .
وهذا ما نراه في تصريحات الأميرالسعودي تركي الفيصل آل سعود، الذي اعلن ان «من حق عمان ان تعبر عن رأيها، انما لا اعتقد ان ذلك سيمنع قيام الاتحاد». وأضاف ان انشاء الاتحاد «حتمي ما إذا قررت عمان الالتحاق به الآن أو لاحقاً أو عدم الالتحاق به على الإطلاق. فالأمر عائد اليهم.
اذا، السعودية مصممة على فرض الاتحاد على جميع الاعضاء سواء قبلت عمان ذلك ام لا ، وهذا يدل على ان السعودية تشعر بأن دورها ضعف في الفترة الاخيرة وهذه محاولة اخيرة منها لفرض هيبتها ورأيها على جيرانها الصغار.
مشكلة السعودية انها تحاول جر ايران الى قضايا لا دخل لها فيها، فموقف ايران من مجلس التعاون لم يكن يوما موقفا عدائيا بدليل علاقات ايران الجيدة مع الكويت وعمان وقطر والامارات والزيارات المتبادلة بين المسؤولين الايرانيين ومسؤولي هذه الدول فكيف تزعم الصحيفة السعودية ان ايران وعمان تريدان تفكيك مجلس التعاون.
واذا راجعنا مواقف مجلس التعاون من ايران منذ تأسيسه في 25 مايو – ايار 1981، نرى أنها مواقف معادية. مجلس التعاون أسس بأمر من الولايات المتحدة ، من اجل معاداة ايران والعمل على إسقاط الثورة الاسلامية الفتية، وما مساعدات المجلس المالية والتسليحية لصدام حسين في شن حربه على ايران الا دليل على الموقف العدائي للمجلس تجاه ايران.
لا ننسي ان السعودية كانت تضغط على بقية اعضاء المجلس لاتخاذ مواقف معادية من ايران، وقد رضخ بقية الاعضاء للضغوط السعودية خوفا منها ومن مؤامراتها ، وها هي سلطنة عمان ترفض الضغوط السعودية وقد طفح الكيل وهي تعلن على الملأ انها ستنسحب من المجلس اذا فرض الاتحاد عليه.
اذا ، لا شأن لايران بمعارضة سلطنة عمان للضغوط السعودية وفرضها اتحاد غير مقبول على الدول الاعضاء، فعلى السعودية ان ارادت أن تحافظ على مجلس التعاون، ان تعيد النظر في مواقفها من بقية دول المجلس وان لا تتنمر على الدول الصغيرة الاعضاء ، فالكل يعلم مدى ضعف النظام السعودي وفشله الذريع في خططه وعدم قدرته على القيام بدور الاخ الاكبر للدول العربية الصغيرة المجاورة مهما صرف مليارات الدولارات لتحقيق أهدافه.

شاكر كسرائي