2014.. جنيف 2 والاتفاق النووي ويوم أقرب الى القيامة!

2014.. جنيف 2 والاتفاق النووي ويوم أقرب الى القيامة!
الجمعة ٠٣ يناير ٢٠١٤ - ٠٧:٥٤ بتوقيت غرينتش

بغض النظر عن التوقعات الفلكية التي تقول إن سنة 2014 هي سنة تقلبات وحوادث وزلازل، وبغض النظر عما قيل من أحداث تماثل يوم القيامة في حدود اكتوبر القادم.. بغض النظر عن كل ذلك، فإن العام الجديد سيكون ملحقاً وامتداداً لما سبقه في الفوضى التي انتهت اليها ثورات العرب وربيعهم.

ان المشكلة الاساسية التي تعاني منها المنطقة اليوم والعالم بأسره ليست في الاقتصاد ولا في زيادة السكان ولا في الفقر ولا في العنوسة، ليست المشكلة في تزايد المصابين بمرض الايدز وعدم اكتشاف علاج له ولا في تزايد اعداد الموتى بسبب السرطان!


تلك بعض مشاكل الانسانية على امتداد تاريخها، لكن المشكلة الاساسية اليوم تكمن في النقاط التالية:
 

1 ـ الفكر السلفي التكفيري الوهابي، الاشد فتكاً بالعقول والاجساد من الايدز والسرطان مجتمعين.
2 ـ وجود أنظمة راعية للتكفيريين ضمن بلداننا ومنظومتنا الاقليمية وفي مقدمتها النظام السعودي.
3 ـ عدم وجود ارادة دولية حقيقية لدى القوى الغربية (وخاصة اميركا) في محاربة الارهاب، بالعكس اصبحت تستخدمها كأدوات لضرب استقرار البلدان التي لا ترضى بهيمنة الغرب وسلطته.


ولأن هذه القضايا الثلاث لاتزال غير محسومة ولم نصل معها الى نتيجة، يضاف اليها غباء بعض النخب السياسية والفكرية وارتزاق عدد كبير من المثقفين والاعلاميين وجهل السواد الاعظم من شعوبنا بحقيقة ما يجري وما يخطط لها، ازد على ذلك هموم الفقر والرفاه والشعارات الغربية الرنانة او تلك التي يطلقها المتأسلمون، فأن الوضع سيبقى على ما هو عليه ان لم يزدد سوءً بسبب المراحل المتقدمة من التشظي الافقي في مجتمعاتنا على خلفية الفتن المذهبية والدينية والطائفية التي اسس لها الغرب وتغذيها اموال البترودولار العربي...


لن يهدأ القتل، بل ستزداد رقعته، بعد أن أعلنت القاعدة عن وجودها في لبنان، وبعد ان تحولت مصر الى ساحة اقتتال بين العسكر والاخوان مع نكهة تكفيرية جهادية متمركزة في سيناء واطرافها..


وبعد ان اصبح الجنوبيون في اليمن يطالبون بالانفصال والازمة مستمرة في تونس وليبيا على ان تلحق بهما حسب العرافين! المغرب والاردن ولربما الجزائر عن قريب..
وقد ينقلب السحر على الخليجي فتطاله النار التي اججها في بيوت الاخرين، ولم لا أليس الله يمهل ولا يهمل وان العدل من سنن الكون والوجود، فقد تكون هذه سنة عدم الاهمال، خاصة وان هناك اكثر من ملف في الساحة الخليجية، منها انفراط عقد مجلس التعاون وتحقيق الثورة البحرينية اهدافها وانتكاسات في الداخل السعودي.


هذه الصورة السوداوية للاوضاع يمكن ان تجد مخرجاً للحل في بضع نقاط:
1 ـ تبني مشروع مكافحة الارهاب والتطرف في المنطقة والعالم.
2 ـ تطبيق الغرب لاتفاقه النهائي الوشيك التوقيع عليه مع ايران.
3 ـ تفاهم ايراني ـ سعودي على تهدئة بعض الملفات.
4 ـ وصول جنيف 2 الى بر الامان وترك الشعب السوري يختار والقبول بخياره.
5 ـ تأجيل ملف التسوية بين السلطة الفلسطينية والكيان الاسرائيلي.
6 ـ حماية مصر من الارهاب وعدم التدخل في شؤونها ورسم مستقبلها تحت عناوين وذرائع ظاهرها الرحمة وباطنها الشر والعذاب.

 

بقلم: علاء الرضائي