هل مات ماجد الماجد أم قُتل؟

هل مات ماجد الماجد أم قُتل؟
السبت ٠٤ يناير ٢٠١٤ - ٠٩:٥٧ بتوقيت غرينتش

اعلنت الوكالة الوطنية للاعلام اللبناني ان زعيم كتائب عبد الله العزام ماجد الماجد قد توفي السبت بعدما تم القبض عليه منذ ايام من قبل مخابرات الجيش اللبناني فيما شككت اوساط اعلامية وسياسية لبنانية بظروف وفاته.

وأكد مفوض الحكومة اللبنانية لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، وفاة ماجد الماجد، مشيراً الى أنه تمّ "تكليف طبيباً شرعياً للكشف على جثة زعيم كتائب الماجد".
كما أعلنت قيادة الجيش اللبناني "وفاة الموقوف المدعو ماجد الماجد صباح اليوم أثناء معالجته في المستشفى العسكري المركزي، وذلك نتيجة تدهور وضعه الصحي".
وفي وقت سابق، كانت قيادة الجيش- مديرية التوجيه قد أعلنت في بيان أنها أوقفت "أحد المطلوبين الخطرين، وبعد إجراء فحص الحمض النووي له، تبين أنه المطلوب ماجد الماجد من الجنسية السعودية".
وماجد الماجد هو زعيم تنظيم "كتائب عبدالله عزام" المتشددة التي تبنت التفجيرين اللذين استهدفا السفارة الايرانية في بيروت في تشرين الثاني الماضي والتي راح ضحيتها العشرات من المدنيين اللبنانيين والملحق الثقافي الايراني في بيروت.    
وحسب اوساط لبنانية فان الماجد متورط في كثير من التفجيرات التي شهدتها لبنان في الاونة الاخيرة وكان يعمل في جهاز الاستخبارات السعودية برئاسة الامير بندر بن سلطان.
وكانت ايران قد طلبت بصورة رسمية المشاركة في التحقيقات مع الماجد، حيث أكد مساعد وزیر الخارجیة في الشؤون العربیة والافریقیة امير حسين عبد اللهيان ضرورة مشارکة ایران في التحقیق مع الارهابي ماجد الماجد، قائلا: "نحن تقدمنا بطلبنا عبر مذکرة رسمیة بعثنا بها الی الجهات اللبنانیة المعنیة".
من هو ماجد الماجد؟
ماجد الماجد السعودي الجنسیة هو أمیر ما یسمی بـ"کتائب عبد الله عزام في بلاد الشام" وهي فرع تنظیم "القاعدة" في لبنان، وكان يتخذ من مخیم عین الحلوة للاجئین الفلسطینیین في شرق مدینة صیدا بجنوب لبنان مقرا رئیسیا له، وقد انتقل خلال الأشهر الماضیة من مخیم عین الحلوة إلی سوریا لمبایعة أمیر ما یسمی بـ"جبهة النصرة" الإرهابیة (فرع تنظیم القاعدة فی سوریا) "أبو محمد الجولاني"، وکان سابقا مقیما في القلمون بریف دمشق، مع قائد عصابات ما یسمی بـ"الجیش الإسلامي" زهران علوش، ثم عاد منذ فترة من سوریا إلی مقره في مخیم عین الحلوة.
وتولی الماجد قیادة التنظیم التابع لتنظیم "القاعدة" في بلاد الشام و"أرض الکنانة" (مصر) منذ صیف 2012.
وبحسب مصادر إعلامیة فان عصابات "کتائب عبدالله عزام" – فرع تنظیم القاعدة في الشرق الأوسط، ظهرت إلی العلن لأول مرة في العام ٢٠٠٤، عبر تبنیها ثلاثة تفجیرات فی منتجع طابا وشاطئ نویبع وشرم الشیخ في مصر، وتبنت فی فترات أخری عملیات إرهابیة أخری في لبنان کان أخطرها التفجیر الإرهابي الانتحاري المزدوج الذی استهدف سفارة جمهوریة ايران الإسلامیة في بیروت وأدی إلی سقوط 26 شهیدا بینهم المستشار الثقافي الإیراني الشیخ الشهید إبراهیم الأنصاري، وزوجة أحد الدبلوماسیین، وقائد جهاز الحمایة للسفارة مع 3 من عناصره.
ومن بین الأعمال الإرهابیة التي نفذتها "کتائب عبد الله عزام" في لبنان سلسلة تفجیرات استهدفت القوات الدولیة العاملة في الجنوب اللبناني "الیونیفیل" کان أشدها دمویة التفجیر الذي استهدف دوریة للوحدة الإسبانیة في 24 حزیران/ یونیو 2007، وأسفر عن مقتل 6 جنود وجرح آخرین.
کما ارتکبت هذه الكتائب سلسلة تفجیرات إرهابیة أخری استهدفت دوریات وتجمعات للجیش اللبناني، وأسفرت عن سقوط العدید من الشهداء والجرحی في صفوف العسکریین والمدنیین.
هذه المجموعة الارهابیة سبق وأعلنت للمرة الأولی اسم زعیمها عبر مقطع فیدیو نشر في 19 کانون الأول 2013، وهو السعودي ماجد بن محمد الماجد، المطلوب أمنیا في قائمة الـ85 التي أعلنت سنة 200.
ووفقا لهذه المصادر، فإنها المرة الأولی التي تسمی فیها "کتائب عبدالله عزام" قائدها، موضحة أن "مرکز الفجر الإعلامي" الذي یتولی توزیع الدعایة الخاصة بتنظیم "القاعدة" سبق أن وزع شریطین مرئیین تضمنا خطبتین لماجد من دون أن یحدد دوره في أیة جماعة جهادیة.
ترتيب الماجد في لائحة ارهاب کتائب عبدالله عزام
والماجد هو ثالث سعودي یتولی منصبا قیادیا في "کتائب عبدالله عزام". إذ عمل المطلوب صالح القرعاوي قائدا عسکریا للکتائب. کما عمل سلیمان حمد الحبلین خبیر متفجرات لهذه العصابات، اللذین اعتبرتهما الولایات المتحدة "إرهابیین عالمیین"، لکنها لم تطلق تلك الصفة علی الماجد حتی الآن، رغم ما اتركبه ورغم الجرائم التي أعلنت "کتائب عبد الله عزام" مسؤولیتها عنها.
الجيش اللبناني يمسك ماجد الماجد
وذکرت مصادر أمنیة رفیعة في الجیش اللبناني أن جهاز المخابرات أوقف الإرهابي ماجد الماجد، مع إرهابي سعودي آخر (لا یزال یخضع للتحقیق) یوم الجمعة الفائت لدی خروجهما من مستشفی المقاصد في بیروت (الممول من السعودیة)، مشیرة إلی أن الماجد کان یخضع لعلاج هناك.
وامتنع وزیر الدفاع اللبناني فایز غصن، الإدلاء بأي تصریح صحافي حول اعتقال الماجد، رغم أنه سبق أن کان أول شخصیة رسمیة فی لبنان یعلن عن وجود فعلي لتنظیم "القاعدة" في لبنان وتعرض لحملة شعواء من قبل فریق "14 آذار" علی خلفیة إعلانه هذا.
ونقلت إحدی القنوات التلفزیونیة اللبنانیة عن مصادر أمنیة معلومات تفید بأن ماجد الماجد کان بصدد تنفیذ "عملیات هدفها قلب المعادلات في لبنان والمنطقة".
وكان ماجد الماجد الذي دخل لبنان بهوية سورية واسم مزور غادر مستشفى المقاصد في بيروت بعد تلقيه علاج غسل للكلى متجها الى البقاع، الا ان الاستخبارات اوقفته في كمين في طريق المغادرة.
وبعد توقيفه ، ابلغ القضاء اللبناني الدولة التي يحمل جنسيتها، أي المملكة السعودية عن طريق سفارتها في بيروت.
وأكدت مصادر لبنانية مطلعة لقناتنا أن ماجد الماجد مرتبط بالاستخبارات السعودية ويعمل تحت إمرة رئيسها الامير بندر بن سلطان.
حجم الاسرار التي يملكها ماجد الماجد
وبحسب الخبراء، يملك الماجد أسرار مرحلة طويلة تمتد نحو عشر سنوات على الأقل من العمل المباشر. ومن رحلة قادته من السعودية إلى العراق فسوريا ولبنان، كما كانت له جولات في أفغانستان وباكستان. وهو تعرّف على عدد غير قليل من الكوادر الذين التحقوا بتنظيم "القاعدة"، وكان له دوره المحوري في إعادة جمع أعضاء في أطر لامركزية قامت بعد احتلال أميركا لأفغانستان، وتشتت الجسم القيادي لـ"القاعدة".
المعلومات المفترض أنها في حوزته، تشمل الكثير عن فريق كبير من الكوادر، وعن آليات العمل، وعن شكل الخلايا النائمة وأهدافها، وعن التعديلات التي طرأت على العمل بعد الغزو الأميركي للعراق، ثم بعد نشوب الأزمة السورية، كما له معرفة عميقة بآلية وصول الأموال إلى قادة التنظيم وأفراده، وكذلك حول وجهة الانفاق، وحول عناوين سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية ساعدت التنظيم على الحركة في أكثر من مكان، وخصوصاً في لبنان. وهو من أكثر العارفين بجدول "الرحلات الجهادية" الى سوريا قبل نشوب الأزمة وبعده. ولديه أيضاً سجل حول عمليات التجنيد المكثفة التي جرت مع شبان كانوا في فلك الشيخ أحمد الأسير.
والأهم أن الماجد، برغم مرضه، ظل على تواصل مع الخلايا التي طلب إليها بدء العمل ضد حزب الله والجيش اللبناني في كل المناطق اللبنانية. ويملك الرجل كل شيء، ربما، عن "بنك الأهداف" الموجود لدى جماعته. وهو فوق كل ذلك، يعرف الأسرار الأهم، حول التقاطعات مع أجهزة وحكومات عربية وغربية، ولا سيما رجال آل سعود في بلاد الشام والعراق.
وكانت صحيفة "الاخبار" اللبنانية قد حذرت في مقال لها اليوم السبت من قتل ماجد الماجد، مشيرة الى أن "حياة الماجد، والوصول الى كنز أسراره، يساويان الكثير الكثير. وان أي محاولة، من قبل جهات خارجية، تأتي على شكل توصيات أو تمنيات أو إشارات للتخلص منه، ستكون الإشارة الأكثر سلبية، وستنعكس على الجيش، وعلى سمعة قيادته، وعلى الوضع الأمني في لبنان.

كلمات دليلية :