القاعدة والنصرة وداعش ، صناعة سعودية

القاعدة والنصرة وداعش ، صناعة سعودية
الجمعة ٢٤ يناير ٢٠١٤ - ٠٧:٣٨ بتوقيت غرينتش

الكل يعلم في العالمين العربي والاسلامي وحتى الامريكان والاوروبيين أن المجموعات الارهابية بما فيها " القاعدة و" النصرة " و" داعش" وغيرها من المنظمات الارهابية التي تمتهن القتل والتعذيب والتفجير هي صناعة سعودية بامتياز.

القاعدة هي أول منظمة إرهابية أنشأها السعوديون بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية لمحاربة الروس في افغانستان، وقد ارسلوا اول الامر الشباب السعودي لكي ينضم الى هذه المنظمة وزودوها بالمال والسلاح وشجعوا الشباب العربي والمسلم للالتحاق بالقاعدة في افغانستان . وكان رجل الاعمال السعودي اسامة بن لادن هو الذي تبنى دعم وتجهيز هذه المنظمة واقام في افغانستان وباكستان حتى مقتله في مقر اقامته في ايبت اباد الباكستانية في 1 ايار 2011.
مجموعتا النصرة وداعش اللتان تنشطان حاليا في سوريا وتقومان بعمليات ارهابية ، تتلقيان الدعم المالي والتسليحي من السعودية وبالتنسيق مع تنظيم القاعدة ، واذا كان السعوديون ينفون علاقتهم بهذه التنظيمات فسببه انهم لا يريدون ان يدانوا من قبل منظمات حقوق الانسان، ولكن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تدركان جيدا من الذي يمول هذه التنظيمات الارهابية ومن الذي يواصل دعم كافة الجماعات الارهابية في سوريا ليس خدمة للشعب السوري ، بل من اجل تحقيق مصلحة سعودية تتعلق بدورها في المنطقة.
التمويل السعودي للتنظيمات الارهابية السلفية ليس امرا جديدا ، بل ان السعودية كانت منذ الثمانينات من القرن الماضي ترعى وتدعم الجماعات السلفية المتطرفة وترعاها ماديا ومعنويا وترسل الشباب العربي الى جامعاتها لتعلم الافكار الوهابية والعودة الى بلدانهم متشبعين بالافكار السلفية ونشر الفكر الوهابي في بلدانهم.
ربما لا يعرف الكثير من العرب والمسلمين ما الدور الذي قامت به السعودية في نشر الفكر السلفي الوهابي في الجزائر في التسعينات من القرن الماضي عندما فازت الجبهة الاسلامية للانقاذ في الانتخابات البلدية والولائية وبعدها في الانتخابات البرلمانية، اذ كانت السعودية تشجع الشباب الجزائري وخاصة من أبناء العائلات الفقيرة والكادحة للذهاب الى السعودية والدراسة مجانا في جامعاتها لتعلم الفكر الوهابي والسلفي والعودة الى الجزائركدعاة لتبليغ الفكر الوهابي السلفي بين الجزائريين. وكان هؤلاء النواة لتأسيس الجماعات السلفية الوهابية التي كانت تهادن النظام عندما كان النظام يقتل الاسلاميين هناك بالجملة وقد قتل مائة الف مسلم دون ان يحرك السعوديون ساكنا وواصلوا دعم النظام في الجزائر، بينما قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع ايران بسبب دفاع ايران عن الاسلاميين وتنديدها بقمع الجيش الجزائري للمسلمين.
فالسعوديون اضافة الى تعليم الشباب الجزائري الافكار الوهابية والسلفية، اغرقوا السوق الجزائرية بكتب المذهب الوهابي وكانت مؤلفات محمد بن عبد الوهاب و ابن تيمية وابن قيم الجوزية وابن باز وابو بكر الجزائري والالباني والاشقر وعثيمين تباع في السوق الجزائرية باسعار زهيدة ورمزية.
وقد برز العديد من قادة الفكر السلفي في الجزائر وكانوا يدعون الشباب الثوري الى اتباع السلف الصالح ومن هؤلاء : علي  بلحاج وبن عزوز زبدة ومحمد كرار وهاشمي سحنوني ومحمد مراني وبشير الفقيه .
وقد حاول القادة السلفيون في الجبهة الاسلامية للانقاذ ان يتزعموا الجبهة عندما اعتقلت السلطات الجزائريه كلا من زعيم الجبهة عباسي مدني ونائبه علي بلحاج الذي كان خلافا لسائر زعماء السلفية ذو موقف ثوري غير مهادن عكس بقية القادة السلفيين الذين هادنوا  العسكر في الجزائرولم يدينوا قمع الجبهة الاسلامية للانقاذ  .
القادة السلفيون في الجزائر كانوا يعارضون العمل المسلح ضد الجيش الذي لم يرحم الاسلاميين ، خلافا لوجهة نظر زعماء الجبهة الاسلامية الذين كانوا ينددون بالقمع الحكومي للاسلاميين. الحكومة السعودية كانت تقدم العون المادي والاعلامي للسلفيين الجزائريين ، بعلم الحكومة الجزائرية كما صرح سفيرهم انذاك محمد حسن الفقي ، لان السلفيين الوهابيين في الجزائر كانوا لا يعارضون الحكومة التي كان يقودها العسكر ، بل كانوا يهادنون النظام على حساب الجبهة الاسلامية للانقاذ.
السعوديون شجعوا الكثير من الشباب الجزائري والتونسي والمغربي والليبي والموريتاني للذهاب الى افغانستان لمحاربة الروس ولكن عندما انتهت الحرب في افغانستان عاد الكثير منهم الى بلدانهم في المغرب العربي .
وكانت الحكومات في دول المغرب العربي تخشى هؤلاء الشباب الذين تشبعوا بالافكار السلفية والوهابية وحملوا السلاح واصبحوا خطرا على دولهم ولهذا السبب ، قامت الحكومات في كل من الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا باعتقال هؤلاء الشباب ، وتمكن العديد منهم الهروب الى المناطق النائية والانضمام الى الجماعات السلفية التي اطلقت على نفسها " تنظيم القاعدة في المغرب العربي ". ولا زال هذا التنظيم يتبع في تعليماته التنظيم الدولي للقاعدة .
وهكذا مول السعوديون جميع التنظيمات الارهابية في العالمين العربي والاسلامي وقدموا لها المال والسلاح لكي تثير الحروب في دول المنطقة وتكون هذه التنظيمات اداة طيعة بيد الزعماء السعوديين يوجهونها الى اية دولة يريدون اسقاط حكومتها وتنصيب زعيم موال لهم.
ومن هنا نرى  ان السعودية التي كانت صديقة لنظام بشار الاسد ، تنقلب على هذا النظام بين ليلة وضحاها وتعلن انها تدعم ثورة الشعب السوري ضد النظام وهي في نفس الوقت تعلن بانها مع اقامة حكومة ديمقراطية في سوريا ينتخبها الشعب السوري ، بينما يشكو السعوديون بكل طوائفهم ومذاهبهم من ديكتاتورية ال سعود وحكمهم الفردي العشائري وتسلطهم على اموال النفط وصرفهم هذه الاموال على الامراء الذين يقدر عددهم بخمسة الاف امير، وايداع  فائض اموال النفط في بنوك الولايات المتحدة واوروبا ليستفيد منها الاوروبيون بدلا من الشعب في الجزيرة العربية كما انهم حرموا المرأة من حقوقها وحتى من قيادة السيارة .
والمضحك المبكي ان مرتزقة النظام السعودي الذين يدبجون المقالات في الصحف السعودية الصادرة في لندن يقلبون الحقائق ويتهمون ايران بدعم القاعدة والنصرة وداعش في سوريا .
وها هو رئيس تحرير صحيفة الحياة السعودية غسان شربل يكتب مقالا يقترح فيه على الولايات المتحدة انه اذا ارادت ان تخرج داعش والنصرة من سوريا فعليها ان تعطي هذه المهمة لايران ويزعم شربل ان ايران قادرة على طرد داعش والنصرة من سوريا بفعل علاقاتها مع النظام السوري .
هذا الكلام المضحك لن يصدقه اي عاقل لان الجميع يعلم بان القادة السعوديين هم الذين يمولون داعش والنصرة وقد اعترف وزير خارجيتهم سعود الفيصل على الملأ بان بلاده ترسل المال والسلاح للارهابيين من اجل اسقاط بشار الاسد.
والامريكان والاوروبيين يعلمون جيدا دور السعودية في دعم الارهاب ليس في سوريا  فحسب ،  بل في العراق وافغانستان وباكستان وكل مكان ينشط فيه ارهابيون يدعون الانتماء الى الاسلام والاولى للامريكيين أن يطلبوا من أصدقائهم السعوديين وقف تمويل ودعم جبهة النصرة وداعش في سوريا اذا كانوا يرغبون في وقف القتال في سوريا وحل الازمة هناك.
نقول لرئيس تحرير الحياة ان كلامك سخيف وباطل لا يقبله أي انسان عاقل يرى هؤلاء الارهابيين الذين يجهرون بانتمائهم للفكر الوهابي السلفي السعودي يقتلون الناس بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعمليات الانتحارية في الشوارع والاسواق والمدارس والمساجد والحسينيات والثكنات والدوائر الحكومية ولا يرحموا طفلا ولا امراة ولا عجوزا ، بل ان جميع البشر عندهم كفرة غير اتباع الوهابية السلفية الذين يعتبرونهم الفرقة الناجية والفرق الاخرى مكانها النار.

*شاكر كسرائي