نحو المرحلة الدائمة هو شعار التونسيين اليوم على اختلاف انتماءاتهم، ثلاث سنوات من الانتظار ختمت بانهاء الدستور وبحكومة جديدة مستقلة وتحظى بتوافق الجميع، لتطوي بذلك تونس المرحلة الانتقالية كأحسن ما يكون، رغم بعض المؤاخذات.
وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي خلال كلمة له في جلسة استثنائية للمجلس التأسيسي: "لحد الآن لم نستطع ان نوفر الكرامة، الى حد الآن لم نستطع ان نبني الدولة الديمقراطية، الى حد الآن لم نستطع ان نبني الاستقلال القضائي، الى حد الآن لم نستطع ان نبني حرية الرأي، وبالتالي اوجدنا هذا النص (الدستور)، هذا النص عندما نقرأه بصفة عكسية فيه كل ما اخفقنا فيه لحد الآن، ولكن ايضا فيه كل آمالنا ومشاريعنا واحلامنا وكل خطى الطريق الى الامام، والا لما وجب ان نحتفي به بهذه الطريقة".
وبغض النظر عن النقائص الممكنة، فإن الانتهاء من الدستور سيعزز حسب مراقبين من فرص تسريع الانتقال الديمقراطي في البلاد بسلاسة، لانه يمثل حجر الاساس في خارطة الطريق التي سطرها الرباعي الراعي للحوار والتي جنبت البلاد خطر الانزلاق الى الفوضى.
وقال المقرر العام للدستور التونسي الحبيب خذر لقناة العالم الإخبارية: "دخول الدستور حيز النفاذ يعني نقلة نوعية في تاريخنا، قطعنا مرحلة الدستور السابق، وعدينا فترة تنظيم مؤقت للسلطات، والان نبني اسس الانتقال من الوقتي الى الدائم".
تبقى المهمة الاصعب الآن ملقاة على عاتق حكومة مهدي جمعة التي حافظ فيها على وزير واحد من الحكومة السابقة وهو وزير الداخلية لطفي بن جدو، مهمة تتعلق اساسا بترجمة ما جاء في الدستور من حقوق وحريات على ارض الواقع.
وقال رئيس الحكومة التونسية المستقيل علي العريض لقناة العالم الإخبارية: "دستورنا للتو صغناه وصححناه ووقعناها، وللتو سيتم تشكيل ورشات كبيرة وعديدة لانه فيه الكثير من الهياكل والقوانين التي يجب اصدارها للسنوات القادمة".
وتعزز النجاح السياسي الذي حققته تونس بتعيين حكومة مهدي جمعة، تعزز بالمصادقة على الدستور وانهائه من طرف الرؤساء الثلاث، في مرحلة جديدة يامل التونسيون ان تطوي معها الملفات الشائكة.
AM – 28 – 10:51