بالصور/ ماذا تعرف عن مدمرة "خليج فارس" العملاقة؟

بالصور/  ماذا تعرف عن مدمرة
السبت ٢٢ فبراير ٢٠١٤ - ٠٧:٤٠ بتوقيت غرينتش

بداية ينبغي القول ان اسلحة مدمرة "خليج فارس" القتالية-التدريبة الايرانية المحلية الصنع، تشتمل على مجموعة متنوعة من المدافع البحرية الحديثة، وانواع مختلفة من صواريخ سطح-سطح وصواريخ كروز"نور" بمدى 120 كلم، وصاروخ "قادر" المتطور بمدى يزيد على 220 كلم وصاروخ "محراب" سطح-جو وطوربيدات و"سونار" خاص لرصد وتدمير الاهداف تحت السطح.

وحسب تقرير القسم الدفاعي لوكالة "مشرق" الايرانية، فان القوة البحرية للجمهورية الاسلإمية في إيران وفي اطار التحول إلى قوة استراتيجية قوية هي بحاجة إلى الاستفادة من التجهيزات والمعدات القتالية الحديثة، وبسبب الحظر العسكري الشامل للغرب عليها، فانه لاسبيل لتحقيق هذا التطلع الا بالاعتماد على قدارتها المحلية.
ان المباشرة بمشروع انتاج المدمرة البحرية "موج" كانت الثمرة الاولى لاعتماد القدرات المحلية، ومن ثم وفي 19فبراير/شباط عام 2009 و بحضور قائد الثوة الاسلامية تم وبصورة رسمية تدشين مدمرة "جماران" في مياه الخليج الفارسي. من ناحية اخرى فان هناك مدمرات اخرى اكثر تطورا من "جماران" حيث ان هناك فرقاطة باسم "سهند" هي حاليا قيد الانشاء والتصنيع.
ولا يخفى ان واحدة من احتياجات القوة البحرية بصفتها قوة مؤثرة، تجهيزها بمدمرات وفرقاطات قتالية-تدريبية حديثة، وذلك لاستكمال تدريب الضباط الجدد في مختلف المجالات لسد حاجة سلاح البحر الوطني. بالإضافة إلى ذلك فان هذه السفن القتالية التدريبية كانت تفتقد الى نظم صواريخ مختلفة متطورة مثل صواريخ "سطح-جو" و"سطح-سطح" والطوربيدات ولهذا فان مهماتها كانت تقتصر على ايفاء دور بعض الاحتياجات التدربية فقط. في الواقع فان السلاح الوحيد لهذه السفن كان يشتمل على عدد من الصواريخ المحمولة على الكتف من طراز"سطح-جو".  

  سفينة خارك 
ان مدمرة "خارك" العظيمة وبسبب قدرتها على الابحار لمسافات بعيدة وحمل كادر بحري واسع في مختلف الاختصاصات، قامت بتنفيذ مهمات بحرية في المياه الدولية، والتي تعتبر خطوة استراتيجية مهمة لتدريب الضباط الجدد في القوة البحرية الايرانية.         

سفينة"بوشهر" من جيل "بندر عباس"

مدمرة  "لاوان" من جيل "هنكام"
ان مدمرة "خليج فارس" الجبارة هي الانتاج الاول لمشروع "لقمان" يمكنها وبسبب امتلاكها لميزات خاصة من ناحية الابعاد والوزن وتنوع المهام البحرية بالاضافة الى تصنيفها الدولي، ان تكون مدمرة من الطراز الاول دوليا. ولقد تم تصميم وتصنيع هذه المدمرة من اجل تلبية الاحتياجات التعليمية بالاضافة الى امتلاكها قدرات وخصائص قتالية كاملة في مجالات التصدي للتهديدات الجوية والسطحية وتحت السطحية.      
 
نموذج مصغر لمدمرة "خليج فارس"
ان الجمهورية الاسلإمية في إيران وبتأكيد من قائد الثورة، بدأت في منتصف العقد "1990" بنشاطات بحثية ودراسية من اجل تصميم وتصنيع مدمرة محلية الصنع متعددة الاغراض وقادرة على حمل المروحيات، وذلك ضمن  مشروع "موج" بهدف تصنيع مدمرة جماران.
ولقد أثمرت هذه الجهود بوضع التصاميم النهائية لمدمرة "خليج فارس" والتي تعتبر الجيل المتطور لمدمرة "جماران" ومن ثم تم البدء في تصنيعها. ويبدو ان هذه السفينة لها القدرة على استيعاب عدة مئات من الطلاب في البحرية الايرانية ومالايقل عن 30 إلى 40 من الكادر التعليمي فضلا عن تواجد نحو 180 شخصا من الطاقم الرئيسي.
ووفقا لتصريحات قادة القوة البحرية، فان طول المدمرة يبلغ نحو 200 متر اي مايعادل ضعفي طول مدمرة "جماران" ووزنها خمسة اضعاف "جماران" اي مايقرب عن 6 إلى 7 آلاف طن.

 
القائد العام للقوات المسلحة

وذكر تقرير وكالة "مشرق" ان حركة هذه المدمرة تعتمد على نظام مزدوج يتكون من توربينات غازية ومحركات الديزل بالاضافة الى عدة مولدات لتامين الطاقة الكهربائية. وتتولى مجاذيف الدفع التي وضعت خلف كل محور من محاور المروحيات تغيير جهة المدمرة. ويبدو ان مدمرة "خليج فارس" هي أول سفينة حربية إيرانية مجهزة بنظام دفع يعمل بتوربينات غازية، والتي من شانها ان تصل سرعتها الى مابين 20-30 عقدة بحرية والتي تعادل 37 إلى 46.3 كم/ساعة.
ويتوقع ان تتمكن هذه المدمرة الايرانية الكبيرة من الابحار لمسافة 5000  ميل بحري اي مايعادل اكثر من 9200 كيلومتر.
ان سفينة "خليج فارس" القتالية-التدريبية قادرة على حمل مروحية على ظهرها كما تمتلك "وكرا" خاصا لاستقرار المروحية وتأمين الامن لها في جميع الظروف.
اما من الناحية التسليحية لمدمرة "خليج فارس" فانه تم اختيار رشاش "فجر 27" الذي يتكون من مدفع واحد من عيار 76 ملم يتميز بكثافة النيران حيث يبلغ معدل اطلاق النار 120 أطلاقة في الدقيقة الواحدة، وبمدى مؤثر مقداره 7 كيلومترات، بالاضافة الى رشاش "فتح" الذي يتكون من مدفع واحد ايضا ومن عيار 40 ملم وبمدى 4 كيلومترات ومعدل اطلاق 300 أطلاقة في الدقيقة الواحدة، فضلا عن عدد من الرشاشات الاحادية المدفع من عيار 20 ملم ورشاشة ثقيلة من عيار 12.7 ملم. 


نموذج لمدمرة "خليج فارس" بكامل تجهيزاتها القتالية

ونظرا لان المنظومات الدفاعية التي تمت نصبها في فرقاطة "درفش" ومدمرة "دماوند" هي محلية الصنع، فانه تقرر ايضا تجهيز مدمرة "خليج فارس" بمنظومات الكترونية محلية الصنع لها القدرة على كشف ورصد الاهداف ولاسيما في ظروف الحرب الالكترونية. وتشمل هذه المنظومة بصورة عامة على منظارين في النهار، ومنظارين اخرين حراريين يعملان ليلا وفي اصعب الظروف الجوية بالاضافة الى جهاز لقياس المسافات يعمل بالليزر وتتميز هذه المعدات بقابلية كشف ورصد الاهداف بصورة تلقائية.
بالاضافة الى تجهيز مدمرة "خليج فارس" برادارات سطحية بعيدة المدى، فانه سوف يتم تجهيز هذه المدمرة برادار "عصر" الذي اُزيح الستار عنه اخيرا.
ويتميز رادار "عصر" ثلاثي الابعاد بقابلية كشف ورصد الاهداف ذات المقطع العرضي الراداري 4 امتار والتعرف عليها، وكشف الاهداف المحدة حتى مدى 200 كلم، ناهيك عن إمكانية كشف ورصد 1000هدف بصورة متزامنة وثلاثي الابعاد.      

 

نصب رادار "عصر" على برج المراقبة
وتشتمل الاسلحة الاخرى لمدمرة "خليج فارس" على صواريخ سطح-سطح وصواريخ كروز"نور" بمدى 120 كيلومتر وصاروخ "قادر" المتطور بمدى اكثر من 220 كيلومتر، وصاروخ "محراب" سطح-سطح الذي المخصص للظروف الجوية الاعتيادية، وطوربيدات و"سونار" لكشف ورصد وتدمير الاهداف تحت السطح. ولذلك فان نوعية وكمية الانظمة الصاروخية في مدمرة "خليج فارس" هي اكثر تطورا من السفن القتالية والمدمرات الاخرى مثل مدمرة جماران ومدمرة سهند.

واخيرا فانه نظرا لان اساس تصميم مدمرة "خليج فارس" القتالية-التدريبة هو تنفيذ مهام في أعالي البحار أو المياه الدولية الحرة، فلقد تم الاستفادة من احدث التقنيات في مجال الصناعات البحرية بهدف تعزيز المقاومة والابحار بصورة مطمئنة في المياه الدولية البعيدة مثل المحيط الهادىء وان صناعة هذه المدمرة المتطورة قد ضاعفت مستوى مكانة الصناعة البحرية الايرانية في العالم، وان إدخال هذه المدمرة للخدمة في مجال استراتيجية القوات البحرية الايرانية قد حولت جمهورية ايران الإسلامية بعد روسيا والصين الى قوة بحرية تمتلك احدى المدمرات العملاقة في العالم متقدمة على اليابان وكوريا الجنوبية والهند وتركيا.