الاردن وسوریا..الامل بالدور القادم والخوف من المواجهة

الاردن وسوریا..الامل بالدور القادم والخوف من المواجهة
السبت ٠١ مارس ٢٠١٤ - ٠٨:٣٢ بتوقيت غرينتش

مع تزاید الحدیث عن تسخین الجبهة الجنوبیة في سوریا والاخبار عن دخول متكرر لاعداد من المسلحین من الاردن مباشرة الی الاراضي السوریة او عبر الجولان المحتل، یعود في هذه المرحلة الزمنیة الحدیث عن ضبابیة الدور الاردني في الازمة السوریة..

هذه الضبابیة التي لا تعود بالاساس من موقف بین السلطة في الاردن ازاء نظریتها في سوریا وان انتمی كل منهما الی محور في الاصطفافات الاقلیمیة السابقة والدولیة الحالیة، لكن مصدره الاساس البراغمائیة الاردنیة وتغلیب المصلحة القطریة التي تكون احیانا في الاقتراب من هذه القوة الاقلیمیة واحیانا اخری الابتعاد عن تلك..وان بقي الاردن یسبح في الفلك الامیركي –الرجعي وهو جزء اساسي منه.
وحسب رأي العدید من الباحثین والمراقبین، فان الاردن یحاول في مواقفه الوصول الی هدفین اساسیین، هما :
1- حلّ المشكلة الاقتصادیة الداعمة التي یعاني منها بسبب افتقاره الی الموارد الكافیة التي تؤمن میزانیته المتواضعة.
2- لعب دور اقلیمي ضمن الاستراتیجیة الغربیة (الامیركیة –الاسرائیلیة بالتحدید)لان فقدانها یعني انعدام الامن داخلیا ولربما البحث عن بدیل للاسرة الهاشمیة الحاكمة.
وهذین المسارین الاردنیین مترابطین في اغلب الاحیان، فالموقف الاردني ضبابیا...! لكن الضبابیة لا تكون في بعض الاحیان بسبب شح المدفوعات الی الاردن، بل بسبب وفرتها وتعدد مصادرها ! كما هو الحال في الموقف ازاء العراق.. فالعراق یدفع والبلدان الخلیجیة المعروفة بالعداء للعراق تدفع والامیركي الذي یمسك بالعصی من وسطها یدفع ایضا... وبهذا الشكل تجد الاردن متعاون مع الحكومة العراقیة وهو وكر جمیع الارهابیین والمعارضین للعملیة السیاسیة في العراق بالوقت ذاته !
فیما یتعلق بالوضع السوري ربما یكون الموقف الاردني اكثر تعقیداً، فهناك مؤشرات متعددة فیه، یبدأ من الوضع الداخلي والانقسام الاسلامي –العروبي ازاء سوریا، حتی المصلحة الاسرائیلیة والالتزامات تجاه امیركا والاستحقاقات الخلیجیة.. والخوف من محور المقاومة...
وبالتالي فان الفتحة الحدودیة الاردنیة تجاه سوریا محسوبة بدقة متناهیة یحاول السعودیون توسیعها وتعمل سوریا والبلدان الحلیفة لها علی تضییقها، في وقت یواجه الاردن ملفات عدیدة في الداخل وعلی مستوی الاقلیم لا تسمح له بالاستمرار في اللعبة السوریة اكثر من اللازم...
ولعل الخطوة الاخیرة التي اتخذها مجلس النواب الاردني بطرد السفیر الاسرائیلي وسحب السفیر الاردني من الكیان الصهیوني..یأتي لاعطاء دفعة لموقف اردني فیما یتعلق بالوضع السوري.. رغم ان ظاهر القرار هو الرد علی مساعي الكنیست الصهیوني سحب السیادة علی الاقصی من ید الحكومة الاردنیة وانه یاتي في اجواء حدیث البعض (الذي وصفهم العاهل الاردني بجماعة الفتنة ) عن الوطن البدیل...
هذا الموقف الاردني الذي نرجو ان یلحظ مصالح الاردن قبل مصالح غیره من "الاشقاء " في السعودیة وقطر !! لان هذین البلدین الخلیجیین لا یحسنون الا الوعد بالاموال.. ولن یحموا بلداً او نظاماً !!

* مروة ابو محمد