ايران تطمئن العالم ودول الجوار

ايران تطمئن العالم  ودول الجوار
الثلاثاء ٠٤ مارس ٢٠١٤ - ٠٧:١٧ بتوقيت غرينتش

منذ ان فاز الرئيس الايراني حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية التي جرت في حزيران – يونيو الماضي ، وهو يتحدث عن سياسة ايران السلمية والقائمة على الابتعاد عن التوتر في العلاقات مع الاخرين وبناء الثقة مع الجيران والعمل على اقرار الامن والسلام في المنطقة.

فالرئيس روحاني لم يجد لغة التهديد والوعيد السبيل الامثل الى اقامة علاقات متبادلة ومتكافئة بين الدول، بل رأي انه "لا يمكن فرض الاستسلام على الشعب الايراني من خلال العقوبات او التهديد بالحرب، بل ان التعامل الوحيد مع ايران يتمثل بالحوار المتبادل والمتكافئ والحد من العداء، وان التعامل المتكافئ سيكون الاساس لسياستنا الخارجية".
وردا على من يتهمون ايران بانها تهدد السلام والاستقرار في المنطقة قال الرئيس روحاني "ان جمهورية ايران الاسلامية بصدد إقامة السلام والاستقرار في المنطقة". واصفا ايران بأنها مرسى الاستقرار في المنطقة المضطربة، قائلا: "لسنا بصدد تغيير حدود الدول، وان الامن والاستقرار يعتمد في الالتزام بمطالب شعب كل بلد، ونرى من حق الشعوب ان تشارك في تقرير مصيرها، ومن حق الشعوب الدفاع في وجه اي عدوان واحتلال".
الرئيس الايراني وعد في كلمته بان يبذل قصارى جهده لبناء الثقة مع مختلف الدول وخاصة دول الجوارالعربية وقال بصراحته المعهودة "ان حكومته ستبذل قصارى جهودها لبناء الثقة مع محيطها ومختلف الدول، وان الشفافية هي باب بناء الثقة، وان الشفافية لا يمكن ان تكون من جانب واحد"، وقال: "ان التهدئة والشفافية ستحدد مسيرتنا"، مشددا على ان "ايران لم تكن داعية الى الحرب مع اي دولة، وقد دفعت ايران ثمنا باهظا لصيانة استقلالها، ومازالت ترى اهمية كبرى لعزتها وكرامتها، ورغم معاناة الشعب من ضغوط كبيرة، الا ان مشاركة المواطنين في ملحمة الانتخابات، اثبتت انهم جادون في الدفاع عن مبادئهم ونظامهم."
الرئيس الايراني كان واضحا في الاعلان عن سياسات ايران الداخلية والخارجية ، مؤكدا ان بلاده ستتخذ مواقف معتدلة من مجمل الاوضاع الاقليمية والدولية وستعمل على بناء الثقة مع دول العالم وان لغة التشدد لن تكون لها سوق رائجه في ايران خلال عهده.
الرئيس الايراني تحدث اخيرا الى العاملين في وزارة الدفاع وحثهم على القيام بواجباتهم خير قيام ليطمئن الشعب على الامن والسلام في البلد، كما انه دعا المسؤولين في البلاد الى الانتباه الى تصريحاتهم بحيث لا يقولوا شيئا يشعر الاخرون بالخطر، مشيرا الى ان اجراء مناورات في البلاد ضرورة ولكن من المفروض ان لا نقول كلاما يشعر الاخرون باننا نوجه التهديد اليهم.
وعن العلاقات مع جيران ايران قال الرئيس روحاني ان سياستنا الخارجية تقوم على ازالة التوتر وبناء الثقة مع دول العالم، مضيفا ان هذه السياسة ليست تكتيكا بل اننا نعمل على بناء الثقة وخاصة مع جيراننا، وعلى الجميع ان يدركوا ان عليهم ان يحترموا استقلالنا وعزتنا ومصادرنا الوطنية وقيمنا وانها خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها.
و عن علاقات ايران مع دول الجوارقال الرئيس حسن روحاني اننا نريد اقامة مصالح مشتركة مع جيراننا فمصالحنا المشتركة كثيرة وان المشاكل يمكن حلها بروح الاخوة فعلى الاخرين ان يشعروا باننا نريد العيش معهم بسلام وامان.
وعن سياسة ايران الدفاعية قال الرئيس الايراني اننا لا نريد الهجوم على اي بلد ولا نطمع باراضي وثروات الاخرين ولا نسمح للاخرين ان يهاجمونا، كما اننا لا نريد صنع اسلحة الدمار الشامل ليس سبب ذلك وجود معاهدات بهذا الصدد ولكن اعتقادنا وايماننا واصولنا وفقهننا يمنعنا من صنع اسلحة الدمار الشامل،  فقواتنا المسلحة تراعي الاصول الاخلاقية، اننا لن نتجاهل الاصول الاخلاقية وقد اثبتنا خلال الحرب المفروضة علينا ذلك وقد عاملنا الاسرى معاملة جيدة. اننا نقول لمن يطمعون في اراضينا وبلادنا ان عليهم ان يغيروا فكرهم وتعاملهم.
هذه سياسات ايران ومواقفها الواضحة  والصريحة  يكررها الرئيس الايراني منذ انتخابه قبل ستة اشهر، وفي كل مناسبة، وقد اثبتت ايران انها ملتزمة بكل ما تعلنه على لسان مسؤوليها، فعلي الاخرين ان يردوا بايجابية على حسن نية ايران تجاه دول العالم وخاصة الدول المجاورة وان يظهروا حسن نيتهم تجاهها.

* شاكر كسرائي