ويبقى حزب الله عنوان الكبرياء ولو كره الحاقدون

ويبقى حزب الله عنوان الكبرياء ولو كره الحاقدون
الخميس ٠٦ مارس ٢٠١٤ - ٠٧:٢١ بتوقيت غرينتش

(1) نشرت صحيفة "القدس العربي" في عددها الصادر في 27 شباط/فبراير، بعد ان تركها الاستاذ عبد الباري عطوان، ولا ندري لمن تركها او باعها، مقالا لصحفي سوداني تحت عنوان "في مدح الوهابية وذم حزب الله"، لا يملك القارىء الا ان يضع يده على انفه من نتانة الحقد التي تفوح من حروف وجمل وسطور هذا المقال، الذي عادة ما تتحفنا الصحافة المسعدنة يوميا بالعشرات منها، لتسويق بضاعة الوهابية الكاسدة الفاسدة، وتلميع الصورة القبيحة والوقحة للعصابات التكفيرية، ولتشويه صورة حزب الله والمقاومة الاسلامية.

(2) يسعى هذا الصحفي المسعدن ان يشكك في وجود جبهة عالمية اخذت تتبلور لمواجهة فيروس الوهابية، التي تنتقل عبر كائنات يمكن ان تكون حواضن لهذا الفيروس من امثال هذا الصحفي السوداني، وذلك عندما يشير الى اللقاء الذي جرى بين الرئيس السوري بشار الأسد و رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي، والذي اعلن خلاله الاسد بأن الفكر الوهابي يعتبر الخطر الاكبر المهدد لشعوب المنطقة والعالم، داعيا الى التنسيق بين برلمانات دول المنطقة والدول الصديقة لتوحيد المواقف في محاربته. حيث يحاول صاحب المقال ان يشكك في وجود قوة يمكن ان تقف في وجه الارهاب الوهابي الذي يضرب كالطاعون المجتمعات الاسلامية، عبر قوله "لم يحدد سيادته الدول "الصديقة" التي يمكن أن تساهم في هذا الجهد، فليس للأسد أصدقاء كثر اليوم". متناسيا ان اسياده من ال سعود اخذوا يتبرأون مؤخرا من افعال الوهابية في سوريا، التي اخزت كل عربي ومسلم في العالم، الا ان من باع ضميره للشيطان بثمن بخس كالصحفي السوداني صاحب المقال المذكور، مازال يدافع عن الوهابية ويطمئنها على عدم وجود جبهة عالمية يمكن ان تشكل خطرا عليها.

(3) وفي تناغم واضح مع الخط الاعلامي الصهيوني والسعودي والعربي المسعدن، وانتقاما لمن اذاق الصهاينة ذل الهزيمة والعار، يكتب الصحفي السوداني بلغة هازئة ان حزب الله اعلن  أن الرد على هذا العدوان الاسرائيلي على احد مواقعه عند الحدود اللبنانية-السورية سيأتي في الوقت المناسب ويضيف "إلا أن الواقعة تذكرنا بأنه لا توجد سيادة لبنانية أو سورية عندما يختص الأمر بإسرائيل. فمن الواضح أن إسرائيل تعلم بكل صغيرة وكبيرة في هذه البلدان، ولديها جواسيس في قلب الدولة السورية وقيادة حزب الله، كما اتضح من اغتيال مغنية وقصف المنشآت والقوافل. فمثلما ضمت إسرائيل الجولان، فهي قد ضمت دمشق والضاحية، حيث لها فيهما سلطان فوق سلطان الدولة أو الدولة الموازية، وحيا الله المقاومة والممانعة".
الحقيقة يبدو ان الحقد على المقاومة ورجالها قد اعمت الرجل ، او قل انه يحاول ان يرفع من قيمته لدى اسياده السعوديين ودهاقنة الوهابية بعد ان وقف على رخصه الفظيع . لقد فات هذا المدعو ان يذكر القراء عن الاسباب التي تحول دون قيام اسرائيل بغارة، ولو وهمية على اراضي الدول التي باع نفسه الرخيصة لها، مثل السعودية وباقي الدول الخليجية او حتى الاردن؟ ترى لماذا تصر اسرائيل على منازلة حزب الله، وهو حزب مقاوم، ولا تنازل دولا مثل السعودية، التي تنفق على السلاح كل عام بمقدار ما تنفق السودان على كل شعبها لعقود؟ لماذا تنفق اسرائيل، التي تسهر على راحة اسياد الصحفي السوداني وعروشهم كسهرها على راحة كيانها الغاصب، كل هذا الوقت والجهد للوصول الى رمز كبير من رموز المقاومة كالشهيد عماد مغنية، بينما  لا تحسب اسرائيل حسابا للحكومات العربية الرجعية المتخلفة وترساناتها المتضخمة بالاسلحة، ولا للقاعدة واخواتها؟ ترى لماذا تستنفر اسرائيل، حليفة اسياد الصحفي السوداني، كل قواتها خوفا من رد حزب الله؟ اخيرا، بماذا ردت السودان، رغم كل احترامنا للحكومة والشعب السوداني، على الغارات التي شنت عليها لحد الان، دون ان تستنفر اسرائيل حتى جندي واحد في جيشها خوفا من الرد؟
هذه اسئلة نطرحها لا ليرد عليها الصحفي السوداني المسعدن، بل نطرحها، لنرد عليه ولنحول دون ان يسقط بعض القراء في شراك الاعلام السعودي الرامي الى مسخ الانسان العربي والمسلم وسلبه بُعد الارتفاع ليكون مدمنا على الانبطاح بشكل دائم.

(4) وفي اخس فقرات مقالته الموبوءة بالتشكيك بالمقاومة وبمحاولات يائسة لترقيع وجه الوهابية المجرمة، التي اثارة افعالها الفظيعة الشكوك حتى لدى الانسان المسلم البسيط، بدينه ناهيك عن الحاقدين على هذا الدين، فيقول "لا نريد أن نجادل هنا في مقولة أن الفكر الوهابي خطر يهدد العالم. فبفرض صحة هذه المقولة، فهي تعني أن هذا فكر عظيم وجذاب له القدرة على اكتساح العالم ودحض كل الأفكار والأيديولوجيات المنافسة"، مشيرا الى دعوة الرئيس السوري والقيادة السورية للتحذير من خطر الوهابية بالقول "أن أي تهجم من قبلهم على جهة ما يعتبر أكبر مدح لها".
يبدو انه من الواضح جدا مدى حجم الدفاع عن الوهابية والترويج لهذا الفيروس، الذي تستبطنه هذه السطور المسمومة، رغم ان قائلها، حاول ان يلف كل ذلك بلفافة يمكن ان تشكل له مهربا في حال اراد التنصل يوما عن دفاعه عن هذا الفكر المجرم الذي انزل بالامة من الكوارث ما لم ينزله المغول والتتار. فهو وبكل وقاحة وصلافة يحاول القاء الشكوك في كل ما يقال عن الوهابية، صنو الصهيونية، بقوله "بفرض صحة هذه المقولة" اي خطر الوهابية!!، فهو ينكر بهذه الجملة كل خطر للوهابية التي اشترته بحفنة من الدولارات النفطية القذرة. الشيء الملفت هو ان الصحفي السوداني يعتبر التاكيد على خطر الوهابية من قبل سوريا، يؤكد ان "هذا فكر عظيم وجذاب له القدرة على اكتساح العالم ودحض كل الأفكار والأيديولوجيات المنافسة"، بينا يعرف القاصي والداني ان الوهابية لاتعيش الا في الاجواء المغلقة على الجهل والفقر والتعصب، فمثل هذا الفيروس لا يمكن ان يتنفس في الهواء الطلق، هذا اولا، ثانيا، ان التحذير من الوهابية، لايعني ان الوهابية منتشرة ومقبولة لدى الشعوب العربية والاسلامية، فالجميع يعرف ان فعل اجرامي يتيم يقع في مدينة يتجاوز سكانها الملايين، يمكن ان يهز الامن الاجتماعي في تلك المدينة، رغم ان المجرم واحد بينما المدينة يعيش فيها الملايين. فوهابي ممسوخ واحد يعيش في الخرطوم، هو كثير وكثير جدا، فهذا الوهابي التكفيري السلفي بامكانه ان يهز الخرطوم عبر تفجير دار ايتام او روضة اطفال او مدرسة ابتدائية او محطة حافلات، لذلك فالدعوة الى الحذر من هذا الطاعون لا يعني انه عظيم وجذاب كما يريدنا ان نعتقد هذا الصحفي السوداني الذي باع نفسه لاقبح فكر افرزته الجاهلية الجديدة.

(5) لا ينفك الصحفي السوداني في الدفاع عن الوهابية وبشكل مستميت، في جميع فقرات مقالته العشر، ففي الفقرة الخامسة يقول "فإن أي جماعة تنجح في أن تدفع عن السوريين شرور هذا النظام اللاإنساني، تصبح بالمقارنة منقذاً. فالشخص المحاصر في بناية محترقة لا يسأل من يأتي لإنقاذه عن دينه أو هويته، ولا ينصب محاكم تفتيش للتأكد من ‘وهابيته’ ".
ترى اي دليل اقوى من هذا القول يمكن يؤكد دفاع هذا الرخيص عن الوهابية المجرمة؟ اليست في دعوته هذه تبريرا لفظاعات هذه الوحوش الكاسرة التي فعلت الافاعيل بسوريا وبشعبها ومن قبل ذلك بالشعوب المظلومة في باكستان وافغانستان والصومال والعراق ومالي وليبيا واليوم في مصر واليمن ولبنان وغدا في السودان؟ ترى الا يحتاج المرء لكم هائل من النذالة والخسة والحقارة ليبرر اكل لحوم البشر وحرق الناس احياء وتقطيع اوصالهم واغتصاب القاصرات وتفجير بيوت الله ونبش قبور الانبياء والصحابة والتابعين وذبح الاطفال والرضع وسبي النساء وو..؟
 
(6) في الفقرة السادسة من المقال، وضع كاتبه اصبحه على بيت القصيد، وهو حزب الله، باثا من السموم ما لم تحتويه غدد اكثر الافاعي والثعابين خطورة على وجه البسيطة، ملصقا بحزب الله من الاتهامات التي لاتوجد الا في عقليته المريضة والحاقدة، فيقول "كما تكشف تجربة حزب الله، فإن كثيراً من اللبنانيين والعرب، بمن فيهم كثير من الشيعة، لا يتفقون مع حزب الله في أيديولوجيته وعقيدة ولاية الفقية التي يبشر بها ويعرف هو قبل غيره ألا مكان لها في لبنان. الكثيرون كذلك يرفضون ممارسات حزب الله داخل لبنان".
بدورنا نقول من اين جئت بقولك ان حزب الله يريد تطبيق مبدا ولاية الفقية في لبنان؟ وهل في الاداء النظري والعملي لهذا الحزب ما يؤكد ذلك؟ وهل تفتقت عبقرية هذا الصحفي السوداني الى هذا الكشف العظيم دون ان يخطر ذلك ببال اللبنانيين من مسيحيين ودروز ومسلمين سنة من حلفاء حزب الله والمقاومة؟ ثم من اين جئت بالمعلومات عن رفض اللبنانيين لمواقف حزب الله، هل اكتسبتها من رفاق دربك السائرين على طريق دولارات النفط السعودي، مجموعة 14 اذار وحزب المستقبل، البوق السعودية المعادية للمقاومة داخل لبنان، حتى قبل اندلاع الحرب على سوريا؟

(7) في الفقرة السابعة يواصل صاحب المقال صب جام حقده على حزب الله بالقول"بنفس القدر فإن حزب الله خسر كل رصيده خارج إطار دائرته الشيعية الضيقة بعد تورطه في النزاع السوري بصورة ماكيافيلية" ، و " أن انتصار النظام المعزول في سوريا في تدمير ما بقي منها لن تعني تحوله إلى نظام أغلبية، بل سيظل حتى انهياره المحتوم يمارس القمع ويعاني العزلة".
هنا نتوقف عند عبارتين في غاية الاهمية الاولى هي ان حزب الله خسر "دائرته الشيعية الضيقة"، والثانية ان انتصار النظام السوري لن يحوله الى "نظام أغلبية"، الامر الذي يكشف مدى طائفية وغباء الصحفي السوداني هذا، فحزب الله الذي ضحى بالغالي والنفيس من اجل فلسطين "السنية "!! حسب المنطق السقيم للصحفي السوداني ورفاقه المسعدنين، وقدم قائده سماحة السيد حسن نصرالله فلذة كبده الشهيد هادي نصرالله قربانا للقدس.
في الوقت الذي كان ملوك وامراء العرب وابناءهم واحفادهم، من الغالبية "السنية"، وفقا للمنطق الطائفي السقيم لذلك الصحفي، يجاهدون ليل نهار في مواخير الغرب دفاعا عن شرف الامة والقدس، كان ابطال حزب الله من "الشيعة الروافض"!! ينقلون صواريخ "فجر" الايرانية "الرافضية المجوسية" !! الى غزة "السنية"!! ، ودفعوا ارواحهم ثمن ذلك، لتدك صواريخ المقاومة الاسلامية حماس "السنية"!! تل ابيب والمستوطنات الصهيونية في اول مرة في تاريخ الصراع مع الصهيونية.
اما عن بقاء النظام السوري "اقلية" حتى لو انتصر ، فهذه الجملة الطائفية الخبيثة، تعني ان الظام السوري هو نظام "علوي". بينما الجميع يعرف، ان اخر ما تفكر به القيادة السورية هو الطائفية او النظر الى قضايا الامة من خلال الطائفية الضيقة، فجمينا يعرف انه لولا هذه "الاقلية العلوية"!! وفق المنطق المريض للصحفي السوداني وللصحافة العربية المسعدنة، لكان "العرب السنة"!! في الخليج الفارسي باعوها منذ زمن طويل، وما كانت غزة موجودة حتى اليوم تقاوم الطغيان الصهيوني، ولكن الا لعنة الله على الجهل والتعصب والطائفية والدولارات النفطية التي تمسخ الانسان وتحولة الى عبد ذليل للمادة والغريزة.


(8) الفقرة الثامنة تتضمن نفاقا واضحا وفاضحا، حيث يلقي الصحفي السوداني المسعدن، كل ما يحصل في سوريا على النظام السوري وحزب الله، بما يحملهما ما جرى ويجري في مخيم اليرموك، ودفاعا عن الارهابيين والقاعدة والتكفيريين بشكل عجيب حتى انه يفضلهم على النظام السوري ويتمنى ان يحكموا سوريا في المستقبل لنقرأ ما يقول بالنص "فالنظام السوري ارتكب من الكبائر ما لا يغتفر، بدليل ما نشاهده ومعنا العالم كله وحزب الله- من قتل الأبرياء جوعاً في مخيم اليرموك، ليس لأنهم وهابيون متطرفون، بل لأن النظام وحلفاءه لا يهمهم من يقتل لتحقيق أغراضهم. ومقارنة مع نظام كهذا، فإن أي بديل يكون أفضل".
لسنا هنا لنرد على هذا السخف الواضح، ويكفي نقله بالنص، ليقف القارىء على سخف عقلية قائله، ولكن المتابعين لتطورات الحرب الدائرة على سوريا يعرفون جيدا من الذي استخدم المخيمات الفلسطينية التي تحاول جميع الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها من تحريرها من براثن المجموعات التكفيرية التي اختطفتها، لتستخدمها كورقة ضغط سياسية وعسكرية. يكفي القاء نظرة سريعة على الهدنة التي شهدها المخيم لفترة قصيرة، والجهة التي خرقت الهدنة، واسباب هذا الخرق، لنكتشف مدى الكذب والخداع الذي يمارس في الاعلام العربي المسعدن الذي يذرف دموع التماسيح على الفلسطينيين في مخيم البرموك.

(9) في الفقرة التاسعة يتفجر الصحفي السعودي طائفية بغيضة الى حد منفر، حيث يدافع عن الوهابية والعصابات التكفيرية وافعالها الشنيعة، باعتبارها القوى الوحيدة التي يمكن ان تقف بوجه "الشيعة " واسقاط الاسد!! ، حيث يقول "ان تصنيف بشار "الوهابية" باعتبارها الخطر الأكبر على نظامه، يعتبر دعاية مجانية للجماعات المتطرفة.. وأن ممارسات الجماعات الشيعية المتطرفة التي تدعمه في بلد غالبية أهله من السنة ستقوي الدعم الشعبي للجماعات الوحيدة التي يبدو أنها قادرة للتصدي لهذه الممارسات".
هنا نريد ان نسأل الصحفي السوداني المسعدن، كيف يمكن لنظام، كما يحاول هذا الصحفي ان يصوره على انه "علوي" و ليست له اي قاعدة شعبية بين غالبية "سنية"، ان يقاوم كل مجرمي الارض الذين تقاطروا الى سوريا بدعم امريكي اسرائيلي غربي عربي رجعي، على مدى ثلاث سنوات، ما لم تكن هناك قطاعات جماهيرية واسعة تحتضن هذا النظام؟ ترى كيف يمكن لنظام يتعرض لكل هذه الضغوط التي تشبه الحرب الكونية، يحقق بعد ثلاث سنوات انتصارات متتالية على المجموعات التكفيرية في كل جبهات القتال في سوريا، اذا لم تكن له شعبية تفوق حتى شعبية المعارضة الوطنية الحقيقة في داخل سوريا، ناهيك عن شعبية المعارضة المصطنعة في مطابخ الرياض والدوحة واسطنبول وباريس و واشنطن؟ نقول لصاحب المقال ان لا يعول كثيرا على عصابات اجرامية طائفية لا تعرف سوى الذبح والتفجير، فهذه العصابات لا مستقبل لها في سوريا، فالشعب السوري هو اذكي بكثير مما يتصوره الاعلام العربي المسعدن، لهذا السبب تخشى كل الدول الداعمة للوهابية في سوريا اجراء انتخابات حرة تحت اشراف دولي محايد، لانها تعرف لمن ستكون الغلبة.

(10) في الفقرة العاشرة والاخيرة يعود هذا المسعدن لتكرار مقولة سخيفة طالما تشبث بها الاعلام السعودي والمعارضة السورية القاعدية والتكفيرية على مدى الاعوام الثلاثة الماضية، حيث يقول "أكاد أجزم، فوق ذلك، بأن هذه الجماعات ‘الوهابية’ مخترقة من المخابرات السورية" وان جزمه هذا هدفه الاول والاخير تبرير الاجرام الوهابي ورفع أية مسؤولية عن كاهل هذه الجماعات لما اقترفته من فظاعات، وبجرة قلم يبرأ هذا المسعدن، ساحة الوهابية.
نتساءل ايضا، كيف عرف عبقري زمانه هذا، ان النظام اخترق الوهابية العزيزة على نفس المسعدن واسياده، فيقول "يكفي مثلاً ما سمعناه بالأمس عن قيام ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام عن فرض الجزية على المسيحيين في الرقة، وهو عين ما كانت دعاية بشار تخوف المسيحيين منه". الا تعسا لهذا الغباء، ترى هل يصدق العاقل ما سطره هذا البليد، ام يصدق افعال الوهابية التي اصبحت دليلا وعنوانا لهذه الجماعات، فلو سلمنا مقولة هذا الاخرق بان النظام اخترق الوهابية، لانها تقتل المسيحيين في سوريا بهدف تخويفهم من هذه الجماعات!!، ترى من يقتل المسيحيين في العراق وليبيا وباكستان وافغانستان؟ اظن ان النظام السوري اخترق الوهابية في جميع انحاء العالم.
اخيرا، اردنا من خلال الرد على هذا المقال، ان نحذر القراء الكرام من السموم التي تحاول زرعها السعودية بين شباب الامة، من خلال مرتزقتها، الذين اشترتهم بدولارات النفط، كعبيد يعملون في امبراطورياتها الاعلامية، فالخط العام لهذا الاعلام يتمحور حول محورين الاول تلويث كل تحرك او فعل او قول بالطائفية، لابعاد شبح التغيير عن الانظمة العربية الرجعية في الخليج الفارسي، والثاني الاساءة لحزب الله واظهاره بمظهر طائفي، عبر النفخ في نار الحروب الطائفية القذرة التي اشعلتها الوهابية في اكثر من منطقة في العالمين العربي والاسلامي، في خدمة مجانية لم تحلم بها الصهيونية، لكن كل ما تقوم به الامبراطوريات الاعلامية السعودية والمسعدنة، هو كيد ساحر، وسيبقى حزب الله عنوان المقاومة في كل عصر مصر ولو كره الحاقدون.

* نبيل لطيف