المقداد: سورية تحارب ضد الإرهاب من أجل الجولان وفلسطين

المقداد: سورية تحارب ضد الإرهاب من أجل الجولان وفلسطين
الأحد ٢٣ مارس ٢٠١٤ - ٠١:٠٦ بتوقيت غرينتش

أكد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن سورية واثقة أكثر من أي وقت مضى أن الحرب التي تخوضها اليوم ضد الإرهاب هي حرب من أجل الجولان ومن أجل فلسطين بقدر ثقتها أنها حرب مع كيان الاحتلال الاسرائيلي.

وقال المقداد في مقال له نشرته صحيفة البناء اللبنانية في عددها الصادر أمس تحت عنوان الجولان أولوية سورية إن "العلاقة بين إسرائيل والمجاميع الإرهابية التي تقاتل في سورية لم تعد بحاجة إلى دليل فعدا عن السؤال المزمن الذي لا يجد له جواباً في إدعاءات الفريقين حول تفسير كيف أن أحدهما رغم كل جبروت قدراته وقيامه بإسالة الدماء من كل الجنسيات والأعراق واختراق امن عشرات الدول لم يحدث ان استهدف الآخر رغم الكلام العدائي الكثير الذي يتبادلانه".

وأضاف إن "الشواهد العلنية على هذه العلاقة باتت كثيرة من الإمداد اللوجستي المقدم للإرهابيين علناً عبر الحدود وتمركزهم في أحضان الاحتلال واستشفاء جرحاهم في مستشفياته وصولاً إلى العروض السياسية المعلنة من قادة الإرهابيين لإسرائيل بمكافاتها بالتنازل عن الجولان إذا تمكنوا من السيطرة على سورية وليس انتهاء بمشروع إنشاء حزام أمني على الحدود يقيمه الإرهابيون لحماية أمن الاحتلال على غرار ما حدث إبان الاحتلال الإسرائيلي للبنان فيما يبقى الأهم الخدمة التي يؤديها الإرهاب لحساب إسرائيل في تدمير المخيمات الفلسطينية وتهجير أهلها في سياق الخطة الإسرائيلية لتصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذي ترمز إليه المخيمات".

وشدد المقداد على "إننا كنا على ثقة أن ظهور اليد الإسرائيلية وراء ما تشهده سورية كما ظهور الإرهاب كفاعل رئيس في تنفيذ خطة الحرب على بلدنا حتميان مهما تأخرت الساعة ومهما حاولوا تأخيرها ليظهروا كلامنا عن الدور الإسرائيلي من جهة وحضور الإرهاب من جهة أخرى مجرد اتهامات تقليدية تساق لتبرير الذات"

واعتبر أنه "ومع السنة الثالثة للحرب التي شنت لتدمير سورية وبسبب صمود الشعب وبسالة الجيش وشجاعة وحكمة القائد تجبر سورية أعداءها الحقيقيين على مغادرة الكواليس والخروج إلى خشبة المسرح" لافتاً إلى أنه و"بعدما اضطر الأميركي إلى كشف وجهه بتجريد أساطيله مباشرة وتهيب استخدامها تفادياً للعواقب اضطرت /إسرائيل/ مراراً للظهور علنا كشريك كامل في الحرب من الغارات التي استهدفت جمرايا قرب دمشق قبل سنة وصولاً إلى العدوان الأخير في منطقة القنيطرة وسعسع قبل أيام وما بينهما من اعتداءات متكررة".

وأشار المقداد إلى أن "سورية اليوم تسجل أسفها أن بين الحكام العرب من تورط في الحرب عليها لحساب إسرائيل كما هي آسفة لتحول قوات حفظ السلام والأمم المتحدة عن مهمتهما الأصلية بحماية القانون الدولي ومنع انتهاك الاتفاقيات والمواثيق إلى شاهد زور على هذا الانتهاك وفي كثير من الأحيان إلى شريك متواطئ ضمنا ووسيط بين الإرهاب والاحتلال" مؤكداً أنه وعلى الرغم من كل ذلك فإن "سورية التي تصنع نصرها في الميدان واثقة أكثر من أي وقت مضى وبسبب كل ما مضى من عودة الجولان".

وأوضح نائب وزير الخارجية والمغتربين أن "سورية لم يخالجها الشك لحظة بدء الأحداث التي شهدتها قبل ثلاث سنوات أنها تتعرض لحرب كبرى تتعدى طاقات وقدرات ما هو معلن على ألسنة الذين يتصدرونها ولا خالجنا الشك منذ ذلك الحين أن ما يجري وما يعد له كي يجري أكبر وأعمق أثرا وأبعد مدى مما نراه".

ولفت إلى "أننا كنا على ثقة أن اليوم الذي تظهر فيه الأيادي العربية المتورطة بمشروع يريد تدمير سورية اقتصاداً وعمراناً ومصادر قوة ونسيجاً اجتماعياً لن يكون بعيداً ولكننا كنا نثق بذات القوة أن من يفعل ذلك من الحكام العرب انتقاماً لنقص رجولته ورسالة تأديب لشعبه الذي تفاعل مع مواقف العز السورية والكرامة العربية التي جسدتها سورية وعبر عنها السيد الرئيس بشار الأسد بكل ثبات وحزم إنما ينتقم لعقدة نقصه تجاه سورية والسوريين شعباً وجيشاً وقيادة".

وتابع المقداد إن "الثقة كانت فوق كل ذلك أن ليس بين الحكام العرب الذين تآمروا على سورية من يجرؤء على فعل ذلك منفرداً أو من تلقاء ذاته مهما توافرت لديه الرغبات والقدرات فلا بد أنه يفعل ذلك ضمن خطة دولية تتزعمها واشنطن ولا بد أن ما تفعله واشنطن بتجنيد حلف دولي إقليمي يستهدف سورية ويتخطى في حربه عليها كل المعايير والمواثيق والمحرمات وصولاً إلى التعاون مع الإرهاب ومد اليد إليه وفتح كل الأبواب والحدود لاستجلابه إلى سورية إنما يفعل كل ذلك كرمى لعيون إسرائيل التي أعيتها سورية بثباتها وهزمتها بحلفها مع المقاومة مرات عديدة وبددت مصادر قوتها بتظهير هشاشة بنيانها وعجزها عن صناعة السلام مقابل فشلها بالفوز في الحرب".

وأضاف المقداد إنه وبخصوص الإرهاب "فلم يعد سراً يحتاج لمن يكشفه بعدما صارت كل مجاميع المسلحين التي تعتدي على المواطنين السوريين وجيشهم ومؤسساتهم ومهما اختلفت التسميات تكشف طبيعة وحقيقة تبعيتها لتنظيم القاعدة الإرهابي ومفرداته الفكرية والتنظيمية القائمة على القتل والقتل والقتل".