وفي عامها الانتخابي الحاسم تتسارع الأحداث في تركيا على غير ما يشتهي الحزب الحاكم. فالأزمات توالت والصراعات الداخلية اشتدت لتحاصر حكومة العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب اردوغان.. واقع دفع بأنقرة إلى التصعيد اتجاه دمشق من خلال خطوات عدة لم تتوقف عند دعم المسلحين وتوفير التغطية لهم على الحدود السورية التركية. وهي الاتهامات التي طالما وجهتها سوريا لحزب العدالة والتنمية منذ 3 سنوات؛ بل وصلت إلى حد إسقاط طائرة عسكرية سورية في معركة كسب وهو تصعيد يقول الكثيرون إنه محاولة لتصدير الأزمات الداخلية إلى عدو خارجي.
وأشار الكاتب والمحلل السياسي التركي توران أباضاي في حديث لمراسلنا أن الحصار الذي تعرض له اردوغان بسب أزمة الفساد بالتحديد هو ما دفعه لمحاولة استغلال إسقاط الطائرة السورية في حملته الانتخابية حيث بات اردوغان بحاجة إلى استرجاع شعبية خسرها.
وعلى بعد أيام من الانتخابات المحلية يبدو أن رئيس الوزراء في تركيا يريد تغييرعناوين الحملة الانتخابية وحرف الأنظار عن فضائح الفساد وتعزيز سلطة القمع والرقابة إلى أمر آخر.
ويرى مراقبون أن إسقاط الطائرة على أطراف الحدود هدفه إبعاد الأنظار عن قلب الأحداث في تركيا؛ فاردوغان استبق بيان الجيش التركي ليعلن عن إسقاط الطائرة في مهرجان انتخابي. إعلان رأت فيه المعارضة مجرد مناورات انتخابية يحاول اردوغان من خلالها كسب بعض النقاط الإضافية لتخفيف حدة تراجعه. كما وجهت نداء إلى رئيس هيئة الأركان العامة التركية بعدم الدفع بالجيش في مغامرات في سوريا؛ فالمغامرة هناك برأيهم خطرة جداً غيرمأمونة العواقب.
ولفت رئيس تحرير صحيفة "كارتشي" التركية آران أردان أن اردوغان يسعى من خلال الدخول في مواجهة مع سوريا لإثارة الروح القومية لدى الشعب حيث أنه قد خسر كثيراً الأزمات التي حصلت له.
وكما يرى الكثيرون فهي حرب مفتوحة بين اردوغان وخصومه استنزفت من رصيده في الداخل فحاول تصديرها إلى الخارج. فإسقاط الطائرة السورية حادثة يراها البعض أنها ليست مجرد انتهاك لقواعد الاشتباك التي وضعتها تركيا.. بل هي في جوهرها حادثة سياسية بامتياز يحاول الحزب الحاكم من خلالها البحث عن طوق نجاة.
03.27 FA